الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ست دانات ثائرة ...

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2012 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الدانة الأولي : كان سلوك الأغلبية الإسلامية فى البرلمان المصري الحالي سلوكاً فاضحاً لأربعة من أبرز معالم عقليتهم . فقد فضح أولاً عدم معرفتهم بفكرة "الكفأة" . فالأسماء التي اختاروها للجنة وضع الدستور (من داخل وخارج البرلمان) هي لأفراد من أنصاف المتعلمين عديمي الثقافة: كما فضح ثانياً نهجهم القبلي الذى يقوم على أساس واحد هو الولاء . وفضح ثالثاً كونهم أعداء بالفطرة للتعددية التي هي أساس المعاصرة وأساس الديمقراطية وأساس التمدن والتحضر ... وفضح رابعاً وأخيراً المنهج الذي سيسيرون عليه مستقبلاً والذى هو صورة طبق الأصل من منهج الحزب الوطني المنحل (منهج : قولوا ما تريدون ، وسنفعل نحن ما نريد).



الدانة الثانية : كان إعتقادي ولايزال أن إستفتاء 19 مارس 2011 كان عملاً كارثياً ، وأن الشيطان الأكبر الذي كان وراءه هو ذلك المستشار للمجلس العسكري الذي إنتقل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين أي لفسطاط (!!) الرجعية الدينية . ونصيحتي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة هي كالتالي : يوم 15 أبريل 2012 سيصدر حكما بعدم دستورية القانون الذي أجريت على أساسه الإنتخابات لمجلس الشعب الحالي . وسيمنح هذا الحكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة فرصة تاريخية لتصويب سلسلة الأخطاء والخطايا التي بدات بإستفتاء 19 مارس ... وآمل أن يستمع المجلس لنصيحة العقلاء الذين طالما نادوا بالبدء بوضع الدستور عن طريق مجموعة من كبار أصحاب العقول والخبرات الكبيرة وليس عن طريق مجموعة من البسطاء غير المؤهلين لأداء هذه المهمة المصيرية.



الدانة الثالثة : من أكبر خطايا السنة الأولى بعد الثورة "عدم إتخاذ قرار حاسم مع طغمة الرئيس المخلوع وأفراد أسرته". فقد كان ولا يزال من ألزم الأمور للتأسيس لواقع ولمستقبل أفضل إقرار الحرمان السياسي لكل أفراد تلك الطغمة بما في ذلك ضمان عدم مشاركة المال للسلطة في إدارة شئون الوطن ، تلك المشاركة التي أدت لتكوين عصبة ( اوليجاركية ) الحلف المشبوه بين السلطة والثروة والذى كان المسئول الأول عن كل أحوال مصر الرديئة الحالية وفي مقدمتها المعاناة الأقتصادية والأجتماعية للغالبية العظمى من أبناء وبنات مصر.



الدانة الرابعة : ما لم تغل يد الإخوان المسلمين عن الانفراد بوضع الدستور الجديد لمصر ، فإن هذا الدستور سيأتي عامرا بأفكارهم منبتة الصلة بالعصر والتقدم والعلم والحداثة . وستكون المرأة المصرية وسيكون الأقباط في مقدمة الضحايا. وسيتوقف مستقبل مصر على رد فعل أنصار الحرية وحقوق المرأة والمواطنة والحقوق الكاملة لغير المسلمين . فبوسع هؤلاء إحداث ثورة جديدة تحبط محاولة بعض القوى سحب مصر إلى ظلمات القرون الوسطى.


الدانة الخامسة : بدأ محمد علي (مؤسس مصر الحديثة) مسيرة التعليم العصري بإنشاء العديد من المدارس والمعاهد داخل مصر ، وبإرسال أعداد كبيرة من أبناء مصر لتلقي التعليم العالي فى سائر المجالات فى أوروبا . وقد أدي التعليم لحركة التنوير التى أفرزت روحا مصرية جديدة تحلم بتقدم مصر ورقيها فى سائر المجالات ولحاقها بركب التقدم الإنساني. وواكب حركة التنوير هذه حركة تنادي بضرورة تعليم المرأة والرقي بها معرفيا وثقافيا. وخلال المائة سنة الأخيرة ، تعاقبت وتوالت المكاسب الحضارية التى حصلت عليها المرأة المصرية فى مجالات التعليم والحق فى ممارسة الواجب الإنتخابي والترشح للمناصب السياسية كما كافحت المرأة المصرية للتواجد فى معظم المواقع كما ناضلت من أجل مساواة دستورية وقانونية. وبمحاذاة ذلك ، تحسن وضع المرأة (نسبيا) فى مجال قوانين الأحوال الشخصية. ولكن الثقافة الذكورية ضاربة الجذور فى أرض عقول عدد كبير من أبناء مصر حالت دون وصول المرأة للمساواة المتوخاة والتى لا يخلو منها مجتمع متحضر ومتقدم . وخلال السنة التى تلت ثورة 25 يناير المجيدة ، بدأت أصوات ترتفع منادية بتقليص المكاسب الحضارية التى حصلت المرأة المصرية خلال قرن من الزمان على بعضها . وعلى كل أنصار الحرية والإنسانية فى مصر أن يرفعوا أصواتهم حاثين رئيس مصر (حال إنتخابه) والجهة التى تنوب عنه فى هذه المرحلة الإنتقالية وبكل منظمات المجتمع المدني المصرية وبكل أنصار الحرية والتقدم وبالنخبة المثقفة وبقادة الفكر أن يعملوا على الحيلولة بين دعاة تقليص حقوق المرأة وبين بلوغهم لهدفهم الذى سيضع مصر على درب التخلف والماضوية . إن المرأة المصرية ليست مجرد نصف المجتمع المصري عدديا ، ولكنها (وهذا هو الأهم) التى تقوم بتنشئة وتربية النصف الآخر من المجتمع. إن مكتسبات المرأة المصرية لم تكن منحة من أحد ، وإنما ثمرة مسيرة نضال طويلة إستخلصت فيها المرأة المصرية "بعض" حقوقها كأنسان ينظر لها الدستور كمواطن مصري مكتمل المواطنة
الدانة السادسة : رفض بعض نواب البرلمان المصري الحالي للوقوف حدادا على فقيد مصر العظيم البابا شنودة الثالث كان فضيحة ثقافية وأخلاقية وإنسانية لهذه الكائنات البسيطة والتى كان موقفها هذا مثار سخرية وإزدراء كل المتحضرين على سطح الكرة (نعم "الكرة") الأرضية ... كيف يصل أحد لهذا الدرك الأسفل من عدم الإنسانية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم