الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 10

حمادي بلخشين

2012 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تمهيد :
التعريف بالتاريخ الكامل لجماعة الإخوان ، من مهدهم البريطانيّ الى لحدهم الأمريكيّ عبر عرض فتوى كاهن الإخوان القرضاوي و تحليلها.
التعرض لجرائم الإخوان المسلمين في الجزائر و أفغانستان و العراق و فلسطين.
ـــ عرض المواقف المخزية لحسن البنا مؤسس الإخوان، مع كشف الخلفية السلفية المدمرة لحسن البنا صنم الإخوان و بقرتهم المقدّسة،
ـــ فشل الخيار الديمقراطي للإخوان في حياة مؤسسهم و في ايامنا الإخوانية البائسة هذه.
ـــ عرض الخيار النبوي للتغيير.
كل هذا النقاط تتناولها هاته الدراسة المطولة المعتمدة على كتابنا "فتش عن الإخوان " المؤلف سنة 2002 مع تحوير طفيف.



حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 10



فتوى القرضاوي تزيل آخر حصن من حصون التديّن وهو الإنكار بالقلب:


إن إزالة آخر حصن من حصون الإيمان ليس فقط من خلال مظاهرة المجرمين( كما تبيحه فتوى الحال) بل بمعانقتهم و التصريح بحبّهم القلبي الذي يزيد و ينقص، ولكنه لا يختفي، هي ماركة إخوانيّة مسجّلة لا يباريهم في براءة اختراعها أحد، قد دلّ عليها حرص الإخوان علـى رعاية مؤسسة العلمانية الحاكمة منذ حياة حسن البنا، وأكسبها القرضاوي صيغة العالمية بفـتوى الحال التي تعطي لكافر الولاية على مسلم لأوّل مرّة في تاريخ الإسلام، فالفتوى الدّموية لا تقدّر بثمن بالنسبة لأهل الصليب، ولو ساومهم القرضاوي لأسترخصوا غالي الأثمان في تحصيلها منه لورودها من جهة لا سبيل للشكّ في مصداقيّتها بالنسبة لشباب "الصحوة" الغرّ، جهة تـتشدّق بأنّ الله غايتها، والرسول ـ حاشاه ـ قدوتها ،والجهاد سبيلـها والموت في سبـيل الله أغلى أمانيها! لكن أجر الإخوان لن يضيع لدى الإدارة الأمريكية، فليس هناك فيما يبدو أشدّ دلالة من هاته الفتوى على إلإنسلاخ الكليّ لقادة الإخوان عن الاسلام الحق الذي بلّغه محمد و فهمه الصحابة، و قد تعطى لهم الراية غدا لحكم العالم الاسلامي تحت مظلّة أمريكية، إذا كان الاسلام الذي يبشّر به الإخوان لا يعارض مصالح الغرب بل و يضحّي بالموحّدين في سبيل إرضاء قادته، وقد يقوى هــذا الاحتمال لو ظهرت على الساحة حركات جهادية تـتوخى النهج النبوي والالهي في التغيير فيكون الاعتراف الأمريكي" بالاسلام" الاخـواني حينها قطعا للطريــق على تلك الحركات .


إن فتوى الحال تعتبر بمثابة طلب ترخيص رسميّ تقدم به الإخوان إلى الإدارة الأمريكيـة لدخول برلمانات الإرهاب العلماني الحاكم في بلدان المسلمين ورئاسة حكوماته "على سـنّ و رمح "، بعد أن برهن أكبر رأس فيهم، و لكلّ العالم، من خلال فتوى الحال و مثيلتها التي سبقتها في إهدار دماء الأبرياء من أبناء الشعوب الإسلامية المعكرين لصفو الأمن الداخلي للإرهاب العلمانـي الحاكم في العالم الإسلامي(1)، انهم لا يقلّون حزما عن عتاة العلمانيين الحاكمين في بـلاد المسلمين في ضبط الأمن و قمع" الفـتن" و إقصاء العابثـين بأمن الأسرة الدولية و ربّها الأمريكي المطاع. و أنّ الرحمة أو الحرج أو الضمير الديني لن يقعد بهم " إن شاء الله " عن تعقب أعداء امريكا حتى لو دخلوا جحر ضبّ لسعوا في اثرهم وألحقوا بهم القصاص العادل الذي يرضي الخواجة الأمريكي، في حال تمكينهم من رئاسة حكومات العالم الاسلامي(2)، كما و أنهم في صورة تمكينهم من رئاسة تلك الدول نفسها فسترى الإدارة الأمريكية من سماحة الدين الإخواني الوسطي المعتدل ما يحقّق في العالـم السلام،و ينفي كلّ إرهاب و إجرام ، و تقرّ به عين العم سـام و" الإخوة "النصارى الكرام. اسلام أمريكي ـ إخــواني يجمع بين سؤدد الروم و دين العرب، و يحقق لبوش و من سيخلفه بإجرام كلّ أرب. إسلام ناعم من شأنه سحب البساط من تحت أرجل المنادين عن طريق (العنف و التكفير) بنظم إسلاميّة رافضة للحضانة الأمريكيّة، و منكرة الشرعية الدستوريّة.
(" تعليقا على إعلان عبد اللطيف موسي قيام إمارة إسلامية و مطالبته حكومة حماس بالخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية قالت وزارة الداخلية التابعة لحماس :انه يبدو أنه مصاب بلوثة عقلية مؤكّدة[!!].. كما اضافت داخلية حماس مهدّدة " إن أيّ مخالف للقانون و يحمل السلاح لنشر الإنفلات ستتم ملاحقته و إعتقاله" لكن حماس لم تعتقل ولم تلاحق بل ضربت في المليان!
وقد اشتدت الحاجةالى العون الإخواني، خصوصا و قد ضجّت الإدارة الأمريكية من فظاظة القبضة الحديدية لوكلائها في العالم الإسلامي، و مبالغتهم في إستفزاز مشاعر المسلمين على الرغم من استتباب الأمن العلماني هناك، مما ساعد في ظهور حركات جهادية في مصر يهدد تناميها مصالح امريكا و الغرب عموما.
(ملاحظة: كتب هذا البحث في مطلع 2002 و منذ ذلك الحين تغيّرت أشياء كثيرة فقد فتحت أبواب البرلمانات و الحكومات في وجه الإخوان و اصبحوا رؤساء وزارات و رؤساء دول في افغانستان و العراق و تركيا، و ان كانوا أمثال الدّمى المنصّبة و الخشب المسندة، في كونهم مسلوبي الصلاحيات) قبل ان تشرع بواباب السلطة بالكامل في الوجوه الإخوانية الكالحة بعد مسرحية الربيع العربي الذي لا يتعدّى أن يكون شتاءا اخوانيا باردا و سخيفا و مسربلا بالذلّ و العمالة و العار.


خلاصة القول:

لو حبسنا قردا مخمورا في متجر للخزف الصينيّ، ما أحدث فيه من فوضى معشار ما أحدثـ مفتي البنتاغون فضيلة اللواء الركن جوزيف القرضاوي، من فوضى و خلط عجيبين حفلت بهما فـتواه التي جاءت خالية من كل صواب، حاشا ما أستدلّ به من آيات الكتاب، (في غير موضع استدلال بلا إرتياب) مع تذلّل للخواجة النصراني يثير الخجل، و يميت الأمل، و ليّ لأعناق الآيات، بكيفيّة تكاد تنشقّ لها الأرض والسـماوات، مع إصـرار على الباطل عجيب، وإستبلاه لكلّ عالم لبيب. من خلال التلميح باعتماده مراجع غيبـية أخبر عنها بلسان حاله و بعض مقاله، انها من جنس الفيوضات الالهية و الكشوفات اللدنيّة التي تعتمدها الشيعة و الصوفيّة. و لا يسع متلقّيها غيرالتسليم ثم الإيمان بان (فوق كل ذي علم عليم). فتوحات سال بها قلمه، فضاعف بها إحباط كلّ مسلم وألمه. و جعله يكبّر على صحوة يقوم على رأسها القرضاوي أربع تكبيرات، و يتمنّى ورود فـتوى العار، و قد لحق بمعسكر الأموات. بعدما ثبت لديه بطريقة مبينة أن "الشـريفة فـينا تزني بيقطينة"! و إدراكه أن مسيرة الصحوة التي ستحيي ــ كما زعموا ـ اليـباب، حاديها غراب، وان أفضل ما يقودهم إليه جيف الكلاب! و لخيبة أمله فيمن عدّهم من صنف الرّجال، فإذا هم يسابقون جنرالات بوش في قيادة تحالف الشمال، ثم لخروج صاحب الفتوى عن كلّ ما علم من الدين بالضرورة، و توفير ظهره لركوب النصارى بتلك الصورة. في زمن يـتسابق فيه أهل الإيمان، إلى إعتناق دين الشيعة مؤله الإنسان، بعد ما أعلن أصحابه على خلاف ما يضمرون ـ بأنهم يكنّون العداوة " للشيطان الأكبر" و لبني صهيون، رافعين راية الجهاد متوعدين اليهود بما أصاب قوم عاد! فإذا بسيوفهم الخشبيّة(3) تعشي أبصار من جهل الديانة الشيعيّة، فإنّا لله راجعون( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).


يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أعني بها فتوى القرضاوي التي أباح بواسطتها للشرطي أن يطلق النارعلى العزل من المتظاهرين في بلدان العالم الاسلامي لنصرة قضيّة فلسطين دون ترقّب عقاب في الآخرة بإعتبار أنّ المسؤول عمّا يحدث هو الآمر المباشر و ليس من أطلق النار! وقد سمعت الفتوى مباشرة من فم القرضاوي لما أعلنها في قناة الجزيرة سنة 2000.
(2) هذا الكتاب قد كتب عام 2002، و قد رأينا كيف تعرّضت حكومة حماس العاملة تحت حراب الإحتلال في فلسطين في يوم 14 اغسطس2009 إلى جماعة جند أنصار الله في رفح، حيث اقتحمت مسجدهم و فجّرت شيخهم عبد اللطيف موسى، و قتلت شبابهم، لا لشيء إلاّ لأنّ شيخ الجماعة قد استهدف اليهود ثم أعلن مدينة رفح إمارة إسلامية. كما رأينا حكومة الإخوان في تركيا و هي تقصف معاقل الأكراد بكل ضراوة ووحشيّة لم يقدم على مثلها العسكر هناك! كما رأينا إخوان العراق يقاتلون في ديالى على دبابات الأمريكان بعد أن عيّن الإخواني طارق الهاشمي نائبا لرئيس العراق تحت الإحتلال! و ها هو الإخواني عليّ العريض وزير داخلية تونس ــ حركة النهضة ــ يزهق أرواح المعارضين لتوجّهه الفرنسيّ ـ الأمريكي و ذلك فور تسليمه السلطة ( حادثة بئر عليّ بن خليفة) ثم يغازل أمريكا و فرنسا من خلال صحيفة لومند الفرنسية متوّعدا خصومه بكلّ ويل و ثبور.

(3) من أسماء الشيعة: الخشبية، سموا بذلك لتعطيلهم للجهاد بدعوى عدم جوازه في غيبة مهديهم المنتظر ثم إتخاذهم سيوفا خشبية كرمز لذلك التعطيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال