الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين الموجة الفلسطينية في تسونامي الانتفاض العالمي؟

خالد عبد القادر احمد

2012 / 3 / 28
القضية الفلسطينية



ليس غريبا ان استبدال حركة حماس تعريف فلسطين كوطن بمقولة ارض الوقف الاسلامي, بديلا عن مقولة الوطن, ان يعود على وحدتها الداخلية بهذه الانعكاسات الخطرة , حيث يمنع يفقد خلل معتقدها الفكري منهجيتها السياسية محتواها الوطني, وليس غريبا ان نجد الان حماس منقسمة على صورة انقسام المراكز الاسلامية السياسية من الصراعات الاقليمية , فقد حسمت حماس الخارج امرها فانحازت الى موقف جماعة الاخوان المسلمين من الازمة السورية والمصالحة الفلسطينية وموضوع التسوية والمقاومة , في حين حسمت حماس الداخل امرها في الاتجاه المعاكس فانحازت الى الموقف الايراني من هذه الصراعات, لكن المدهش في كل ذلك هو انه على الرغم من هذه الصورة فان حركة حماس بنهجها الانشقاقي لا تزال طفل اسرائيل المدلل من اطراف التناقضات الداخلية الفلسطينية. ولا يبدو ان الكيان الصهيوني على استعداد للاستغناء عن فوائد حالة الانقسام الفلسطينية التي تكقل وتضمن حركة حماس للكيان الصهيوني كامل الافادة منها.
ان ما نقوله هنا لا يجب ان يصب لفائدة حركة فتح او فصيل فلسطيني اخر, فهذه جميعا لا تبتعد الا قليلا عن نفس الفكر العرقي الذي تعتنقه حركة حماس, ومنهجية رهن القرار الفلسطيني للمراكز الاقليمية, وصراعاتها, حيث لا نجد لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية قرارا سياسيا متحررا من الارتهان للارادات السياسية الاقليمية والعالمية. وعلى وجه الخصوص في التحرر من الارتهان لارادة القرار السياسي الامريكي, اما المناورة بين الارتهان للارادة الامريكية او الاوروبية كما تفعل الان قيادة م ت ف والتي هي قيادة فتح في النهاية, فهو لا يغادر صورة الهرب من عزرائيل الى قبضة ملك الموت,
ان تعطيل الارادة الفلسطينية والهاءها باشكال المناورات السياسية البعيدة عن اهداف ومضامين منهجية التحرير, لا يعدو ان يكون اكثر من عمليات تضليل للرؤية والارادة الشعبية الفلسطينية التي تستشعر حركة السكين الصهيوني على رقبة هويتها الوطنية المستقلة, واملها في التحرر, واستقرلها في الوطن, وفي المقابل تقدم فصائل م ت ف والفصائل الخارجة عن اطارها لهذا الشعب انجازات لا حامل جغرافي وطني لها, ولا بنية تحتية سياسية وامنية قادرة على تامين استمرارها, فهي انجازات محمولة على مظلة هابطة الى مستنقع الفناء المحتوم, على العكس من المنهجية الصهيونية التي تقوم يوميا باحلال ذاتها محلنا بصورة راسخة حتى لقد بات صراعنا معهم باخذ صورة وشكل انهم يحررون فلسطين من وجودنا فيها, وهم على استعداد لمعاداة كل العالم في سبيل برنامجيتهم هذه في حين نعرض نحن قناعاتنا الوطنية للاختبار واهانة ومذلة انكار الذات وتقديم التنازلات,
وحتى لا يضيع القاريء في متاهة ما قد اعنيه هنا, مفترضا اني لا احسن التعبير عن ما اريد قوله, فلنا ان نقارن اجراءات وسلوك الكيان الصهيوني في اعتقال الفلسطيني على اساس تهمة الارهاب, بدءا بالاعتقال الاداري, وانتهاءا بالعرض على المحاكم واصدار عقوبات قضائية على اسرانا, في حين ان الاجراءات والسلوك الفلسطيني ان بصدد شاليط او بصدد من قبله, لم ياخذ صورة اعتقال مرتزق ومخرب ولم يستتبعه محاكمته بصورة قانونية وقضائية تتعلق بخرق والتعدي على السيادة الوطنية الفلسطينية, بل يعطى للاسف صورة الاسر والاختطاف المرهون للمساومة, وحتى في حال انجاز المساومة فان حجم التنازلات التي قدمتها الفصائل على حساب مبدئيتنا الوطنية بقي اكبر من قيمة ما نجزته في صفقاتها مع الكيان الصهيوني.
ما اود ان اشير له هنا هو خواء معتقدنا النضالي من قيمه الوطنية مما يؤطرنا في توجه ايديولوجي بديل عن التوجه الوطني, وهو خلل تتشاركه القيادة والقاعدة والسلطة والشعب الفلسطيني, فنحن نفتقد قدرة ارشاد حالة المقاومة الفلسطينية قتاليا وتفاوضيا, لان البنية الفكرية لمعتقدنا الوطني لا ترتكز الى ادراك علمي لتعريف الذات والمصالح الفلسطينية, فنحن لا نعكس هذه الضرورة لا اثناء اللجوء الى البندقية ولا اثناء الجلوس الى طاولة المفاوضات, ولكم ان تراجعوا حالة المقاومة المسلحة الناعمة الراهنة ولكم ان تراجعوا كافة اخطاء الاتفاقيات المعقودة مع الكيان الصهيوني بضمانات دولية,
ان هشاشة المقاومة الفلسطينية بشكليها العنيف والسلمي, لا يتسبب بها تاجج العاطفة الوطنية بل افتقاد وعينا البنية الفكرية العلمية السليمة لتعريف فلسطين اهي وطن قومي او اقليم وقطر عرقي, وهل القيادة الفلسطينية ادارة اقليمية او ولاية وطنية قومية مستقلة,
ان الملا خامنئي في ايران والشيخ يوسف القرضاوي في قطر هما القيادة الفعلية للشعب الفلسطيني, في حين ان السادة محمود عباس وخالد مشعل ومن لف لفهم فهم لا يعدون في الواقع ان يكونوا في منصب المحافظ الذي نجده في كل مدينة في اي مجتمع, لكنهم قطعا ليسوا ممثلي الشرعية الفلسطينية فعلا, وان اخذوا ذلك شكلا, فالى متى يستمر صبرنا على ذلك؟
ان ادراك ضرورة الوحدة ومركزيتها يبقى مرهون الى شرط وطنيتها لا الى شكلها, وحين تصبح الوحدة سوطا يسوقنا الى التنازلات والغاء المقاومة فنحن في غنا عنها, كذلك حين يصبح ادعاء ان الانشقاق هو من اجل الحفاظ على مقاومة لا تقاوم في الواقع بل تتسلط على الشعب فتقهره وتذله اكثر من قهر واذلال الاحتلال الصهيوني لشعبنا, فهي ايضا لا نريدها, لان هذين الطرفين باتا فاقدين لما نريده كشعب فلسطيني, وكلاهما فاقد لشرعيته,
نعم انا احرض على الموجة الفلسطينية من هذا التسونامي العالمي الذي يزيفه مقولة ربيع عربي, فاي ربيع هذا الذي يقوده امثال مشعل وهنية والزهار والرئيس محمود عباس والسيد ياسر عبد ربه وباقي قيادات فصائل اهترأت رجعية ومحافظة وليبرالية بمتدينيها ويسارييها,
ان التقدمية في العالم تجاوزت عهد الفكر الراسمالي والاشتراكي وهي الان في عهدة الفكر والادوات والقوى العلمية, نلاحظ ذلك في ان موجة تسونامي الانتفاضات الشعبية عالميا هي موجة تقودها القوى الشبابية بعيدا عن التوجهات الطبقية, ولا يخفى علينا ان هذه القوى لا تزال في مرحلة مخاض تستهدف اكتشاف خصوصيتها الفكرية الثقافية ومحاولة صياغته في برنامج ثوري, يجمع ما بين الضرورة المركزية القومية الصيغة والضرورة الديموقراطية الطبقية الشرائحية المطالب,
ان شباب فلسطين ايضا يبحثون عن صورتهم الثورية الواضحة المعالم, التي لا مكان بها لنمط الفصائلية القديم البالي على صعيد مركزية مطلب التحرر الوطني ويبحث عن حقه ودوره في المبادرة الوطنية بعيدا عن تسلط الفصائل عليهم تحت طائلة التهديد بسلاح باتت مهمته القمع عوضا عن مهمة التحرير , فهل يطول الانتظار؟؟؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا