الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة/ بؤرة تحول

نهاد بشير

2012 / 3 / 28
الادب والفن


بؤرة تحول

صباح كل يوم ،
والناس يذهبون لالتقاط ارزاقهم وهم يقتادون وجوههم خلفهم ،
يضيع صباحي في انتزاع المسامير التي تثبتني في سريري ،
اجمعها، اقلبها بين كفي ، ازنها ثم القي بها في فنجان قهوتي ،
لعلي اثير زوبعة من حديد ،
زوبعة لا تبقي ولا تذر ،
تولد من رحم دخان سيكارتي الغجرية ،
وتقتحم خصوصيات لا اجرؤ على الاقتراب من حرمتها
فهي فرصة لاختبار جذور السنديان ،
وقياس المسافة بين الصبر والحق ،
حيث السنابل ترتجف في نضجها وتنعقد قرون الايائل ،
والحمام يهجر عنابر نقرات السلمان
والضباب ينسحب الى مداخن الاكواخ الملقاة كيفما اتفق على السفوح
يتخلى الكل عن اجزاءه ،
ويطبعنا التجريد بطابعه الزمهرير.
عندئذ ستنزل عاصفتي في ملعبها الحتمي ،
وتمتطي القرية ارجوحتها المصنوعة من الياف الخيش الاردأ بين الاصناف ،
فيتحلق الاطفال حول سلتها ويتشاجرون ،
والنسوة يبحثن في عين الاعصار عن دواء للرمد ورقية ضد غرائز ازواجهن ،
انهن آمنات ،
طالما شيوخ الحارة يتسلون بالخربشة على جدار الزمن الطيني صباحا ،
و يتقاذفون الاحتمالات ليلا بين مشاحيف من السيراميك ناصع البياض ،
ويبارزون بالسيوف ثمار الموز.
انها ذواتٌ في ادواتٍ تلك الانقاضُ ،
تتالق في قلب الليل كدملة من قمر.
آه من طعم الصدأ الذي ينفثه صوت صياح ديك الحارس ،
كيف يجد طريقه بسهولة بالغة الى فمي ومشاريعي اليومية ؟
فيبتزها ويبعثرها على ارضية الغرفة كانها كريات من زجاج ،
تتقافز امامي كقردة شبعت للتو .
واحدة تلو اخرى تستقر على الرخام المائل للصفرة ،
فتسحقها بالجملة وبضربة واحدة، ارتجافة عقرب ثواني ساعتي الجدارية وهو يهوي كالساطور نحو الرقم 6 .
همجية هي حوافر الملال ،
هذا الطفل المتخلف الذي افسده دلال نكوص التاريخ ،
هذا المطلق الذي ارهقه عدم قدرته على ان ينفي ذاته ،
هذا الطائر المشاكس خلف القضبان .
لقد تآمرت الابجدية على فنجان قهوتي وسلمتني المفتاح الخطأ ،
فحشرت نفسي في علبة سردين البيت الابيض وكنت اردد ،
( يالله بنا على باب الله يا صنايعيه يسعد صباحك ...................)
الى اخره الى اخره ،
فيزعق في اذني الف صولجان مخاتل كي يصادروا سياقات وعيي ،
بصوت واحد وباعلى نبرة تعنيف:
ما هكذا تورد يا اسطه الابل !
نعم ما هكذا تستورد الابل.
نعم ،
نعم ،
انتظروا!
لم كل هذه العجلة ؟
ولم كل هذا الملام؟
فقبلي انتظر الاحمق مئة وخمسين عاما،
وتشرد مئة وخمسين سنة اخرى ،
كي يشهد انقطاع سلك من الحديد بتأثير وزنه الذاتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض