الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسقط قناع قناة الجزيرة

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 3 / 28
كتابات ساخرة


عندما نشر ويكيليكس وثائقه لأول مرة وكانت تحمل مفاجآت لبعض الدول سارعت قناة الجزيرة إلى نشرها وأفردت نشرات بأكملها للحديث عنها بل إنها انهالت على صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بالوثائق التي تثبت تورطه في بعض القضايا وحاسبته حسابا عسيرا قدم على إثرها استقالته من الحكومة ووعد بمحاكمة أحمد منصور آنذاك الذي كان يحاوره في برنامج بلا حدود.
ولكنها لم تشر من قريب أو بعيد إلى وثائق ويكيليكس التي تحدثت عن الاحتجاجات التي تحدث في الدول العربية: من كان وراءها؟ ومن يحرّكها؟ رغم أن بعض الصحف تحدثت عن ذلك بعمق وأثبتت أن من كان وراء زعزعة الاستقرار في الدول العربية أمريكا وبعض الدول الأوروبية وربما إحدى الدول العربية درّبت مجموعة من الشباب على كيفية إسقاط الأنظمة وبثّ روح الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وهو مخطط كانت تسعى إليه كونداليزا رايس وفيلتمان من قبل لنشأة نظام شرق أوسطي جديد، ويحسبونه خيرا وهو شر لهم من حيث لا يعلمون.
راحت قناة الجزيرة تبث الصور والأحداث التي تأتيها أحيانا من مصادر مجهولة من خلال "صوّر ما يجري حولك ثم أرسل" واستهوتها فكرة الرئيس المخلوع والشعب يريد إسقاط النظام، وتأكد ذلك من خلال تقاريرها حول الاحتجاجات التي تحصل هنا وهناك وكأن الأنظمة كلها فاسدة تحتاج إلى تغيير، تتدخل في خصوصية الدول وتلج سم الخياط لتحصل على فتات من الأخبار ولتبدأ بعد ذلك مسرحية الشعب يريد، الشعب يستغيث وغيرها من الأساليب المروعة المملة واستطعمت أهل الشرق والغرب فأبوا أن يضيفوها فآثرت أسلوب التشكيك والترويج للأخبار التي تمس أمن الدول شرقها وغربها.
ومما يدل أن العملية مدبرة، تكرار السيناريو نفسه في كافة الدول التي حدثت فيها الشرارة، من تونس إلى مصر إلى اليمن ثم ليبيا والآن سوريا التي تحترق وتتألم وتتوجع، وما زال مسلسل التدمير على حاله يفتك بالبشر والحجر والشجر، والعالم من حولها يبحث عن مصالحه متذرعا بحماية المدنيين ولو كان كذلك لحمى الفلسطينيين الذين يناضلون منذ ستين عاما ولم تتحرك أمريكا ولا غيرها من تلك الدول التي تتشدق بحماية المدنيين العزل، وحتى منظمات حقوق الإنسان لم تسلك منهج الدفاع عن الإنسان إلا وفق مصالحها وأهوائها فأين حماية المدنيين والمدنيون يقتلون بالآلاف؟
إن قناة الجزيرة في تغطيتها للأحداث لا تنقل إلا الأخبار التي تنادي بإسقاط النظام كما هو الحال في سوريا الآن وفي غيرها من الدول التي سبقتها ولا تنقل الأخبار عن الدول نفسها ما بعد الثورة سواء في تونس أو في مصر أو حتى في ليبيا وحتى وإن غطتها فإنها تغطيها على استحياء، لا تظهر جيدا كيف يعيش الناس الآن هناك إنهم يعيشون حياة صعبة وجريمة منظمة وانفلاتا أمنيا واضحا فلماذا لا توفد مراسليها لنقل الصورة الواضحة عما يجري الآن رغم أن الناس هناك استنشقوا طعم الحرية.
فهل هذا هو الإعلام الحر المحايد؟ وهل هذه هي المهنية والصدقية؟ أم أن القناة تسلك منهجا لا نفقهه ولا يمكن لنا أن نفهمه، فهي تدّعي نقل الرأي والرأي الآخر ولكن المؤكد أنها لا تنقل إلا ما تريد فعندما ينادي الشعب: الشعب يريد، تقول قناة الجزيرة: القناة تزيد.
ولعل ما يحدث في سوريا الآن خير دليل وبرهان على أن هذه القناة لا ندري نحن المشاهدين ماذا تريد؟ من خلال ما تنقله إلينا من أخبار من هنا وهناك وها هي قمة العرب على الأبواب، لم تنقل حال العراقيين وهم يتألمون من شدة ما يقع من إجراءات أمنية مشددة لحماية الرؤساء العرب ولا يهمهم كم نفسا تموت من الشعب المهم عندهم أن تمضي القمة بسلام ويجلس الرؤساء على الكراسي الفارهة والشعب يموت جوعا؟ ماذا سيقول العرب في قمتهم الخاسرة من الأساس؟ وماهي القرارات الجريئة التي ستتمخض عنها؟ هل ستحرر القدس؟ ستون عاما مضت ولا حل لهذه المشكلة.
يا أيتها القناة ارجعي إلى ربك، واتركي البلاد الآمنة في حالها لا تؤججي الصراعات، لا تتصلي بمن هم لا يريدون السلام، حولي وجهتك إلى إسرائيل وجرائمها البشعة، ولّ وجهك شطر المسجد الأقصى وركزي على استغاثة مليار مسلم من هناك، وابتعدي عن القيل والقال وكثرة التأويلات وكوني قناة محايدة كما كنت أول مرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس