الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتهامات الجلبي والشعلان تشبه ـ حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب ـ

هادي الخزاعي

2005 / 1 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


" حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب " واحد من الأمثال الشعبية العراقية الحكيمة التي توارثتها أجيال منطقة الفرات الأوسط منذ دهور، ولكوني أنحدر من هذه المنطقة، فقد توارد الى ذهني هذا المثل وانا أسمع عبر شاشة أحدى الفضائيات العربية سلاطة اللسان العامرة بالحضور الدائم لحضرة الدكتور الجلبي والسيد حازم الشعلان اللذان ينحدران من ذات المنطقة التي عودت أبناءها على ضبط النفس وعدم المهاترة في الحديث، لأن ذلك يعد خروجا عن قواعد أدب اللياقة التي يعرف بها حَديثْ " المُضِّيفْ " الذي يبدو أنه لا يزال عامرا بها، إلا لمن نسى أصول تلك القواعد، وهي قواعد لا تتصف بالسوء بكل الأحوال .
فعندما تفتح حافظات البعض قاموس شتائمها ، وعندما يجري التسابق لنشر الغسيل بين متخاصمين يعرف أحدهما الآخر جيدا، يسود الصمت المندهش بين العقلاء لتنطلق من بينهم همسة هي أشبه بالصرخة التي تقول " حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب " . ومربط الفرس هنا كما يقال، هو جلف الحديث الذي فاه به كل من الجلبي والشعلان الى العربية.
أن السيدان الجلبي والشعلان اللذان ( فَضَ فوهما ) قد باعدا بين الناس وبينهم بمسافة أبعد مما كانت عليه، والتي ترسخت في الأذهان بعد التصريحات والتصرفات غير المسؤولة التي تنطلق بين الفينة والفينة من هذين المبجلين، والتي لا تعكس الأحساس، لا بالمسؤلية التي يشرفهما به المنصب، ولا بثوابت (المُضِيفْ ) الذي تعودناه من أبناء المُضَيفْ.
فالجلبي الذي يبدو أنه فقد المصداقية أمام حاضنته القديمة في البنتاغون الأمريكي والأدارة الأمريكية ـ من يدري، فربما لا تزال البيضات الجلبية في قاع الحاضنة ألأمريكية مؤجلة التفقيس لأوان مناسب ـ بعد أن وعد جحافل الجند الأمريكي والأنكليزي بالمن والسلوى وباقات الورد عند أجتياحهم العراق، فلم يجنوا غير السيارات المفخخة وغضب الناس، وبدل الأمن وألأستقرار بعد الخلاص من بعبع صدام ورهطه، أبتلى العراقيين بصداديم جدد لا يقلون بشاعة وقسوة عن سابقيهم في النظام المقبور، وبدل التمتع بوهج الوضع الجديد، زاد أنقطاع التيار الكهربائي، وبدل حرية المرأة، صدر قرار137،وبدل الماء لغسل الأدران وأوساخ العهد المقبور قلت المياه، وبدل تصفية البطالة، أزداد جيش العاطلين والمعوزين، وبدل الوحدة الوطنية، طفت على السطح العراقي المجتمعية أمراض أشد فتكا من السارز والأيدز، كالطائفية والقومانية والدينية، وبدل توفر المحروقات، عاد العراقيون الى التنور والحطب والمشي على الأقدام بدل السيارات، وحل الخوف بدل الحرية، وهرج الأغتيالات بدل ضمان أمن الأشخاص،وبدل الأمانة الشخصية عم الأختلاس والرشوة،وبدل أن تمتلئ خزائن العراق بالعملات الصعبه، شحت لتمتلئ جيوب الذين ساهموا بخراب العراق. بمعنى عام وعلى حد تعبير المثل العراقي الذي يعبر عن عمق الملهاة التي تحولت الى مأساة " ضرط وزانهه وتاه الحساب ".
ويبدو أن الحضن الأمريكي لم يعد دافئا لمولانا الحلبي بما فيه الكفاية، فأختار الجبة الأيرانية، التي يبدو أنها تشع الدفئ والفيئ بغزارة أكبر، فلا تفصلها عن العراق غير خيوط العنكبوت، والوصول منها وأليها، ولبازارها الكبيرلا يكلف الكثير،لا من الدينار ولا من التومان . لقد بز مولانه الجلبي أقرانه في دفاعة عن أيران، ولم يقل حرفا دفاعا عن سوريا التي شملها حديث الشعلان، بز أقرانه الذين كلما زاروأ الشقيقه أيران ، طلعوا على العراقيين بمصيبه، ومن بين تلك المصائب هي أن يعوض العراق أيران جراء حربها مع النظام المقبور بمائة مليار دولار أمريكي فقط لا غير، زما خفي كان أعظم وقرة عيون العراق .
أما السيد الشعلان،الذي اتهمه الدكتور بتهريب 500000$ الى خارج العراق، فأنه لم يتأخر بالرد عليه ومن شاشة نفس الفضائية وبساعة الزمن ذاتها، وبنفس لغة الجلبي التي تفتقد الحكمة التي كان يحب أن يتحلى بها وزيرا لأخطر وزارة على الأطلاق، لاسيما في بلد بلا قوة يمكن أن تحمي مواطنيها ولو من حثالات المجرمين والمتسللين من وراء الحدود. حيث سبق للسيد الشعلان وأن هدد أيران بالاسم وبعض بلدان الجوار بالتلميح دون الرجوع لمجلس الوزراء أو المجلس الوطني، و" كأنك يابو زيد ما غزيت " وهو العرف بأمكانات جيشه المقيده والشحيحه، مما يذكرنا بأرتجالات صدام التي جرت العراق الى هذا الحال المأساوي الذي نعيشه اليوم.
لقد كانت خزانة بديهيتك السياسية والرسمية يا سيدي حازم عاقرا عن انجاب رد يتصف بحكمة الوزير الذي أنته فيه، وبما يقنع بخطل أدعاءات غريمك الجلبي الذي يبدوأنه اخذ يفتح النار بمناسبة وغير مناسبه، ربما كنوع من أنواع الدعاية لأغراض تقتضيها حملته الانتخابية للقائمة التي أجهد نفسه من أجل أن تضم أسمه، أذ أنها توأم تلك الطرائق التي تجري في ولايات العم سام في مواسم الأنتخابات، والتي تقوم على الفضائح أولا واخيرا، ولعل من اشهرها هي فضيحة الرئيس السابق كلنتون مع موظفته مونيكا في مضمار سباق الرئاسة الأمريكية ، حيث لاتهم الأخلاق بقدر مايهم الوصول الى قمة التل للتربع.
وثاني دواعي رباط الحجي هنا أنكما يا سيداي كنتما في ذات القارب الذي أقلكما من شواطي العم سام الى بغداد، مرورا بعاصمة الضباب لندن التي تعاهدتم فيها متكاتفين على الوفاء للعراق، فما حدا مما بدا يا سادتي،أكانت غائبة ملفات بعضكم للبعض الآخرحتى لا يعرف أحدكما الأخر بأنه حرامي كما جاء في حديثكما الفضيحة، أم أن الأدوار لم تعد تليق بشخوصكم الكريمة، ماذا تغير؟ فالأمريكان هم الأمريكان، والأنكليزهم الأنكليز والعراق هو العراق، فلماذا تصارعكم غيرالمبررهذا الذي يشبه صراع الديكة، الأمر الذي يجعلنا نحن العراقيين ونحن نراكم وأنتم تنشرون غسيلكم أن لا نبريء أي منكم وأن نصرخ ونكرر المثل العراقي اللافت " حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب " فكفوا عن العراق رجاءاً وتكفينا الجزيرة بكل زبانيتها وعطوان بكل تفاهاته.

* الهوش = البقر.... الدواب = الجواميس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة