الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القادة العرب حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً

بشير ناظر حميد

2012 / 3 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


يترقب الجميع في العراق القمة العربية التي ستعقد رسمياً خلال الساعات القليلة القادمة باجتماع القادة العرب، وقبلها اليوم انطلقت إعمالها باجتماع وزراء الخارجية العرب، فبشائر القمة أينعت قبل انعقادها بأيام، ثورة إعلامية بين مرحب ومخرب، وبغداد شبه محاصرة وشلل مروري وقطع للطرق، وتعطيل للدوام، كل هذا على حساب راحة الفرد العراقي ولأجل خلق المناخ المناسب للقادة العرب.
هذه القمة الثالثة التي تعقد في بغداد، وهي الأكثر جدلاً على المستوى الداخلي والخارجي، هنا لا بد من الأخذ في الاعتبار انه لو رجعنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا إن ما حدث في العراق هو اساساً بتمويل ومباركة القادة العرب، بعضهم لفتهم رياح التغيير العربي، وبعضهم ما زال جاثماً على صدور أبناء شعبه، فالحملات العسكرية التي قادتها أمريكا على العراق قد مولت من جميع الدول العربية المجاورة للعرق، مع رفض واضح من الدول غير العربية (تركيا، إيران)، وكذلك الدول العربية غير المجاورة، فبعضها فتح مياهه وقنواته لها والأخر دعم مالي وإعلامي وغير ذلك من الحجج التي ساقوها، فالنظام السياسي الحاكم قبل 2003 ظالم ومستبد ويشكل خطر على المحيط العربي كما يزعمون، ولكن بعد 2003 ما هي حججكم يا قادة العرب؟
لقد تغير النظام في العراق وزال الخطر الذي كان يهدد الجيران وتغير كل شيء كما تريدون، لقد تركتم العراق جميعكم وتركتم الساحة لغيركم، مع إن الجميع في العرق كان يستغيث بكم وعلى جميع المستويات، حكومة وشعب وإفراد، والجميع يتكلم عن حاجة العراق إلى حاضنه عربية ولكن بلا جدوى، واليوم أمسيتم تتباكون على العراق من أمريكا وإيران، وحتى هذا التباكي لشعوركم بالخطر الذي يهدد بلدانكم من هنا أو هناك وليس من اجل العراق وشعبه، واليوم لا بد من وقفه مع النفس فالعراق على مر العصور يمرض ولكن لا يموت، فهو الأعرق جذوراً والأكثر حضوراً في الميدان العربي، وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة، وقمة بغداد الثالثة هي نتيجة طبيعية لدور العراق في المنطقة ولشعوره بالمسؤولية اتجاه البلدان العربية، ونتأمل إن تكون قمة مختلفة عن القمم التي سبقت وان لا تكون قمة ابتسامات ومجاملات ولقاءات غير مثمرة، ومع كل هذه المعاناة التي عاشها سكان مدينة بغداد بسبب التحضيرات للقمة العربية ومن اجل توفير بيئة أمنة وهادئ للقادة العرب، لم يستطيعوا هم تقديمها وتوفيرها لنا منذ سنوات نقول: نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً في بغداد السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها