الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودي الى بلادك  

نادية علي

2012 / 3 / 26
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


فى يوم السبت 24/03/2012 تم الاعتداء على " شيماء العوادي " لتلفظ أنفاسها الاخيرة ، بالمستشفي بعد تعرضها للضرب على راسها بعنف في منزلها بولاية "سانتياغو " في الولايات المتحدة الامريكية ، وهي عراقية ام لخمسة أطفال وتعيش في امريكا منذ تسعينيات القرن الماضي ، وكتب المعتدي بدمائها " عودي الى بلادك " وكانت الضحية حسب كلام ابنتها البالغة 17 سنة قد تلقت رسائل تحمل نفس العبارة ، ولم تعرهم اهمية واعتبرتها لعبة أطفال يمزحون ، يبدو انها كانت تحس بالامان المطلق  وهي تعيش في بلد الحرية والديمقراطية  ، والذي يعتبره ساسة العراق الجدد عراب الديمقراطية و  مستوردها  ومنفذ بلادهم و محررها ، بعد عقود من الظلم و القهر والاستبدا على يد أسلافهم ،
ضحية اخرى تحرك عدًاد القتل وسفك الدماء العراقية الزكية ، التى لا تعدو كونها مجرد رقم يضاف الى الأرشيف للتأريخ و ما اكثرها ، ذالك الأرشيف الدموي الذي بات يستحق ان يؤرخ له فعلا ، لعل الأجيال المقبلة تسعى لوقف  نزيفه الذى يعود لقرون ، لكن الجديد هذه المرة ان الضحية لم تنل شرف القتل على ارض العراق المظلوم ، بل كانت تعيش فى بلد حمل شعار  " منقذ العراق ومانح الحرية " لشعبه الأبي ، ذالك الشعب الطيب المخدوع و المظلوم على مر العصور . 
العراق حكاية لها بداية وليست لها نهاية ، معاناة تكتب كل مرة بيد قاسية لا ترحم ، وفى كل مرة تساق خيوط المؤامرة على اساس العدالة والحرية ، وكأن قدر العراقي ان يصارع الثأر مدى الحياة ، لكن في اغلب  الاوقات كان الثأر معلوم المكان و محدًد الهوية ، فمن ياتري من سيطارد ابناء "شيماء العوادي " ؟ ، فلا نيران صديقة أمامهم ولا حاكم مستبد حكم على امهم بالإعدام ، ولا مجموعات إرهابية فجرت سيارة مفخخة فى منزلهم ،
سوق الاعلام الحادثة على انها اعتداء عنصري وما اكثره ، وتكاتفت الجهود والدعوات فى الأوساط الامريكية المسلمة لإدانته ، وبدأ اسغلاله ليضاف الى سلسلة قمصان عثمان ، التى عهدناها فى تاريخنا المستغل لها ، لكن من الظلم لشيماء ان يروح دمها هباءً ويحصر فى بوتقة العنصرية ، بل يستحق ان نتوقف عنده ولا ننظر للعبارات التى رسمت بدمائها فقط ، وان لا نتناسى عمليات القتل والخطف التى تعرض  لها الجنود الأمريكيون وقوات التحالف فى العراق ، وظواهر الانتحار فى المجندين الأمريكيين العائدين من العراق ، إ ثر شن امريكا وحلفائها الحرب على العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل ، وتحرير الشعب العراقي من النظام الظالم وجلب الحرية والديمقراطية له ،.
بعد مؤتمر لندن بين 13و 17 كانون الاول 2002 الذى تم برعاية "زلماي خليل زادة " السفير المكلف بالملف العراقي " ، الذى تم الاتفاق فيه على المحاصصة الطائفية والعرقية بعد إسقاط نظام البعث  " وتعهدت اطياف العارضة العرقية آنذاك في قبول كل قرارات الامم المتحدة السابقة وإقامة دولة علمانية  " ، من قبل امريكا وحلفائها الذين فشلوا فى تمرير قرار الحرب على العراق ، فى مجلس الامن بعد معارضة محور فرنسا - روسيا - الصين وكانو قد هددوا باستخدام الفيتو ، فقررت امريكا شن الحرب ونجحت فى حشد الحلفاء بمباركة عربية باسثناء معارضة خجولة ممن لاحول لهم ولا قوة . 
سقط النظام وذهبت المعارضة العراقية بتاشيرات أمريكية واسلمت البلاد ، بحلة حمراء تشع بالدار والخراب وبدأت الحملات الانتخابية وأخفقت المحاصصة بامتياز ، وبدأ العراق مع مرور الوقت يرسم معالم مستنقع وعر لقوات التحالف بعد دخول القاعدة له، وبدأت فاتورة الحرب العراقية تدفع من دماء العراقيين ونفطهم  و جنود الاحتلال ،ألما ترك أثرا سلبيا عليى الشارع الامريكي والغربى عموما ، اذ برزت النظرة الامريكية الحاقدة على صقور الحرب ، و التساؤل عن سبب أزدياد القتل لجنودهم وكان" بوش "اول المحاسبين على ذلك ، وتتواصل العملية من قبل الشارع  الامريكي ويبدو ان الدور وصل الى محاسبة العراقيين باعتبارهم من كان السبب فى  زج بالجنود الى العراق ، ونرى ذلك في حادثة الاعتداء على شيماء ، لكن القاتل ليس بالضرورة هو من أطلق الرصاصة ، فياترى من قتل شيماء العوادي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا للعنصرية العربية أيضاً
هناء المغربي/كندا ( 2012 / 3 / 26 - 15:54 )
لا ادري لماذا تحرض الكاتبة على العنصرية العربية وتحمل الموضوع الكثير من خيالاتها واوهامها؟
حادثة قتل تحصل في كل مكان فلماذا التضخيم ؟


2 - سلمت يداك
حنان النصري ( 2012 / 5 / 27 - 23:19 )
سلمت يداك ياكاتبة جريدة العالم الواعية الشريفة الطاهرة
والله أبكي من القلب لماتكتبين.

اخر الافلام

.. نتنياهو: اتهامات المدعي العام للجنائية الدولية سخيفة


.. بعد ضغوط أمريكية.. نتنياهو يأمر وزارة الاتصالات بإعادة المعد




.. قراءة في ارتفاع هجمات المقاومة الفلسطينية في عدد من الجبهات


.. مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعترف بالفشل في الحرب




.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم