الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة بغداد ... والطريق الجديد

رفعت نافع الكناني

2012 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


قمة بغداد سوف تنعقد في موعدها المقرر في 29 آذار ، برغم الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها في سبيل الغاء او تأجيل انعقادها ، لم تتعرض عاصمة في العالم لمثل تلك الضغوط ، فالضغوط الخارجية والداخلية... كانت تتحجج بان العراق محتل ولا يملك السيادة على ارضة وقرارة ، وان الامن غير مستتب لحماية الوفود العربية ، وان الحكومة العراقية لا تمتلك الشرعية الكاملة لتمثيل كل الشعب العراقي ، وانها حكومة طائفية تمت بمباركة ايرانية ورعاية امريكية ، وهناك تهميش واقصاء لمكون واضطهادة ، وهناك جهات تشكل على العراق عروبتة وقوميتة ولا تريد انعقاد القمة في بغداد بعد الان . اذن توحدت كل تلك القوى والدول في سبيل عدم عقد المؤتمر بل الغاء فكرة انعقادة في بغداد . وبالمقابل كانت هناك رغبة وعزم وعمل جبار ودؤوب لا يعرف الملل من قبل الدولة العراقية متمثلة برئيس الوزراء نوري المالكي ، كانت البداية بخروج القوات الامريكية بالكامل ودعم متواصل لبناء اسس دولة واعدة ، وانجز الكثير بتعاون العراقيين الشرفاء في مكافحة الارهاب وتحجيمة وتذليل الكثير من الصعاب والعقبات والمخاوف لدى الاشقاء العراب في سبيل عودتهم لحضن بغداد الدافئ . ونتطلع بان تخرج النتائج بتصور مشترك للمشاكل والحلول ، بعيدا عن الانقسام والتشرذم بين الصفوف .

امام القمة العربية تحديات كبيرة لاسيما انها تنعقد في ظرف عربي دقيق وفي مرحلة تاريخية جديدة في تطلعاتها ونتائجها ، بسبب ما يطلق علية ثورات الربيع العربي وما ينتظر دول عربية اخرى من احداث مستقبلية بسبب تأثرها بما حدث في دول شقيقة مجاورة بعد ان كان العقل العربي الرسمي لايمكن ان يتصور ان تحدث تلك الثورات وبهذة السرعة والنتائج . اذن القمة الثالثة التي تتشرف بغداد في انعقادها لا تشبة القمتين التي عقدت فيها عام 1978 وفي عام 1990، بسبب ان القمة الاولى كانت قوى دولية غربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ودول الخليج العربية تهيأ بغداد لحدث كبير سوف يحدث على مستوى المنطقة وهي التنبؤ والتيقن عن قرب سقوط حكومة الشاة في طهران بسبب الثورة الشعبية التي اجتاحت الاراضي الايرانية ، وبالفعل تم سقوط الشاة بعد اقل من سنة من انعقاد القمة لتأخذ بغداد دورها في عملية دولية لاجهاض ثورة الشعب الايراني وادخالة في حرب ضروس قذرة استمرت ثماني سنوات كلفت العراق والعراقيون ثمنا باهظا لايمكن حسابة .

اما القمة الثانية التي احتضنتها بغداد في العام 1990بعد ان حطت حرب الخليج الاولى اوزارها في آب 1988 ، وتم وقف اطلاق النار فيها بعد ان اعيت الحرب الطرفين وانهكتهم ... ادرك صدام حسين عمق الهوة التي اوقعة بها اشقائة العرب ومقدار الخسارة القاسية التي لحقت بارواح العراقيين واقتصادهم وما تلاها من ديون وحسابات ودمار لحق بكافة القطاعات . ما العمل وما العذر والخلاص ... اذن ابتلاع الكويت وتهديد السعودية ودول الخليج لدفع فاتورة الحرب بالنيابة كانت هي السبب في طلب العراق عقد القمة في بغداد ليبلغ الرؤساء والملوك ما قد يحدث للمنطقة جراء ما لحق بالعراق من دمار بشتى اشكالة ... وبالفعل بعد 66 يوم من انتهاء القمة بالتمام تحركت قوات صدام لتغزو الكويت في عملية خاطفة وسريعة ، لتزداد الامور تعقيدا وخرابا وليتحمل العراقيون مرة ثانية نتائج هذا الطيش والتهور لحد الان على شكل تعويضات جائرة وخسائر بشرية ومادية هائلة ، وما نتج عن ذلك من فقدان اراضي ومياة اقليمية وحصار بمختلف الوجوة استمر لحد الان .

تنعقد قمة بغداد وعلى الطاولة مواضيع كثيرة وخطيرة تنتظر التمعن بها ووضع الحلول والاجابات المقنعة لها من خلال رسم خارطة طريق واقعية بطرق حل تختلف عن الطرق السابقة التي عودتنا عليها القمم السالفة. اولها التمسك بقيم التسامح والعدالة والانصياع لمبدأ المصلحة والمصالحة والحوار الهادئ لاصلاح ما يمكن اصلاحة داخل البيت العربي بعد ان عانت الشعوب مظالم كثيرة من حكامها على مر العصور . وان الربيع العربي الذي انطلقت بداياتة في العراق من خلال النضال القاسي والطويل ضد الدكتاتورية والتهميش ، وامتد ليشمل تونس ومصر وليبيا والبحرين وسوريا لايمكن ان تكون نتائجة محبطة للامال او بداية لمشروع تقسيم جديد للمنطقة ، او انقسام جديد على مستوى الشارع والحكومات ليدخل المنطقة العربية في اتون حروب طائفية ودينية واثنية . صحيح هناك اختلاف في وجهات النظر بين القادة العرب من خلال النظر لمشكلة في بلد معين كسوريا مثلا او البحرين ، لكنة في الوقت نفسة يجب الوقوف على ما يمكن ان تسببة بعض الخطوات المتعجلة بدفع من دولة او اثنين الى اخطار وتداعيات لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا ، لان الحلول الخاطئة تسير الامور باتجاة خاطئ وخطير يصعب تدارك نتائجها .

لقد اثبتت الشعوب ان لها طاقات كبيرة مؤثرة غيرت المشهد السياسي الذي كان يحكم المعادلة بين الحاكم والمحكوم . وان القمة يجب ان تحفز القيادات العربية لخلق حالة من التجدد في التعامل مع الشعوب وفق ما تضمنتة القرارات الدولية لحقوق الانسان بعيدا عن العبودية والاذلال ، وان يكون النظر بعين واحدة لمطالب وحركات التحرير الشعبية العربية بعيدا عن التناقض والتمييز في المواقف تجاهها . اي ان القمة يجب ان تكون قمة ذات تصورات جديدة تأخذ في الاعتبار مطالب الجماهير وتطلعاتها نحو حياة حرة كريمة ، والسير نحو طريق الديمقراطية في اختيار من يمثلهم بطريقة سلمية وفق تشريع دساتير جديدة تؤشر لحياة مدنية والاعتراف بحقوق المرأة العربية لنيل كامل حقوقها المشروعة في العيش الكريم . اضافة لمواضيع مطروحة مثل الحلول العادلة للقضية الفلسطينية ومنع الاسرائيلين من التفرد بهم . تفعيل كل ما من شأنة لاقامة علاقات اقتصادية وتنموية متينة بين العرب وفق احدث السياسات الاقتصادية الحديثة لانها اساس التعاون بين الشعوب والتقارب بينها مهما كانت النظم السياسية مختلفة . اعداد دراسة لااعادة هيكلة الجامعة العربية وتحديث دورها في خدمة قضايا الشعوب العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز