الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 12

سمير بشير محمود النعيمي

2012 / 3 / 27
الادب والفن


الحرب والعقيد سعيد المصلاوي -12


في يوم شتأئي قارص البرد الابتسامة غابت كعادتها عن شفاه العسكريين بل اصبحت بعيدة المنال عن وجوه كل العراقيين
لان العراقي مهما كان عمله موظف مدني او عسكري فهو متوقع في اية لحظة ياتيه نداء تلفوني او شخص يخبر مسؤولي دائرته عن وفاة اخ او ابن أو اقارب له في الجبهة !! ....لذا كثيرا ما يصدم الشخص عندما يقال له ان هناك نداء تلفوني خارجي لك ....والتلفونات الخارجية كانت قليلة فقط عند الامر او رئيس الشعبه .... لان الوحدة العسكرية تستخدم تلفونات داخلية تديرها بدالة داخل الوحدة ... ويستطيع العسكري الذي يكسب رضى وصداقة العاملين بالبدالة ان يتصل بأهله للاطمئنان عليهم .... فاصبحت مثل متعارف عليه بالعسكرية( اذا كنت ذكيا فعليك بمصادقة صاحب الواير وصاحب التاير) ومعناها مداراة سائق السيارة لانه يوصل العسكري لداره او يخرجه من المعسكر وصاحب الواير مسؤول البدالة الذي يساعد العسكري بالاطمئنان على عائلته تلفونيا.... فعليه ان يجلب لهم الهدايا او الغداء او العشاء ان كانو خفراء .... حياة العسكري في المعسكر صعبه جدا وخاصه حياة المراتب والجنود لان اخبار عوائلهم مقطوعه عنهم طيلة مكوثهم بالمعسكر حتى وا ن كانوا داخل بغداد
بعد العرضات الصباحية يتفرق العسكريون الى شعبهم ومكاتبهم لمزاولة اعمالهم اليومية وكل حسب اختصاصه وعمله وعند الساعة العاشرة صباحا تكون فترة لتناول الفطور فيذهب الضباط لمطعمهم الخاص بحضور امر الوحدة وللنواب ضباط ايضا مطعم خاص اما الجنود فلهم حانوت خاص يهيء لهم الوجبات السريعه (اللفات ) هذا اذا كانت الوحدة العسكرية مستقرة ومكانها ثابت في بغداد او المحافظات أما في الجبهة فيختلف النظام فيقتصر على الوجبات الجاهزة( معلبات وارزاق طؤاري) اذا كان موقعه قريبا من خط التماس مع العدو ويتناولون وجباتهم في الملاجيء اما اذا كان مكانهم أمن في المواقع الخلفية فتوزع عليهم ارزاق على خيمهم حسب العدد والموجود الذي يقدم نسخه منه للضابط الاداري....
الكثير من العسكريين كانو لا يشعرون بالراحة والاطمئنان بالرغم من وحداتهم داخل بغداد ...لعدم راحتهم النفسية من الاخبار السيئة في الجبهة وغياب اخبار احبابهم واقربائهم المتواجدين بجبهة القتال
... ... سماعات مكبرات الصوت تبث برامجها من مسجل في دائرة التوجيه السياسي تصدح باناشيد حماسية مملة ومكررة و بدون احاسيس واناشيد معارك لا تنتهي فتزيد جو المعسكر كأبة وكره لحرب لاتعرف نهايتها !!! وقد فقد العراقيون الامل بتوقف هذه الحرب اللعينه خاصه بعد فشل الكثير من رؤوساء الدول والشخصيات والمنظمات الدولية والاسلاميه في مسعاهم لا يقافها ولم يفلحو بايجاد اي حل لهذه الحرب الطاحنة بين العراق وايران
وكان النظام الايراني متعنت ويطالب العراق بالاعتراف بانه هو الذي ابتدأ الحرب ويتكفل بخسائرها وطبعا العراق يرفض هذه الشروط ويطالب ايران با ن تعترف بتقصيرها ببدء الحرب و ايران ايضا متعنته وترفض هذه الشروط ..!!!.. وهكذا التعنت بين العراق وايران اطال فترة الحرب وزاد من عدد القتلى والمفقودين والاسرى لدى الدولتين!!
في هذا الصباح وانا اسمع بنفس مقبوضه اناشيد الحرب ....
أثار انتباهي حاتم بسيره السريع متوجها لغرفة ضابط التوجيه السياسي الذي اخبره بمراجعة العقيد سعيد المصلاوي مدير شعبته ليمنحه اجازة لاصابة والده بجلطة دماغية !
وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما امتنع العقيد سعيد المصلاوي من اعطاء نائب ضابط حاتم أي اجازة ولا ساعه وهدده اذا غادر المعسكر فيعتبر نفسه غائب يوم كامل ...برغم حالة والده الخطرة...
وفؤجئنا اكثر عندما أخبرنا ن .ض حاتم بان العقيد اجابه بكل صلافة عندما طلب منه اجازة لخطورة والده ..:: وماذا ستفيد ابوك اذا اخذت اجازة وحتى اذا مات ماذا ستفعل له !!!!!!!
يقول نائب ضابط حاتم : وعندما قلت له ::سيدي انت مدير شعبتنا وانت بمثابة الاب لنا يجب ان تقف بجانبناّ!!
ولكن عقيد سعيد غضب بشكل كبير وصرخ : (ابوك شنو ليش انت اشكد عمرك )
فقلت له (سيدي اني عمري ثمان وعشرون عاما لاني من مواليد 1955 )
: سكت العقيد ولكنه اصر بممانعته عن اعطائي الاجازة !
:وانا بهذا الموقف المحرج !!!!
واطرق حاتم ساكتا حزينا لا يعرف ماذا يصنع؟؟
هذا الموقف الجبان من قبل مدير شعبة يفترض ان يكون بجانب معيته ويساندهم بالسراء والضراء ولد لنا جميعا الحزن والالم والاحباط وخاصة لكل من يعرف حاتم الطيب الكريم الخجول المثقف وتعاطف معه الجميع وشعر الكل ضباط ومراتب وجنود ان هذا التصرف ربما سيكون معهم ايضا مادام هذا العقيد بهذه الحقارة والنذالة والدونية والخسة لانعدام احساسه بالاخرين لذا الكل نصح حاتم ان يذهب الى ضابط التوجيه السياسي وهو على علم بالموضوع لمراجعة السيد الامر...
الى اللقاءمع حلقة13








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل