الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات شروق جديد للشمس على أرض الرافدين

طارق الحارس

2005 / 1 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لابد للشمس من أن تشرق بكاملها على أرض الرافدين بالرغم من وجود بعض الغيوم السود التي تحاول حجبها عن الطلوع . الانتخابات العراقية المقرر اقامتها نهاية الشهر الجاري في تصوري تشبه الى حد بعيد تسلل حزمة من ضوء هذه الشمس تحاول بعض الغيوم حجبها عن الطلوع . من المؤكد أنني سأحاول بكل جهدي أن أتدفأ بهذه الحزمة مثلما تدفأت بالحزمة الكبيرة التي طلعت على العراق يوم سقوط النظام الصدامي .
إذن سأذهب للمشاركة بالانتخابات بالرغم من بعد المسافة الفاصلة بين الولاية التي أعيش فيها وأقرب مركز انتخابي . لقد انتظرت سنوات طويلة لكي أدلي بصوتي ولن يمنعني حاجز بعد المسافة . لا يهمني ان فازت القائمة التي سأمنحها صوتي أم لم تفز فهذه ليست غايتي الأولى . ان غايتي الأولى هي أن أدلي بصوتي دون أن يهددني الرفيق ( ادحام ) أو الرفيق ( اصدام ) بقطع الحصة التموينية أو ربما قطع الهواء عن رئتي المتعبة نتيجة تدخيني الذي أجبروني عليه يوم أعدموا صديق طفولتي ومن ثم أخي وتطول القائمة . ان فازت القائمة التي سأصوت لها أم لم تفز فأنا الفائز في الأحوال كلها .
أشعر أن علينا جميعا الخروج يوم الانتخابات فهو يوم الضوء بعد العتمة الطويلة التي عشناها في ظل أبشع نظام مر على تأريخ عراقنا .الغيوم السود التي تحاول حجب الشمس عن عراقنا ربما ستتمكن من تحقيق بعض أهدافها هنا أو هناك ، لكن ذلك لن يتمكن من ايقاف عجلة سعينا وراء الحصول على دفء الشمس التي تحاول الطلوع على ارضنا ، إذ أننا نعلم أن علينا دفع الضريبة المتبقية وهي ضريبة لا يمكن مقارنتها بالضرائب العديدة التي دفعناها من دماء أهلنا في المعتقلات والمقابر الجماعية والحروب الخاسرة أيام العهد الغابر . نعتقد أن على الناس هناك في أرض الشمس التي حجبتها الغيوم السود سنوات طويلة أن تعرف أن يوم الانتخابات سيكون لحظاتهم وأنفاسهم الأخيرة وفي الوقت نفسه سيكون بدايتنا الجديدة .
لقد حاولت بعض هذه الغيوم ، بعد أنت شعرت أن حزمة ضوء الشمس أقوى منها ، تأجيل موعد الانتخابات وبنت أسبابها على أسس رخوة جدا ، لكن ضوء الشمس كان أقوى . ضوء الشمس هنا مثلته أصوات ليست عراقية فقط وانما جاءت من بقاع أرض الله كلها . فالعالم يُجمع اليوم على ضرورة هذه الانتخابات، العالم الحر الذي له خبرة وتاريخ في ثقافة الانتخابات وليس أولئك الذين أحبوا الظلام وأشاعوا ثقافة الإرهاب.
أما في العراق فان شعبنا من جنوبه الى كردستانه يريد هذه الانتخابات ، بل ينتظر يومها بلهفة منقطعة النظير الا فئة صغيرة لا تمثل أية طائفة أو مذهب من مذاهب العراق . هذه الفئة هي الفئة التي كانت مستفيدة من غيوم النظام السابق وللأسف لف معهم بعض السياسيين الذين يعرفون أن الانتخابات ستسحب البساط من تحت أقدامهم ، ذلك البساط الذي وقعت أقدامهم عليه في غفلة من الزمن الجديد .
صوت الحق الذي يمثله أبناء العراق الشرفاء تمكن من تثبيت يوم الانتخابات في موعدها المحدد وفي هذا اليوم سنذهب جميعا للدفء الجديد الذي سيلف قلوبنا قبل أجسادنا لأنه سيلف أرض العراق من جنوبه الى كردستانه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو