الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الإخوان والعسكر و«شوية العيال بتوع الثورة»

هانى جرجس عياد

2012 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


** احتدمت «المعركة» بين الجماعة والعسكر، الذين سرقوا الثورة أمس اختلفوا اليوم.
** مازالت الأسئلة مطروحة: ما هى الصفة القانونية لجماعة الإخوان المسلمين؟ لماذا لم توفق الجماعة التى كانت محظورة فأصبحت خارجة على القانون، أوضاعها القانونية؟ ما هى مصادر دخل الجماعة؟ وما هو النشاط الحقيقى الذى تمارسه، وتخشى افتضاحه فيما لو وفقت وضعها القانونى وخضعت أموالها لرقابة أجهزة الدولة الرقابية؟
** الآن، والآن فقط اكتشف «الإخوان وذراعهم السياسية» أن حكومة كمال الجنزورى جاءت لإجهاض الثورة، وهم من قال فى حينه إن تكليف الجنزورى هو «اختيار موفق»، وأنا سوف أصدقكم ولن أقول «صح النوم»، ولن أتساءل عن الأسباب الحقيقية لهذا التحول، لكن فقط أطالبكم بتقديم اعتذار رسمى واضح «لشوية العيال بتوع الثورة» الذين أدركوا منذ اللحظة الأولى أن الجنزورى جاء لإجهاض الثورة، لكنكم اخترتم، فى حينه أيضا، أن تبقوا على موقفكم إلى جانب عسكر مبارك ضد الثورة. أعرف أنكم لن تعتذروا عن أخطائكم وخطاياكم، وأعرف أيضا، أنكم حتى لو فعلتم لن يقبلكم أحد، فمبارك عليكم عساكر مبارك.
** الطعن فى دستورية مجلس الشعب الحالى، ليس هو الورقة الوحيدة التى يحتفظ بها عساكر مبارك فى الدرج، هناك أوراق أخرى كثيرة، إن بدأت بالأموال التى انهالت على المؤسسات الإسلامية من الشاطئ الأخر للبحر الأحمر، فلن تنتهى بالأحزاب الدينية التى استولت على البرلمان، رغم أنها غير دستورية. حزب الحرية والعدالة وحده قنبلة ضغط فى يد العسكر، وليس مجرد «ورقة ضغط» فهو حزب دينى أسسته جماعة خارجة على القانون، ويعرف مرشد الجماعة ما هو أكثر من ذلك، لذا لا أظن أن «شهر العسل»، بين الجماعة والنظام الذى دشنه النائب عمر سليمان أثناء الثورة، وافتتحه رسميا المستشار طارق البشرى بتعديلاته الدستورية، قد أوشك على الانتهاء، كما توحى «حرب البيانات» الدائرة حاليا بين الطرفين، إنها مجرد «زوبعة فى فنجان» حسب تعبير الرئيس الراحل أنور السادات، الراعى الرسمى للإسلاميين والمباركيين على السواء.
** بعد تداول اسم اللاعب محمد أبو تريكة بين المرشحين للجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، يقال إن مجلس إدارة النادى الأهلى يفكر فى ضم صبحى صالح لفريق الكرة على سبيل الإعارة لتعزيز خط «الهجوم».
** «إن القوات المسلحة المصرية ومجلسها الأعلى لم تدخر جهدا فى حماية الثورة وتبنى مطالبها ورعاية مسيرتها، وحافظت على استقرار الدولة فى أدق اللحظات وأصعب المنعطفات وباشرت بكل شرف وتجرد وإخلاص مسئوليتها فى إدارة شئون البلاد خلال هذه المرحلة الحاسمة من عمر الوطن» هذه النكتة ليست من تأليفى، بل منقولة بالنص من بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقد جاءت فى سياق «حرب البيانات» الدائرة الآن بين العسكر والجماعة الخارجة على القانون، ربما لتضفى على جو «المعركة» بعضا من المرح.
** «هؤلاء المتحولون يعرف الشعب المصرى مبتغاهم وهدفهم جيدا من تسخير أموالهم ـ التى يجب البحث فى مصادرها ـ لتشويه الثورة المصرية ونشر الفوضى والقفز على المكتسبات التى حققها الشعب المصرى حتى الآن» نكتة أخرى ليست من تأليفى، لكنها وردت فى بيان المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، فى سياق «حرب البيانات» بين العسكر والجماعة، نعم الجماعة التى لا يعرف أحد مصدر أموالها، يبدو أننا بصدد معركة بين نجوم كوميديا.
** حزب الحرية والعدالة هو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لكن ما هى جماعة الإخوان المسلمين؟
** ثم تبين أن نائب التجميل أنور البلكيمى والذى لم يقدم استقالته من مجلس الكتاتنى، متزوج من فنانة، وبما يرجح أن موقف السلفيين من «الفن» مختلف تماما عن موقفهم من «الفنانات».
** على مدى ثلاثين عاما قدم لنا برلمان الرئيس المخلوع نموذجين من النواب، «النائب الصايع» و«نائب الفياجرا»، وهو ما حققه مجلس «المشير والمرشد» فى شهر واحد، حيث قدم لنا «نائب الآذان» و«نائب التجميل»، أى أن ما كان يفعله مبارك فى سنة ينجزه «المشير والمرشد» فى يوم.
** مازال هناك من يعتقد أن تيار الإسلام السياسى أحد أهم روافد الحياة الفكرية والسياسية فى مصر، وأنا مازلت أبحث عما قدمه هذا التيار للحياة الفكرية والسياسية فى مصر على مدى ثمانين عاما؟ هل يستطيع أحد أن يدلنى على مفكر إسلامى واحد ترك بصمته فى أى من مجالات الاقتصاد السياسى، أو العلوم السياسية، أو القانون، أو الآداب والفنون، أو العلوم الإنسانية والاجتماعية.........الخ؟، هذه ليست دعوة لإقصاء أحد، لكنها دعوة ليأخذ كل تيار حجمه وفق ما قدم من إسهامات لهذا الوطن، وليس بقدر ما وزع من أموال سائلة وزيت وسكر.
** أربأ بنواب محترمين وشخصيات وطنية لها دور وتاريخ أن تقبل دور المحلل فى مهزلة كتابة الدستور، الإسلاميون حصلوا على أغلبية ساحقة فى البرلمان، أتركوهم يكتبوا دستورهم، ويشكلوا حكومتهم وينفذوا برنامجهم، فالمفارقة أن الذين سرقوا الثورة هم أنفسهم من يعيد إنتاجها.
** خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية، حسنا، لكن قولوا لنا أولا من هو خيرت الشاطر، وما هى وظيفته، وما هو مصدر أمواله؟ إذا كان الشاطر شاطر فعلا فليفتح للناخبين سجلاته ويقدم إقرار ذمته المالية ومصادر دخله وأوجه نشاطه، ثم دعونا بعد ذلك نرى نهاية جماعة خارجة عن القانون، أخذتها العزة بالإثم فأحكمت سيطرتها على مؤسسات دولة اسمها مصر، بعد أن قالت يوما «طز فى مصر».
** الثورة لم تزل فى الشارع، إضراب عمال النقل العام، اعتصام التراس الأهلى، أحداث بورسعيد، احتجاجات طلبة الجامعات، تذمر كل أصحاب المطالب المشروعة التى أسموها زوا وتشويها «مطالب فئوية»، مع استمرار الأزمات التى تتسع لتطال كل مناحى الحياة ومتطلباتها الضرورية.
الثورة لم تزل فى الشارع، وحكم «المشير والمرشد» أعادنا إلى عشية 25 يناير، فانتظروا الزلزال من حيث لا تتوقعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام