الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تستغيث بحمد بن جاسم

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 3 / 27
السياسة والعلاقات الدولية



غزة، تلك البقعة التي تقبع في ظلام دامس بعد أن توقفت محطة الوقود، تعاني من الفقر والبطالة والحصار الجائر منذ سنوات، غزة ذلك المكان الذي نطق بالمقاومة والصبر على المعاناة، فهذه امرأة فقدت أجمل ما لديها من الأولاد والشباب وربما الأطفال تستغيث ولا مجيب وهذا رجل هزّه الفقر ولسان حاله يقول لو أن الفقر رجل لقتلته وهذا طفل يعبّر عن بؤسه بكلمات تئن لها القلوب وتخضع لها الأرواح والعقول، كلمات تهزّ العالم من أساسه ولكن من يبالي؟ وبكسرة خبز يابسة على شفتيه يقول: هل أن العالم قد تعوّد على صراخ طفل فلسطيني وتعوّد على أنين رجل تسعيني وتعود على شكوى امرأة ظلت حائرة ولم تعد تدري ماذا تفعل؟
أم أن العالم يحكمه قانون الغاب والبقاء للأقوى، ولم تعد منظمة حقوق الإنسان العالمية بل أقول مزبلة العالم لها رأي بعد أن ترى بأم عينيها الانتهاكات الإسرائيلية الحقيرة كل يوم، وأين جامعة الدول العربية التي أصبحت غارقة في سوريا وكأنّ سوريا بلد محتل تريد أن تفك منه أسر المسجونين ما هذه التفاهات التي نعيشها اليوم؟
إن غزة اليوم تصرخ وتنادي رئيس العرب في جامعة الدول العربية الشيخ حمد بن جاسم لينظر إليها نظرة حانية ويشفق على أطفالها ونسائها وشيوخها من بطش عدو لا يرحم وليس في قاموسه حقوق للإنسان ولا للحيوان ولا حتى للجماد تدعوه ليزور غزة الأبية ويعلن من منبرها أن العرب بجانبهم وأن إسرائيل لا محالة ساقطة وزائلة وأنهم سيطالبون العالم بوضع حد لهذه المأساة وتوفير الضروريات لهذا الشعب الأبي الذي سطر ملحمة في 2008 بعد حرب ضروس وأنه سيسعى بنفسه وبماله وجهده من أجل فرض حظر جوي على الطيران الإسرائيلي في خطوة جريئة تحسب له شخصيا له وللعرب عموما ويعلنون أن غزة لن ينساها العرب وسيمدونها بالضروريات والحاجيات الغذائية والوقود اللازم فهل يتحقق ذلك، إنها أمنية الفلسطينيين بل أمنية العرب جميعا عليه.
فهل زار أحد المسؤولين العرب غزة ووقف فيها على حجم الدمار؟ هل رأى أطفالا رضعا يعانون ويتألمون ويصرخون من شدة الألم؟ هل رأى أمهات يبكين ويصرخن ويستغثن من شدة بؤس الحياة؟ أين الأموال العربية التي تسرف وتصرف هنا وهناك في حفلات غنائية أو في صولات وجولات لا فائدة منها؟ متى يستفيق العرب الذين أصبحوا لا يبالون بحجم الصرخة التي تدب في نفوس الفلسطينيين في غزة اليوم؟
لقد ألهت جامعة الدول العربية نفسها بقضية لم تكن قضية في الأساس وإنما استحدثتها الجامعة وأعطت أذنها لمن يسمون الثوريين الذين يبتغون الحرية في سوريا، هل سيجلبون فعلا الحرية كما يدعون، ماذا فعلوا لليبيا اليوم، إنهم مزقوا وحدتها وتركوها لقمة سائغة للغرب لكي يوزعوا ثرواتها ويحدثوا شرخا عظيما في المجتمع وأصبح المجتمع الليبي يقتل بعضه بعضا وكذلك الأمر في تونس وفي اليمن وفي غيرها من الدول وهاهي اليوم سوريا يتناحر شعبها وتندثر معالمها ويحترق تراثها.
هل فكر العرب حقا؟ كيف يناصرون الشعوب بالحديد والنار؟ كيف يجلبون الدمار ولا يكترثون بما يفعلون؟ هل هذه الحرية كما يزعمون؟ ربما سيحاكمهم التاريخ يوما ما لأنهم ساهموا في تدمير بلدان بأكملها وما خلق الإنسان ليدمّر إنما خلق ليعمّر.
هل فكر العرب يوما في غزة المسكينة؟ هل اجتمعوا على طاولة الجامعة العربية لنصرة الفقراء والمساكين والضعفاء في غزة الأبية؟ كم مرة يتركونها تواجه مصيرها بنفسها أمام وحش كاسر ولا يتألمون بل ينصبون الولائم ويفرحون وكأن الأمر لا يعنيهم، أليست بقعة عربية؟ أليست قطعة من لحم العرب؟
هل أيقن العرب أن قضيتهم الأولى التي نسوها ولم يعيروها أي اهتمام هي التي من أجلها نبذل الغالي والنفيس لأن عدوها عدو العرب والمسلمين في جميع أصقاع المعمورة؟
فلسطين تناديكم يا عرب، تريد أن توقظ ضمائركم إن كانت لكم ضمائر، تريد أن تمسح عنها الاحتلال الذي أصبح لا يتورع عن فعل الجرائم علانية وجهرة، تستغيث ولا مجيب، تشكو ولا تعلم لمن تشكو، تصرخ، تغضب، تتألم وكأن لم يكن، لماذا هذه النكسة؟
إن العرب يعيشون نكسة عظيمة لأنهم لا يعرفون كيف يعالجون القضايا ولا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية وتركوا الشعوب المقهورة تواجه مصيرها بنفسها لا سيما إذا كان العدو إسرائيل، هذا العدو الذي أصبح مخيفا ومرعبا للعرب ، لا تنفع معه حجة ولا برهان ولا إدانة ولا انتقام لا تنفع معه إلا القوة ولا شيء غير القوة ليسترد أبناء فلسطين كل شبر اغتصب.
وحتى الجارة مصر وبعد الثورة استبشرنا فيها خيرا لم تستطع أن تتدخل اليوم لتنقذ غزة من غرقها وتمنحها من نعمة الوقود التي أنعم الله بها عليها، انظروا ماذا حصل؟ توقفت الحياة تماما في غزة وحتى القوارب التي كانت تأتي بلقمة العيش للأطفال توقفت عن العمل فممّ يأكل الأطفال هل يبحثون في خشاش الأرض كالقطط ألا يؤلم ذلك العرب فعلا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صـرخـة في وادي العربان.. والطرشان
أحــمــد بــســمــار ( 2012 / 3 / 27 - 14:49 )
من تناديه يا صديقي, ويا لحسرة وألف ألف حقيقة, يشارك من أفقرك وأفقر شعبك, وأحتل أرضك وأرض شعبك, ومن مزق كرامتك وهويتك..يشاركه ملذات الحياة, ويضاجعه نفس الفراش. ولهما معا بركات ماما كلينتون وباراك حسين أوباما.. استيقظ يا أخي.. إن جراحك وصراخك وآلام أطفالك, لن تكون يوما من هموم هذا الشيخ الأمير..همومه الأولى اليوم شـراء الممتلكات والشركات في فرنسا.. وبناء أكبر الجوامع فيها...وبعدها يعطينا دروسا مشوهة مزورة في الديمقراطية والدين والحريات الإنسانية!!!...........
أما أنا فقلبي وروحي وجرحي معك ومع شعبك.. ولكن صوتي وصوتك يضيعان اليوم في عالم العربان والطرشان...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


2 - العرب المستهوده تعيش اهم قضية قوميه
قحطان الشمري ( 2012 / 3 / 27 - 20:27 )
السلام عليكم وعلى كتاب الحوار ومعليقهم
فحمد ابن جاسم من ضمن مجموعة الملوك همهم الوحيد العدو المركزي الاول وهم سوريا وايران وحزب الله والعرب الشيعه فهل تحملهم قضية بسيطة حصار غزة او تهويد القدس او فلسطين يا ايها الكاتب ان تنفخ في قربه وهميه انصحك ان تستعين بنتن ياهو او شمعون بيريز له ارحم من تخطوا اسطورة العلقمي وصار العربان علقميين اكثر من الاسطورة وهمهم الاخر تدمير العراق وتقسيمه

اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو