الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوافات عرفانية (4) التيه

عادل علي عبيد

2012 / 3 / 26
الادب والفن


طوافات عرفانية (4)
(التيه) عادل علي عبيد
ليت شعري أين استقرت نهايات العروج / وأين حل القرار بعدما تاهت عنك السبل / وبعدما أضعت اسمك في محراب الروح ، وأنت تمني نفسك بنيل المحال ؟ / أي نحس رادف خطاك / وأي نكد يعيد عليك سود أيامك ؟ / الغمامات التي حسبتها إشراقا شاهدة عليك / والمرايا الداعرة التي تبتسم بخبث الذئاب تخفي طلعة وجهك / روحك الهائمة التي تتشوق بشغف النساك إلى حقائقها الرازحة في وحل الغموض / .. قد تفشي المرآة كعادتها في فضح أسرارنا بقايا سرك ، وتفصح عن حقيقة معدنك / وخلاء نفسك / أيها القادم من غبار الزمن الغليظ / لا تشفع لك مسلات الشرائع ، ولا رقم الدساتير ، ولا ألواح الأحكام / وحده التيه من يشفع اليك / وحده من يطلعك على سر أسرارك / قد تمر بك شخوصك وأنت تشير إلى لعنة أيامك / شبابك المفرط بالهزيمة / لذائذك الهائمات اللواتي تجاهلت مضامير الساعات / حتى طقوسك السود / وأنت تجلو الحقائق عن مهزلة أيامك وتحرق يابس الشجر / حينما رحت تمسح وجه المسافات / حينما طفت تطوي الشرق بالغرب والشمال بالجنوب / رحت تبحث عن ذلك الهاجس الذي الم بك والذي اصطفاك من بين سيول الوجوه الرمال / اعتقد أن جريرتك هي خلاصة أعمالك وأنت تغور باللذة وتخترق عالم النشوة / الليالي الحمر التي مرت بك ومررت بها راحت تتراقص بغنج وتتمايل بأجسادها / تهيل وتميل غير عابئة بذلك اليراع الذي راح يشخص بليلك الطويل / الدنان التي رتعت بقبوك وأنت تخزن إكسير موتك ظنا من انك تناهز الخلود / عجبا سيدي رحت تتواصل مع ما صدر منك من أصوات ضحكت عليك وشخصت بنهاية طوافك / ورحت تسهم باللوم وتوغل بالإثم وتشهر رايات الندم / وجوه الأمس سيدي ليست وجوه اليوم / فما عاد الصباح إلا بقايا هشيم من بقايا ذكرياتك المحتضرة / مرت عليك وأنت توغل بمهزلة نهايتك / عباراتك الغضة وأشعارك وأنت تنظم قصائدك العصماء بحثا عمن يستمع إليك / إذ ليس سوى عباب الهواء الذي يتحرى الوجوم / وبعض أغنيات تشايع روحك الهائمة في المجهول / لا شيء سيدي يسابق عصفك الذي مرّ على قراك الخاوية / وأنت تمر على القباب الطينية والأقواس التي تكتب آيات النحيب / بارقات الأمل المعتمات راحت تتزاحم نحو زواياك التي تغص بالموت / وهي تكتب ملاحمها الخجلة غير عابئة بالأمل / عندما تستعرض شريط أيامك لن تتوقف إلا في محطات الندم وهي تؤشر عليك / الأخطاء والآثام التي لم تحصها تحولت إلى عيون ترقب خطاك / صرت تخاف الوجوه وتخشى النوم تحسبا لما ينتظرك من جيوش الكوابيس التي تنتظر ساعة الصفر / كانت كل الوجوه تؤشر عليك / حتى النجوم راحت توزع بصيصها وتهمس بمجراتها وهي تخفي خبث ابتسامتها / الكتب والحروف والعبارات ، والقصائد واللوحات / رحت تمني نفسك بالهزيمة بعد ان جفاك النوم وأنت تطلق للهيام عنانه / الأشباح والتوجسات ، الأصوات التي تطاردك / وحدك من يرصدها ويسمعها / الزائر الثقيل الذي يطرق بابك / يكرر ثقل زيارته وهو يتربص بك / ويوغل في الضحك والزعيق / أخيرا هجرت نفسك ورحت تتلبس بكل الشخوص / لم يلتفت إليك إلا الذئاب وبنات آوى وبعض وعول / المقابر التي غدت مسكنك / وأنت تصب ملاحمك الصاخبة وقصائدك المغناة في أسماع الموتى / كنت تسمع ذلك الهتاف الذي يعلو فيك / وعبارات التكرار والإعادة وهي تصب جامها على هامتك / أيقنت ساعتها انك لم تعد أنت / لأن أنت .. غير أنت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد