الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغمة العربية

محمد جاسم الهاشمي

2012 / 3 / 26
كتابات ساخرة


الغُمة العربية
يبدو إن الحكومة العراقية عازمة على ان يكون إنعقاد مؤتمر القمة العربية في العراق ، رغم كل ما نعرفه عن فشل مؤتمرات القمة السابقة ، وبالرغم من أن الجامعة العربية هي عبارة عن صورة تجمع كل المتخاذلين والمخذولين في قضايا الأمة العربية .
وكما يبدو أيضاً أن الحكومة العراقية ترى في نفسها أنها الحكومة الشرعية الوحيدة في الوطن العربي ، وتريد أن يكون لها دوراً كبيراً في حلِّ قضايا الأمة العربية والشرق الأوسط ، ولإقناع نفسها والرأي العام أنها دولة قائمة قادرة بقدرة قادر على حلِّ مشاكل الأمة قبل حل مشاكلها الداخلية ، وقادرة أيضا على إنجاح مؤتمر القمة بعد أن فشل في المؤتمرات السابقة .
الجانب المهم في ذلك هو من الّذي سيحضر ومن الّذي سيتخلف عن الحضور بعد كل توسلاتنا بالحكومات المنتهية ولايتها والحكومات التي ستنتهي ولايتها ، وبعد كل التنازلات التي أبدتها حكومتنا الفاضلة لدول الجوار العربي ، ترى ما الّذي سيحققه العراق من هذه الوليمة الكبيرة التي سيدفع فاتورتها شعب البوابة الشرقية ، هذه الوليمة التي أصرَّ " المعزب " على أن يكون السمك المسكَوف والهبيط والثريد والباقلاء بالدهن الحر ، هي التي ستتركز عليها محاور مؤتمر القمة ، بإعتبار أن هذه الأكلات تمثل هوية العراق والأمة العربية ، التي طالما تفاخرنا بها نحن "المعازيب" أصحاب الكرم والجود والنخوه.
ماذا سيتحقق فيما إذا إنعقدت القمة العربية ، هل سيقنع سياسيونا المحنكون إخواننا العرب يجعلونهم يقسمون " بالعباس " انهم سيحترمون العراق وشعب العراق وأنهم سيكفون عن تصدير الإرهاب والإرهابيون ، وهل سيكفون عن محاربة العراق إقتصادياً وسياسياً ، وهل سيكون إعلامهم الّذي يبث الطائفية ويزرع التفرقة بين أبناء هذا الشعب الّذي نزفت دماءه في حروب التحرير وحرب البوابة الشرقية ، ولا زال يعطي الدماء والأرواح إما من أجل الأمة أو بسببها ، وأن يكون إعلامهم يتناسب مع مرحلة العراق الجديد .
هذه الأمة التي احتشدت لمحاربة الشعب العراقي عندما إحتل صدام الكويت ، وهي الأمة ذاتها التي حاربت الشعب العراقي أيضاً عندما احتلت أمريكا العراق .
لا أريد أن استثير العداء والبغضا ضد هذه الأمة ، لكن الّذي دفعني إلى ذلك هو تصوري بأنه يجب أن تكون هناك معجزة حتى يلتم الشمل أو حتى ينسجم العراق مع محيطه العربي ، إذاً يجب أن تنسى الكويت إجتياح العراق لها وتحميل الشعب أوزار خطايا صدام ، ويجب أن تتجاوز البحرين عن فكرة دعم العراق لشعب البحرين ضد حكومته في ربيعه العربي ، ويجب أن لا تفكر السعودية بمنهجيتها الطائفية بأن العراق هو إمتداد للنفوذ الإيراني .
في المقابل هل يستطيع العراق أن يتغاضى عن كل الدماء التي أريقت نتيجة لما يسمى بمقاومة المحتل وهي في الواقع حرباً طائفية مدعومة من دول الجوار ومن إخوتنا العرب بهدف توازن القوى وإيجاد نفوذاً لكل تلك القوى على أرض العراق الجديد .
أقول إذا أصرَّ "المعزب" على إنعقاد القمة في العراق ، أقول له ( كثر الملح على الهبيط حتى يغزر) إذا ما غزر بهم ملح العراق السابق عسى أن يغزر بهم ملح العراق الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب