الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير

سامي المالح

2012 / 3 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المقرر ان يجري يوم الاربعاء 28 من اذار الجاري، في السليمانية، الاعلان في مؤتمر صحفي عن بدأ حملة وطنية ل " تحويل القراءة الى ثقافة ". المبادر لهذه الحملة هو المقهى الثقافي في السليمانية. وسيدير الحملة وفقا لما نشر في موقع آوينه الالكتروني في 26 اذار، المقهى الثقافي بالتعاون مع لجنة استشارية تتكون من شيرزاد حسن، بهار مونذر/ كوران بابا علي و هورمان وريا قانع. ومن المقرر ان تستمر الحملة التي سيشارك فيها المثقفين والفنانين والكتاب والادباء و الاعلاميين وناشطين لمدة مائة يوم تنظم وتنفذ خلالها فعاليات ونشاطات ثقافية وفنية متنوعة: مكتبة متجولة، سيمنارات، تعريف بالكتاب والادباء وعرض ومناقشة نتاجات وابداعات فنية وادبية جديدة.

تشكل القراءة جزءا هاما من ثقافة الشعوب المتحضرة يمارسها الملايين يوميا، في المكتبات والمدارس والمعامل والساحات والمترو والباصات وفي الطائرات وعلى السواحل وفي كل مكان، وثقافة القراءة هي واحدة من بين ما يميز البلدان المتطورة والمستقرة والديمقراطية عن البلدان الفقيرة والمتخلفة والغير مستقرة والغير ديمقراطية. لقد بذلت الدول المتقدمة جهودا كبيرة للقضاء على الامية كليا، وتركز الانظمة التعليمية والتربوية بشكل خاص على تطوير قابليات الاطفال على القراءة وفهم النصوص ومناقشة انتقادية لمحتواها، وتعتبر الامكانية على القراءة والكتابة مفتاحا لتطور الفرد وأداته التي تؤهله لتعميق معارفه والحصول على التعليم اللازم وعلى المعلومات عن كل ما يدور حوله ويؤثر على حياته وحياة المجتمع الذي يعيش فيه، الامر الذي يعطيه امكانية للتفكيرالانتقادي ولاتخاذ المواقف والاختيار الحر والمستقل وتحمل المسؤولية والعمل والابداع. ففي السويد حيث عدد السكان يبلغ تسعة ملايين نسمة، بلغ عدد الكتب التي اشتراها الناس في عام 2010 اكثر من 18 مليون كتاب، هذا رغم توفر الكومبيوتر والانترنيت في كل بيت وكل اماكن العمل والتجمع واللهو اضافة الى أنتشار استخدام الآي فون والآي باد وصدور المئات من الصحف والمجلات والدوريات والدراسات والبحوث العلمية.

ان واحدة من المشاكل البنيوية الاساسية في مجتمعاتنا، ومنها مجتمع كردستان، هو نسبة الامية المرتفعة ومايصاحبها من أمية معرفية. ومن المعروف ايضا ان نسبة عالية من الاطفال يتركون مقاعد الدراسة قبل انهاء المرحلة الابتدائية، وهؤلاء، يتحولون الى اشباه اميين، بعد ان تلتهم هموم وتعقيدات ومصاعب ومصائب الحياة طفولتهم البريئة واخلامهم ومستقبلهم. ولابد لنا ونحن نعيش اجواء تفشي الفساد وروح الاستهلاك والتبذير والحصول السريع على المال وتدهور القيم وعدم الاعتزاز بالعمل والانتاج والابداع ، ان نعي، ان قلة القراءة، وعدم الاهتمام بالكتاب و المطبوعات وبمصادر المعرفة والجمال والابداع الاخرى، انما يعكس مستوى تطور مجتمعنا، ومحدودية امكاناتنا على مواجهة تحديات العصر وحل مشاكل مجتمعاتنا والتخطيط الهادف الاستراتيجي ومواكبة التطورات السريعة في كل مجالات الحياة.

ان مبادرة المقهى الثقافي في السليمانية لتشجيع الناس على القراءة، والدعاية للكتاب وغيره من مصادر المتعة والمعرفة والمعلومة والابداعات الادبية، هي مبادرة تستحق كل الدعم والتقدير، وتستحق ان ينخرط في انجاحها كل مثقف ومتعلم وفنان واديب وكاتب واعلامي وسياسي وطلاب الجامعات، اضافة الى كل المؤسسات الثقافية والتربوية والاعلامية في كل كردستان. فهذه الحملة ستثير المواطن الفرد، والمجتمع، وتسلط الاضواء والاهتمام على ضرورة ممارسة عادة، ثقافة، متعة، ذات تأثير كبير على تشكل الشخصية وتوسيع افاق تطورها، وتساعدها التمسك بالقيم الانسانية العالية وبجمالية المحيط والبيئة وجدوى العمل اليومي ومواجهة الحياة بأمل وتفاؤل.
وفي الحقيقة هناك العشرات من الفعاليات والنشاطات التي يمكن للكثيرون في المجتمع الكردستاني تنظيمها لانجاح هذه الحملة الوطنية. واليكم بعض المقترحات:
- ليعلن اصحاب المكتبات حملة خصم في اسعار الكتب وخاصة كتب الاطفال، وخصم خاص بالشباب.
- ليخصص كل قناة تلفزيون ساعة في الاسبوع خلال مدة الحملة لمناقشة اهمية القراءة وفائدة الكتاب ومناقشة سبل القضاء على الامية وتقدير المساهمين في الحملة وتقديم النتاجات والابداعات الجديدة.
- ليبادر المترجمين الى ترجمة كتاب من لغة اجنبية الى الكردية او العربية او التركمانية او السريانية وهي اللغات المتداولة في تكوين كردستان.
- لتبادر وزارة التربية وليتعاون معها مدراء المدارس في عموم كوردستان، لتوفير الكتب الادبية والعلمية وتنظيم مكتبة في كل مدرسة، ولتشجيع الطلاب على القراءة، بتخصيص نصف ساعة او ساعة للقراءة في الاسبوع للجميع في الصف بهدوء بما فيهم المعلمين.
- لتساند وزارة الثقافة هذه الحملة وتوفر للمشرفين عليها مستلزمات الاستمرارية والنجاح.
- ليجري تطوير وتوسيع المكتبات العامة في المدن والقصبات، ولتنظم المكتبات فعاليات تجذب المواطن وتثير فيه حب الاستطلاع والقراءة وتوسيع المعارف والمدارك.

نشد على يد المبادرين لهذه الحملة الوطنية، وهي حملة ذات اهمية كبيرة، ستساهم حتما في تحويل القراءة الى ظاهرة والى جزء من الثقافة، وهي بذلك تساهم في تطوير وعي الفرد وقيمه الجمالية ومعارفه وتؤدي بالنهاية الى تطوير المجتمع و والقيم الانسانية والاستقرار.
ودعما لهذه الحملة سينشر موقعنا عنكاوا كوم المزيد من الكتب الكترونيا، وسينظم فعاليات اخرى تشجع الكتاب والادباء والفنانين، وسيفتح بابا للمناقشة والحوار حول اهمية القراءة وخطورة الامية وحرمان الاطفال من امكانات تطوير قابلياتهم على القراءة والكتابة، وسنتواصل مع المشرفين على الحملة في السليمانية لدعم جهودهم بما يتوفر للموقع من أمكانات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس