الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الطليعة!

اسحاق الشيخ يعقوب

2012 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الاحزاب السياسية هي الظاهرة الاكثر وعيا في تحريك المجتمع المدني والاخذ بيده الى الطريق الصحيح. وهي تشكل العمود الفقري لهيكلية البنية الاجتماعية المدنية في قيامها بتنشيط وتحريك مؤسسات المجتمع.. وتصحيح مسارها والدفع بها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا في تكريس ارادة الناس في المجتمع وارادة المجتمع في الناس!! والمجتمع اي مجتمع يتكون من تكوينات مادية وبنى فكرية منوطة بمصالح طبقات وفئات وافراد وشرائح وقوى اجتماعية ممثلة في انشطة الاحزاب السياسية ومنظماتها وهيئاتها ومنظومة مؤسسات المجتمع المدني بشكل عام. واذا كانت هذه الاحزاب السياسية من الضرورة بمكان ان تقوم بتحريك وتنشيط مؤسسات المجتمع المدني.. فان وعي هذه الاحزاب يرتقي كلما ارتقى المجتمع المدني. كما ان المجتمع المدني يرتقي كلما ارتقى الوعي النظري والفكري لهذه الاحزاب السياسية. ان طبقات المجتمع وشرائحها وفئاتها الاجتماعية تتباين في مصالحها وفي طبيعة تركيباتها الاجتماعية ونموها التاريخي.. كما تتباين في مهماتها التاريخية عبر انشطتها الحزبية السياسية والاجتماعية والثقافية والتنظيمية ودورها التاريخي في المجتمع! وان المجتمعات تتباين في طرق الانتاج وفي وسائل الانتاج وفي مواد الانتاج.. فهناك من يستولي على ارادة طريقة الانتاج.. وهناك من يملك وسائل الانتاج ومواد الانتاج وضمن هذه البنية الاجتماعية المتباينة في تركيبتها تتباين الطبقات الاجتماعية وشرائحها وفئاتها في المجتمع.. الامر الذي يؤدي بالضرورة التاريخية الى تباين تركيبات ومهمات الاحزاب السياسية ودورها التاريخي في تغيير نمط الطبيعة الاجتماعية التاريخية في المجتمع! فالأفراد من شرائح المجتمع وطبقاته وفئاته يتضافرون ويشكلون احزابهم ارتباطا بهمومهم السياسية في التغيير وضمن ايقاع طليعية حزبية تضاهي طليعية مطامح طبقتها المادية والفكرية! فما هو هذا الدور الطليعي لطبقة طليعية بطبيعة تركيبتها الاجتماعية والتاريخية لهذا الحزب الطليعي: «الماركسي». ولا يمكن الحديث عن حزب طليعي دون ربطه بالوعي الطبقي.. هذا الوعي الطبقي الذي يشكل الخميرة الفكرية والايدلوجية المناهضة للطائفية المذهبية وحزبها الطائفي الديني: اصوليا كان ام سلفيا.. ام اخوانيا ام خمينيا ام وفاقيا.. و لا يمكن الحديث باي حال من الاحوال عن المجتمع المدني وعن الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية ومساواة المرأة والنهوض بالمجتمع بواسطة روابط طائفية أو مذهبية او غزل فكري وايدلوجي وارتباطات لوجستية بجهات طائفية سواء داخل مملكة البحرين او خارجها ممثلا في ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية الايرانية! ولا نذيع سراً ان جهات طائفية مذهبية داخل الوطن وخارجه تدفع بتفسيخ الحزب الطليعي اي حزب طليعي وهدم اركانه الايدلوجية الطبيعية بالوعي الطائفي الذي يشكل في مملكة البحرين هاجسا طاغيا في شق الوحدة الوطنية وفي عمق ايدولوجيتها ممثلا في حزب الطليعية الشاخص ابدا في نظرة وطنية معادية ايدلوجيا للمذهبية والطائفية واحزابها الاسلامية السياسية.. ولم يكن الحزب السياسي الطليعي الماركسي في يوم من الايام ملكا لفرد او جماعة انه حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين.. حزب المجتمع المدني المعادي للطائفية والعرقية والمذهبية والقومية الضيقة والقبلية المتخلفة! ان العضوية الحزبية هي رهن هذا التثليث الحزبي في اقرار برنامج الحزب والانتماء الى انشطة منظماته ودفع الاشتراك.. وهو ما يرتبط بالتكوين الطبقي والحزبي اذ يصبح العضو حرا بإرادة انتمائه الطبقي الطليعي الحزبي.. منتميا مدافعا عن النقاء الايدلوجي الطليعي متصديا للنزعات الطائفية وانتهازية البرجوازية الصغيرة والمحاولات في تفسيخ حزب الطليعة بالعنعنات الطائفية والمذهبية التي يفوح طبيخها في المجتمع وبين صفوف حزب الطليعة! ان التآمر على حزب الطليعة من داخل حزب الطليعة ومن خارج حزب الطليعة.. وحتى الخروج أو الانسحاب من حزب الطليعة يدخل ضمن ايقاع التآمر الطائفي على حزب الطليعة.. وهو ما يعني ترك حزب الطليعة ضحية الاستيلاء الطائفي على مقدراته الوطنية الطليعية. العضو الطليعي الذي يجابه معركة الطائفية في الحزب الطليعي ويذود عن نقاوته الفكرية والايدلوجية.. لا ان يهز كتفيه غير مبال خارج حزب الطليعة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي السياسي
سعيد دلمن ( 2012 / 3 / 29 - 21:59 )
أزمة أو ضعف الوعي السياسي لدى بعض أو عدد كبير من الكوادر في الاحزاب الطلعية أو الماركسية ليست ظاهرة جديدة ، بل تعتبر قديمة ومنذ تأسيس العديد من هذه الاحزاب في الدول العربية بشكل خاص ، فالبحرين ليست بمعزل عن محيطها الإقليمي ، وأن ذلك يرجع إلى طريقة الاعداد والبناء الداخلي لكوادر هذه الاحزاب وكذلك إلى طبيعة التركيبة الطبقية للمجتمع ، فليس من المعقول أن يتحول الماركسي الواعي إلى طائفي متخلف ، فذلك يكشف بكل بساطة مستوى الوعي المتخلف لهذا الكادر ، فاليساري الحقيقي والواعي لن تكنسه مطلقاً رياح الانتهازية أو الطائفية العفنة مهما بلغت درجة قوتها وعنفوانها ، لذا فالوعي السياسي يقرر المسار والنهج العلمي المتجدد بعيداً عن أوهام التخلف والعبودية العابرة ..مع التحية


2 - الوعي-بقية
سعيد دلمن ( 2012 / 3 / 30 - 06:07 )
وأن المعيار الصحيح في اختلاف المثقف اليساري أو الكادر اليساري للحزب الطليعي -الماركسي -عن أعضاء بقية الاحزاب أو الجمعيات السياسية الطائفية أو جماعة مافيا الإسلام السياسي ، يكمن في مستوى وعيه السياسي والتنظيمي والثقافي ومعرفته إطلاعه الجيد على التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات البشرية وكذلك التجارب النضالية للأحزاب الشقيقة في البلدان المجاورة، أما محاولات المافيا الطائفية المحمومة في البحرين للتأثير أو استمالة بعض الكوادر من خطوط اليسار البحريني ،تذكرنا بالأحداث في بداية الثورة الإيرانية والأخطاء الجسيمة والانتحارية التي وقعت فيها بعض من قيادات وكوادر حزب -توده- الإيراني من خلال تجربة ولاية الفقيه الدموية والتي يجب تكون درساً تاريخياً لكل القوى الوطنية والتقدمية في الدول العربية من الوقوع في فخ مافيا الإسلام السياسي

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر