الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان العراقي .. و لغة النقد

أيسر الجرجفجي

2012 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الإنسان العراقي .. و لغة النقد

عجبا .. عجبا .. عجبا.. !!!
شعب العراق هو منبع كل الحضارات , فهو من اخترع الكتابة و سن القوانين .. و هو امتداد التأريخ على دروب الثقافة , فقد كان مهد الأدباء والشعراء والمثقفين ....

فمنذ أن حلت عليه الديمقراطية - حديثة العهد - و ابتدأ العراقيون بممارسة حريتهم في النقد و إبداء آرائهم بدون خوف و بأسماء صريحة كانوا قد افتقدوها على مر عقود .. للأسف أصبح البعض يمارس حقه هذا باستعمال كلمات تتسم بالعنف و تبتعد عن اللياقة اللغوية واحترام الذات و القارئ في استخدام المفردة , فكما هو معروف الكلام صفة المتكلم.

إن تأريخ العراق و حضاراته العريقة يفرض علينا أن نمارس حق النقد بالمستوى الراقي والمطلوب للتأثير و نشر الفكرة لا أن يكون الانتقاد لأجل الانتقاد أو لمجرد الاعتراض او لإثبات الوجود او لأجل الهدم لا البناء , تدفعنا الأحقاد الشخصية و الاختلافات في الإيديولوجية.

لا بأس أن أخالفك الرأي وتخالفني فيما يخص وضع العراق و حكومته و سياسته دون أن اتهمك بانتمائك أو تتهمني في انتمائي حتى يكون النقد بناءا و موضوعيا لأجل المصلحة العامة وليس للتجريح و الاهانة .. يبتعد عن أي تشنج او خروج عن لياقات الكلمة , مصحوبا قدر الإمكان بتحليل لأسباب الخطأ أو التقصير أو أيا كان , و لا نرمي بالأسباب على اتجاهات تتوافق و هوى النفس , على ان يصاحب التحليل مقترحات يراها مناسبة لتصحيح مسار الحالة أو الظاهرة المراد نقدها و يبتعد عن السب و الشتم و الطعن لافشال و تسقيط شخصية ما أيا كانت .

فلا يمكن ان تتطابق رؤى الناس و أفكارهم .. فلكل منا عقيدته ولكل منا ايمانه بالشئ كما يميل له عقله و نفسه ..
و علينا ان نعترف بان الواقع يحتمل أن يكون هناك ايجابيات قد تحققت و هناك أخطاء كثيرة قد ارتكبت بحق البلد و شعبه و إقتصاده , و لكن دعونا لا ننظر للواقع بسوداوية و كأن لا مجال للتغيير و إن واقعنا خطأ في خطأ و الشر يمارس علينا ( بالمطلق ) من شياطين سلطوا علينا ...

إن الواقع - من وجهة نظري - فيه الصواب و فيه الخطأ - الذي قد يعتبره الناقد خطأ لا يغتفر- و ياليتنا ان نعرج على الايجابيات و نعترف بوجودها و كذلك السلبيات مع طرح مقترحات و حلول بعيدا عن لغة السب والشتيمة و تمنيات طفولية لا ترقى لعقلية الإنسان المثقف .. و أنا كلي ثقة بان النقد الذي يتبنى النهج أعلاه سيكون ذو تأثير كبير و يتبين انه موضوعي و غير منحاز .. وسيجد له مساحة كبيرة حتى بين بسطاء الناس الذين هم أكثر الناس حساسية و ارتباطا بالشخصية السياسية المراد نقدها , فمن طبع الشعوب عبادة الشخصية و لذلك ليكن انتقادنا لأي شخصية انتقادا بناءا و ليس هداما ليؤثر بقوة في الشارع لإحداث التغيير المطلوب .

و أتمنى من بعض المواقع و الصحف الألكترونية أن لا تسمح بنشر مقالات لا تعتمد الرقي في الطرح و النقد .
ختاما علينا الاستمرار في ملاحقة الخطأ و الكشف عن مكامنه كي يستطيع الناس أن يعرفوا كيف يختارون و من يختارون دون قلق أو خوف أو عدم ثقة تدفعهم للاختيار الخاطئ .
فلنرتقي بالأسلوب و ليكن حوارنا متمدنا ...
مع خالص شكري وتقديري لكل من وافقني الرأي ومن لم يوافقني .

27-3-2012
أيسر الجرجفجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة