الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل برنامج قائمة اتحاد الشعب برنامج شيوعي..؟

كريم كطافة

2005 / 1 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الجواب جاء على لسان سكرتير الحزب السيد حميد مجيد موسى: (لا. هو ليس برنامجا شيوعيا ـ بمعنى بناء مجتمع شيوعي ـ ، وإنما هو برنامج وطني ديمقراطي). والمتمعن لفقرات البرنامج وللطيف الواسع من المرشحين من غير الشيوعيين الذين دخلوا ضمن القائمة، سيصل كذلك إلى هذه النتيجة. في القائمة 275 مرشح ومرشحة، ضمنهم 91 سيدة، هم العدد الكامل لأعضاء المجلس الوطني المنتظر. نسبة الشيوعيين في القائمة بحدود 30% والنسبة المتبقية وهي الغالبة مكونة من طيف واسع من الشخصيات العلمية والأكاديمية والدينية والرياضية والفنية والأدبية والعشائرية. شخصيات ارتأت أن من الأنسب لها دخول اللعبة تحت شعار واسم قائمة الحزب. وهم في الغالب شخصيات لها وزنها الاعتباري في محيطها وفي مجال تخصصها، الأمر الذي فرض بالتأكيد رؤاها وتصوراتها الخاصة للعراق القادم على بنود برنامج القائمة.
هناك 21 فقرة أو مطلب أو هدف حددتها القائمة في المجال السياسي وأكثر من 22 فقرة أو هدف حُددت في المجال الاقتصادي. تمحورت أهداف الشق السياسي من البرنامج حول هدف بناء نظام حكم ديمقراطي تعددي فدرالي على قاعدة مجتمع مدني متطور. يستند إلى آليات النظام الديمقراطي المنفتحة على جميع أطياف الشعب العراقي. إضافة إلى هذا، هناك تحديدات واضحة تخص الموقف من الدين ومن قضايا القوميات والأقليات المتعايشة في البلد.. باحترام الدين الإسلامي وكل الأديان الموجودة على أرض العراق، والسعي لتوفير ضمانات دستورية للأقليات القومية والإثنية. وفي الجانب الاقتصادي تتمحور الأهداف على بناء نظام اقتصادي يستند على آليات تنشيط الدورة الاقتصادية بما يتناغم مع آليات اقتصاد السوق، بضمان موقع رئيسي للقطاع العام، لكن بعد إعادة بناء هذا القطاع على أسس الربحية والكفاءة. وهناك تأكيد واضح على فسح المجال لباقي قطاعات الاقتصاد العراقي (الخاص – التعاوني – المشترك)، بهدف التكامل فيما بين القطاعات الانتاجية والخدمية المختلفة.
من حيث الشكل، يبدو أن البرنامج لا يختلف كثيراً عن برامج كثير من قوائم الأحزاب والتجمعات، التي أعلنت برامجها أو التي أعلنت عن مبادئ عامة لتوجهاتها المستقبلية، إن كانت ذات توجهات ومرجعيات ديمقراطية وليبرالية، أو حتى وفي حدود معينة مع الأحزاب الإسلامية ذات المرجعيات الدينية. إذن أين الاختلاف أو التفرد الذي يجعل الناخب يختار هذه القائمة وليست تلك..؟
هذا السؤال باعتقادي هو من أهم الأسئلة التي من المفترض على أي ناخب أن يطرحها على نفسه قبل اتخاذ القرار بالتصويت لمن..
من الزاوية التي نظرت منها أنا للقائمة ولبقية القوائم (وهي زاوية شخصية بالتأكيد)، وجدت أن قائمة اتحاد الشعب انفردت أو تميزت عن بقية القوائم في النقاط التالية:
1- كون الحزب الشيوعي العراقي هو الذي أطلقها وتبناها، أعطاها صدقية لجهة طابعها العراقي العام. كان هذا الحزب ومنذ تأسيسه حاضنة طبيعية لكل تنوعات المجتمع العراقي القومية والدينية والإثنية. ربما هو الحزب الوحيد الذي يجد فيه المسلم الشيعي نفسه جنباً إلى جنب المسلم السني وإلى جنب المسيحي والأيزيدي والصابئي والعربي إلى جنب الكردي والتركماني بأخوة ورفقة تنسيهم حقاً تلك الفوارق التي لم ولن تعني شيئاً لجهة الأهداف التي يناضلون من أجل تحقيقها للبلد كله وليس لطائفة أو مذهب أو قومية محددة. وهو الحزب العراقي الوحيد الذي لا يجرأ أحد على طعنه بالطعون التي للأسف قد شاعت هذه الأيام؛ طعون الطائفية و المذهبية و القومية و الفئوية الضيقة. ولقطع الطريق على من حملوا شماعة الإلحاد للنيل منه. أعلن الحزب وبوضوح كافي أن لا علاقة له بقضية الإلحاد، معتبراً أن الإلحاد والتدين كانا وما زالا قضيتان شخصيتان لا دخل للحزب بهما. أعلن ذلك في بيان وُزع على نطاق واسع في العراق وهو ما زال في موقع الحزب الإلكتروني على رأس الصفحة، لمن يريد يستطيع الإطلاع عليه هناك. صحيح هو ليس بالحزب الديني ولا يريد أن يكونه.. لكنه أيضاً لا يحمل موقف العداوة للدين. علاقته بالأحزاب الدينية أو التي تدعي التدين تدخل في إطار العمل السياسي، بمعنى أنه لا يعاديها إن حصل العداء لأنها متدينة أو تدعي التدين، لكنه أيضاً ومن جانب آخر، لا يقف متفرجاً إزاء قضية مصادرة هذه الأحزاب لتدين الناس لمصلحتها الحزبية.
2- القضية الأخرى التي ميزت الحزب وجعلته متفرداً على غيره من الأحزاب، تعود لموقفه من قضايا المرأة ومساواتها. لم يكن موقفه من هذه القضية في أي يوم من الأيام موقفاً انتخابياً مصلحي وقصير الأجل. بل هو في نسيج رؤيته الشاملة للمجتمع. منذ تأسيسه سعى إلى إيجاد تشريعات قانونية تتمتع المرأة من خلالها بكامل حقوقها الإنسانية إلى جانب الرجل. هو لم يعتبر المرأة يوماً ناقصة عقل أو أن موقعها في المجتمع هو موقع ثانوي. الأمر الذي يجعل النساء والرجال من المناصرين لقضية المرأة يثقون بهذا الحزب، أكثر من ثقتهم بأحزاب تتبنى مواقف وتطلق وعوداً انتخابية لتطمين النساء قبل الانتخابات، سرعان ما تتبخر بمجرد وصولهم إلى البرلمان.
3- القضية الثالثة التي تميز بها الحزب على مر تاريخه، هي موقفه الواضح من القضية القومية وقضايا الأقليات في العراق. منذ تأسيسه تبنى حق تقرير المصير للشعب الكردي، والحقوق الثقافية لباقي أقليات البلد. وهو الآن كذلك مع حق تقرير المصير للشعب الكردي ومع حقوق الأقليات الأخرى في البلد. لم يكن موقفه هذا في أي يوم من الأيام عرضة للمساومة أو اللف والدوران عليه.
4- يعتبر الحزب أن قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية من أنضج وأفضل القوانين التي حصل عليها العراقي على مر تاريخ العراق، لذلك هو يحرص على تضمين التوجهات العامة لهذا القانون المؤقت في الدستور الدائم.
لمن يبحث عن الفروق الجوهرية بين برامج القوائم الانتخابية، أن ما ذكرته أعلاه كان أبرز تلك الملامح التي ميزت قائمة اتحاد الشعب عن غيرها من القوائم.. الأمر الذي سيعطي الوضوح المطلوب للناخب الحر بالاختيار بين القوائم..
18/01/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر