الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصرة بلا محمود عبد الوهاب

رسمية محيبس

2012 / 3 / 26
الادب والفن


بصرة بلا محمود عبد الوهاب

في كل مرة نحط الرحال في ربوع البصرة أحس بسلام عجيب وانا ارى طائرها الواقف على شجرة قرب شط العرب هذا الطائر العجيب يحوم كروح حول القادمين الى أرض المربد ابتسامته تفتح الباب وتقول ادخلوا وتضع بيد كل قادم من فج بعيد زهرة لها عطر خاص ها نحن نهبط نحو بصرة السياب نلتقي بأبناء الفراهيدي وعيوننا معلقة على باب زجاجي علّ ذلك الطائر يدلف بجناحين نديين لكن يبدو انه آثر العزلة رغم ان ابتسالمته لم تزل ماثلة في االمكان،في الشارع ،في أزقة البصرة
لا أعرف عمر محمود عبد الوهاب بالضبط ولعله تخطى الستين او تقدم بخطى متثاقلة نحو السبعين لكن روحه الشابة لم تدلف كهوف الشيخوخة وظلت تطوف في أفق بصري يظلله النخيل ويحنو عليه الماء والشباب والابتسامة
هذا الزائر يختلف عن غيره من زوار صباحات البصرة فهو حين يبدأ نهاره يضع نظارتيه ويرتدي قميصه الأبيض على قلب أشد بياضا من الثلج وأكثر دفئا من جمر شتاء البصرة يطوف كالسحابة على حدائق العشار وبساتين أبي الخصيب وقد يمر على مقهى يزدحم بأدباء البصرة ينزوي في ركن هادىء مع توئمه الروحي محمد خضير يسبح معه في امواج ضوئية عبر المستقبل ثم تبتلعهما ظلمة الأزقة
ليقيم له شاليه الجمال مهرجانا تتألق عبره روحه الشاعرة التي تجتذبها تلك السحب الماطرة
محمود القلب المكتنز بالأمل والحب والرؤى مازال يكتب باصرار ويستدرج كائناته ليدخلها الى كهف سعادته ويمارس معها لعبة الحلم الذي لا يكبرلماذا أقفرت البصرة منك وكيف تنام دون أن يعود ابنها الهائم في أماسي الخصب
محمود شمعة تطفو على الماء شمعة الغائب
ماء شط العرب يصغي بحذر عله يلمح ظلك عابرا دروب النخيل مجتازا حدود القلب الذي يغني هذا الغناء الحزين
ها هي سفينتنا ترسو في ميناء روحك البصرية دون ان يستقبلها بحارة قلبك ايها الماكث فينا ِلا ماء لدينا لنغسل عنك هذا الغبار ونسقي ما غرست من احلام صغيرة أيها القلب المخلوق من ماء وعسل وحناء يا روعه الحكايات البصرية ودفء الأماسي يا نوخذة الحب وراعي سرب الأماني أيها العابر الفردوس
كن كما أنت وديعا كجناح يمامة ومبتسما ومضيئا
أيها الملاك لا تبخل بإبتسامة ولا تتأخر عن المجيء
نلمح ظلك يطوف كالشمعة على الظلال
الشوق يعانقك
والدرب يبكي مفتقدا رقتك وترف يديك










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من نخلة بغدادية إلى نخلة ناصرية
كافي علي ( 2012 / 3 / 26 - 14:20 )
اكتبي يا رسمية وحرري جمال الشعر وعراقيته من الجواري الممسوخات ، لا تبالي بما يقولون ويكتبون ، أنت مزنة شعر تأتي اينما تشاء وتمطر حيثما تشاء وخراجك عائد إلى التأريخ. ومن كان منهم بلا خطيئة فليرمك بهذا الحجر


2 - نبلك يدعوك لاستحضار سيرة النبلاء.
سلام كاظم فرج ( 2012 / 3 / 26 - 15:14 )
نبلك يدعوك ام سلام لتحية روح رائد من رواد السرد العراقي المعاصر استاذنا الكبير محمود عبد الوهاب.. لقد كان الفقيد معلما فذا علمنا روح الايثار والتواضع والتضحية والمبدأية.. فشكرا لك ايتها الشاعرة الراقية.. وتحية هي من صميم الود..


3 - حقا البصرة بدون-روح-محمود عبد الوهاب مثلومه
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 3 / 26 - 16:01 )
شكرا استاذه رسميه على هذهالدرر الحيه المملوءة وفاء لواحد من خيار ناسنا
ومثقفينا الكبار محمود عبد الوهاب
لقد كان لي شرف التعرف على استاذ محمود عبد الوهاب في سنة 1968
بعد اشهر قليلة من تعييني تدريسيا بجامعة البصرة الشامخةفي سنة 67
وسرعان ما علمت بسرور انه قريب لعائلة الشابة البصرية التي اقترنت بها ذالك العام وقد اتاح لي ذالك ان القاه كثيرا بدون رسميات ومواعيد بداية في البصرة
ومن ثم في بغداد بل وحتى في بولندا التي كان يحب زيارتها في بعض العطل الصيفية في اواخر القرن العشرين
وحتى ايام الحصار الملعون وحكم البعث الالعن كنا نلتقي في مقهى حسن عجمي
ومعه صديقه وصديقنا جميعا الاستاذ محمد خضير مع اخلص التمنيات له بالصحة وطول العمر
نعم فان ابو البسمة الرائعه كان شابا في الثمانين وبعض سنوات
لقد كنت حائرا فمن الوفاء كتابة نعيه وكلمات تجسد بعض محاسنه
الاستاذه رسميه محيبس لها فضل كبير علي وبالتاءكيد على جمهرة من محبي محمود عبد الوهاب بكتابتها ونشرها لهذا النص الجميل لهذا الانسان الجميل
شكرا استاذه رسميه


4 - جميل
رسمية محيبس ( 2012 / 3 / 27 - 11:00 )
الدكتور صادق الكحلاوي
كتبت أمس ردا حول تعليقك الجميل وفوجئت اليوم بإنه لم ينشر لا أعرف لم على كل حال ما أجمل ما كتبت أخي العزيز حول الكاتب الراحل محمود عبد الوهاب
لك مني كل التقدير والاحترام ودمت بهذه الروح الصادقة


5 - سلام
رسمية محيبس ( 2012 / 3 / 27 - 11:07 )
الكاتب سلام كاظم فرج
تحية لك أيها الشاعر الهائم ما زلت أتابعك باخلاص بقصائدك التي تحتوي روعة الشعر وصدقه شكرا لك نيابة عن هذا الكاتب البصري الجميل الروح محمود عبد الوهاب
ودمت صديقا وأستاذا مبدعا


6 - ربما
رسمية محيبس ( 2012 / 3 / 27 - 11:12 )
الكاتبة كافي علي
شكرا يا نخلة بغداد ما أجمل ما كتبت أيتها الرائعة لا يهم أما مسألة الحجر فلست المعنية بها لكنه نبل منك وهذا يكفي أما عن التعليق المحذوف فهو للشاعر الصديق أسعد البصري أسعد مولع بشتم الآخرين ولعله على حق ولكن ليس كل ما يعرف يقال اقول لك هذا لتطمئني
أشكرك جدا جدا
ودمت لي

اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس