الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة العار في بغداد

عليان عليان

2012 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تعقد في العاصمة العراقية يوم غد الخميس القمة العربية الثالثة والعشرين، وفق حسابات ومصالح متناقضة بين الدولة المضيفة وبعض الدول العربية المتنفذة المشاركة في القمة، حسابات ومصالح لحكومة المالكي وغيرها تفوح منها روائح كريهة، ولا يغير من واقع هذا التوصيف الكلام البروتوكولي الصادر عن أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بأن هذه القمة هي قمة الربيع العربي.
فحكومة المالكي تريد من هذه القمة تحقيق عدة أهداف أبرزها:
أولاً: إضفاء الشرعية وبأثر رجعي على العملية السياسية التي جرى إرسائها في ظل الاحتلال الأنجلو- أميركي للعراق، وفي ظل الدور الإيراني المتنفذ في العراق، وبالتالي إضفاء الشرعية بأثر رجعي على الغزو الأنجلو- أميركي لبلاد الرافدين.
ثانياً: إضفاء الشرعية على تقسيم العراق على أساس طائفي وفقاً للكونفدرالية الزائفة، التي جرى تكريسها وفقاً لدستور صاغ تفاصيله اليهودي الصهيوني ناحوم فيلدمان، ذلك الدستور الذي لا يتضمن في أي مادة من مواده أية إشارة إلى عروبة العراق أو أنه دولة عربية.
ثالثاً: أن المالكي يريد من القمة تكريس زعامته في العراق على حساب بقية القوى السياسية المنافسة، بعد أن أقصى عن المشهد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، عبر توجيه التهم الأمنية له وبعد أن أقصى بتوافق مع واشنطن خصمه في الانتخابات المزعومة إياد علاوي.
رابعاً: أن المالكي يريد أن يدفع دول النظام الرسمي العربي وبخاصةً دول مجلس التعاون الخليجي، إلى الاعتراف ولو بشكل غير مباشر بالدور الإيراني في العراق، ومن ثم إضفاء نوع من المشروعية على هذا الدور، تلك الدول التي لعبت دور العلقمي- الذي تآمر مع هولاكو من اجل احتلال بغداد- وقدمت كل الدعم المادي واللوجستي للغزو الأميركي للعراق، وهي التي تتحمل معظم المسؤولية جراء ما حصل في العراق، من خراب ودمار وتشريد لأبنائه.
أما دول مجلس التعاون الخليجي التي ويا للأسف باتت تقود الجامعة العربية محولةً أمينها العام إلى مجرد ساعي بريد، بعد أن أدت ما هو مطلوب منها أميركياً في احتواء بعض الثورات العربية، فإنها تريد من القمة العربية ما يلي:
أولاً: تكريس دورها القيادي للعالم العربي في زمن الربيع العربي المغدور، فبعد أن تكرس هذا الدور لها في الجامعة العربية وقراراتها فإنها تريد أن تكرس هذا الدور، في أول مؤتمر للقمة يعقد بعد مرور أكثر من عام على بداية الثورات العربية في أكثر من قطر عربي.
ثانياً: تريد أن تحصل من القمة على قرارات تخدم أجندتها في سوريا وفي اليمن وليبيا بعد أن أكدت العديد من قوى الثورة والحراك الشعبي في تلك البلدان على رفضها للدور الخليجي والقطري على وجه الخصوص، وأنها معنية بإجراء التغيير الجذري المنشود في بلدانها وفق أجنداتها الوطنية، بعيداً عن الأجندة الخليجية التي هي في التحليل النهائي أجندة أميركية بامتياز.
ثالثاً: تريد أن تحصل على اعتراف عربي رسمي بالمجلس الوطني السوري المعارض "مجلس اسطنبول" كممثل للشعب السوري، ذلك المجلس الذي ترتبط عدة أطراف فيه بالمشروع الصهيو- أميركي، وترى في إحداث التغيير في سوريا مدخلاً للاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه.
رابعاً: كما تريد الدول المتنفذة في مجلس التعاون الخليجي - التي غيبت انتفاضة البحرين عن أجندة القمة - أن توظف القمة العربية باتجاه تعزيز دورها، كقوة إقليمية يحسب لها حساب في ظل المتغيرات الجديدة، وأبرزها ما يلي:
-1تراجع الدول الغربية عن دعم المعارضة السورية بالسلاح على العكس من موقف قطر والسعودية، الذي يجاهر بضرورة دعمها بالسلاح.
-2 رضوخ الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة نسبياً لموقف روسيا والصين، الذي يرى في وقف العنف من قبل السلطة والمعارضة، واعتماد الحوار مدخلاً لحل الأزمة المستفحلة في سوريا خاصة بعد فشل مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، في تمرير دعم المعارضة السورية بالسلاح، وبعد أن أبدت الدول الغربية خشيتها من انتقال السلاح إلى تنظيم القاعدة في سوريا.
-3 التوافق على دعم مبادرة كوفي عنان بنقاطها الست التي تتضمن وضع حد لجميع أعمال العنف، وانتهاكات حقوق الإنسان وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وتسهيل إجراء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية والمعارضة السورية بكافة أطيافها.
-4التغيير النسبي في الموقف الروسي حيال سوريا الذي تمثل في كلمة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمام" الدوما" والتي انتقد فيها ولأول مرة المعالجة الأمنية القاسية من قبل الحكومة السورية للحراك الشعبي منذ البدايات، وتأخرها في تقديم الإصلاحات.
-5 وهذا التراجع النسبي في الموقف الأميركي، والتغيير التكتيكي النسبي في الموقفين الروسي والصيني، خلق حالة من التوافق الدولي بشأن حل الأزمة الطاحنة في سوريا، تمثلت في موافقة كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن على البيان الرئاسي بشأن دعم خطة كوفي عنان.
وفي إطار أجندة القمة سيطرح الموضوع الفلسطيني كالعادة على جدول الأعمال، ولا نتوقع أن تخرج القمة بقرار حقيقي لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
إذ سبق أن أصدرت مؤسسة القمة إبان انتفاضة الأقصى قراراً بدعم صمود الشعب الفلسطيني بمبلغ مقداره مليار ونصف المليار دولار تقريباً لكن هذا القرار لم يتم تنفيذه عن سبق إصرار وتعمد نزولاً عند الاملاءات الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر، وسبق أن صدرت قرارات في قمم لاحقة حول الدعم بمبالغ كبيرة لإعادة إعمار غزة بعد الحرب العدوانية الصهيونية على القطاع لكن دونما تنفيذ!!.
كل ما نتوقعه من القمة هو إعلانها البائس بالتمسك بمبادرة السلام العربية- التي رفضها العدو الصهيوني بعد ساعات على طرحها في قمة بيروت- ودعمها لموقف منظمة التحرير بشأن ربط العودة للمفاوضات بوقف الاستيطان، ولا يمكن أن نتوقع منها ومن عرابيها دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم