الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا وماريا وقمة ألعرب ..،،

علاء دهلة قمر

2012 / 3 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ألأستقرار .. ألملاذ ألآمن ..ألحياة ألكريمة .. أمنية كل مواطن في بلده ..بعيدا عن أصوات ألأنفجارات وأخبار ألخطف ومشاكل ألمفخخات وصراعات ألكتل ألسياسية ولعبة ألديمقراطية في وطن باتت أحلام ألفقراء فيه عقيمة ..بينما يزداد صراع ألأستيلاء على ألوزارات ألتي تستحوذ سلطة ألقانون واللعب في ميزانية ألمحرومين وألذين لا حول لهم ولا قوة من مساكين وطني ..في ذات ألوقت قد امتلأت جيوب ألمتقاعدين من أعضاء مجلس ألنواب أو ألمحافظات بما يكفيهم لدهور دون أن يكملوا ألثلاثين من أعمارهم ..والله في عون ألذين ضاعت سني أعمارهم كدحا وبانتظار استلام راتبهم ألتقاعدي ألذي لايكفيهم ثمن صورة أشعة لرئتيهم ألتي أحرقها دخان سكائرهم وعند طبيب ألأشعة.
وحمدا لله ألف مرة ومره ..في دهاليز غربتي ألمره ..وحديثي ينصب هذه ألمره ..عن تلك ألتي تمنيت أن ألتقيها لمره ..فالبسمة لاتفارقها رغم تجاوزها ألعقد ألسابع من عمرها ..بعد أن أمضت نصف عمرها تعمل في سلك الشرطة ..وفي ألبلدية ألتي أقيم فيها ..وما أن أحيلت على ألتقاعد حتى تطوعت للعمل في ألصليب ألأحمر ..لأنها وجدت نفسها في خدمة ألآخرين ..فألجميع يود ألحديث معها أن قابلوها .. رغم انها لم تكن صابئية أو أيزيدية ..ولاسنية ولاشيعية ..وحين يتسع ألمكان بهم .. يشربون ألقهوة ويتلذذون بالبسكويت ألمحشوبألفستق ومن صنع أيديها .. إلاّ أنا أقفُ بعيداً ..أرقب مايدور ، فلم أتعلم لغتهم بعد ..وألتكريم حاضرا عندها في مناسباتهم دائما .. مَن تكن ، وما سر هذهِ ألأنثى ألثخينة ألتي يتجاوز وزنها ألمئة كيلوغرام ...
ذات مرة قلت لنفسي .. بماذا أضرهُم لو كنتُ أنا معهم ..وبدأتُ محاولاتي حتى نجحتُ .. وألتي لم تكلفني ألتوسط عند وزير أو مدير عام ولا حتى عضو برلمان معتدل يحاول أن يمسك ألعصا من منتصفها كي لايغضب رئيس كتلته .. وأخيراً حصلت على ماكنت أريد ..وبأول لقاءجمعنا لم تسألني الى أي حزب منتمي ..أو ماهو ديني .. لكنها قالت ..أنا سعيدة أن ألتقيك وسررت’ لتطوعك للعمل معنا ..وجودك يعني أضافة جديدة الى عملنا .. تبادلنا أطراف ألحديث وشربت ألقهوة هذه ألمرة معهم وتذوقتُ ألبسكويت وقالت لي .. أن ألعالم مهما إتسع فمسافاته قريبة ولابد أن يجمع ألناس شيء مشترك ..وجميل ان نسعى لعمل ألخير لمن هم بأمس ألحاجة أليه ونزرع ألأبتسامة في وجوه ألأطفال ألمحرومين... وأضافت أن ألحديث معك شيق ولدينا ألكثير لنعمله أليوم وأتمنى أن نراك معنا كل أسبوع .. كما أنني أليوم أحس بشبح يلاحقني أينما كنت وهناك شيء ما جاثم على صدري وبأبتسامتها ألعريضة قالت ماذا تسمون ذلك طبقا لعاداتكم؟
على ألفور وددت اجابتها.. إلاّ إنها قالت تمهل .. وخذ وقتك .. ألأسبوع ألقادم سيكون ملتقانا لنتابع أعمالنا ونقدم خدماتنا .. عندها سيكون لديك ألوقت ألكافي للرد على سؤآلي .. وأتمنى قدومك فهناك ألكثير ينتظرنا لنعمله ...
قلت كيف لي ان أتغيب وأنت ستكونين حاضرة .. مرت ألأيام مسرعة ، ولم أشغل فكري بما يدور حول ألأستعدادات وألأمدادات بداعي قمة ألعرب .. ومن سيحضر ..لأنه مامن شيء مهم سيتحقق ..وكعادتهم قادة ألعرب إن حضروا هم أو ممثليهم سوف لايحصل مايطرب اسماعنا .
ومرت ألأيام مسرعة .. وفي موعدي هناك كنت حاضرا.. ألجميع كان حاضرا إلاّ هي .. لم أستطع للوهلة ألأولى أن أسأل عن سبب تأخرها .. وحين ضاق ألأمر بي قلتُ مع إحساسي بأن هناك مايكدر يومي ..على حد علمي أن ماريا قد تأخرت ( ماريا كان أُ’سمها ) .. أطبق ألمكان صمت وقالت لي أحداهن ..هل قرأت هذا ألخبر مشيرة ألى إحدى ألصحف!!
لو لم أكن في منافي ألغربة والصحيفة بلغتهم لقلتُ ان ربيعا عربيا آخر قد حدث أو أن قمة ألعرب قد تأجلت أو كُشف ألنقاب عن سجون مخفية في ألعراق .. أو قد تحولت أوقاف ألصابئة في ألعراق ألى ديوان أحد ألأوقاف ألأخرى .. إلا أن كل من ذلك لم يحدث بل ان ألتي أنتظرها والتي سأجيب على سؤآلها لن تأتي أليوم ولم يكن لنا بعد حين لقاء .. فقد أحست أن منيتها أقتربت .. فحزنت لفراقها دون وداع .. وسأظل اتذكرها لحبها لكل ماهو جميل في هذا ألعالم ..وسأضع وردة في كل مناسبة على قبرها لتذكرني بمن إفتقدتهم ولم أتمكن من وداعهم ..وسيظل سؤآلها يشغل بالي وعليّ أن أجد من يسمع أجابته حتى ولو بعد قمة ألعرب ألتي ستعقد في بغداد .
لماذا ألذين نحبهم لايسعنا وداعهم .. فهم يغادرونا مسرعين وأتمنى أن لا يحدث هذا مع قادة ألعرب أو ممثليهم في قمة ألعرب هذه ألأيام ...فألأيام ألقادمة ينتظرهم ألكثير لعمله وإن إختلفوا أو خسروا بعضهم وان لم يكن لهم لقاء بعد حين ..كما حصل بيني وبين ماريا وآخرون قبلها .. عندها يصعب ألأمر عليهم.. وليعلموا أن ألربيع ألعربي مازال مستمرا ولا أحد يعلم لمن ألدور هذه ألمره أو ماذا ينتظرهم بعد ألقمة إن انتهت...،،،،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انا وماريا والقمة العربية
[email protected] ( 2012 / 3 / 29 - 10:46 )
اعجبني وهذا اقل مايقال في المعاناة والالم والحرمان والتسلط الغير مشروع واغتصاب حقوق الاخرين بالقوة او تحت مسميات حزبية او طائفية او قومية واجتهادات وفتاوي وتشريعات ما انزل عليها من سلطان

اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس