الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدية للشغيلة المغربية في عيدها الأممي

عمر زغاري

2012 / 3 / 29
الحركة العمالية والنقابية


هدية للشغيلة المغربية في عيدها الأممي
عشية الإحتفال بالعيد الأممي للشغيلة العالمية ، وفي ضوء تصاعد حراك الشارع المغربي المشهود اليوم على امتداد جغرافية الوطن ،وبعد سنتين على حدث انعقاد المؤتمر الوطني لأكبر وأعرق مركزية نقابية ، تنتصب اليوم في وجه الإتحاد المغربي للشغل قوى معادية لكل تنزيل نقابي ديمقراطي كفاحي لشعار المؤتمرالوطني العاشرومقرراته القاضية بالوفاء لهوية الاتحاد ومبادئه كأساس للكفاح من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
قوى طالما تربصت بالإتحاد المغربي للشغل عبر مساره الكفاحي ،في محاولة لسلخه من هويته الأصيلة ومبادئه الثابتة في خضم منعطفات غالبا ما شكل احتداد التقاطب السياسي والفرز الطبقي سمتها الأساس وعنوانها الأبرز، وتشحذ اليوم بالمناولة سكاكين غدرها للإنقلاب على الشرعية واجثثات التيار الديمقراطي المكافح، مقابل الحفاظ على ما غنمته من مصالح وامتيازات ريعية،إن لم يكن مقابل إفلاتها من المسائلة والمحاسبة حال تحريك التحقيقات ،حسب ما تناقلته بعض الصحافة والمواقع الإلكترونية ، فيما ورد في تقارير للمفتشية العامة لوزارة المالية والمجلس الأعلى للحسابات وبعض التقارير الدولية، من معطيات تفيد ضلوع بعض المسؤولين في الإتحاد في ملفات فساد وتلاعب بأموال صناديق الشغيلة.
ويكفينا في هذا السياق استحضار تجربة الشهيد عمر بن جلون داخل الاتحاد المغربي للشغل وصراعاته المريرة ضد مهربي كفاحات الشغيلة المغربية وحماة مصالح مستعبديها،وما كابده جراء ذلك على أيدي زبانية البيروقراطية في أقبية "الباب 4 " بميناء الدار البيضاء من اختطاف وتعذيب ، وحتى بعد خروجه لتأسيس نقابة البريد ، لم يضع عمر بن جلون يوما لا مبادئ الإتحاد ولا هويته موضع تساؤل، بل ولم يهادن قط دعاة التعددية والتناسل النقابي على حساب وحدة الطبقة العاملة وحقوقها ومكتسباتها.
وبالفعل فعلى مدار ما يزيد عن نصف قرن، ظل الاتحاد المغربي للشغل متشبثا باستقلالية إطاره النقابي، مناصرا لوحدة الطبقة العاملة ومتصديا لكل محاولة لشق صفوفها وتفييئ مطالبها بدعوى التعددية النقابية أو بخلفية تذييل الحركة النقابية لتوجهات سياسية أو حزبية، بل وظل بؤرة للكفاح الوطني والنضال الاجتماعي وجبهة من جبهات نضال الحركة الوطنية المغربية بمختلف حساسياتها السياسية والحزبية، قبل انفراط عرى تلك الجدلية الحادة بين مكوناتها وانكسار شوكة وحدتها في لجة من الاستقطابات الحزبية والتقاطبات السياسية والإختراقات الخارجية، كما جاء في بعض كتابات مؤرخ الحركة النقابية المغربية الأستاذ ألبير عياش، وكما يدلل عليه وإلى اليوم فيروس الإنقسامية الذي ينهش ولا يزال جسم الحركة النقابية المغربية ،حد أن صار لكل حزب نقابته .
وقد تصدرت هذه الجدلية وثائق المؤتمر العاشر للاتحاد كبوتقة تسطر على أن الاتحاد المغربي للشغل، كقوة اجتماعية أساسية في البلاد، حليف طبيعي لكل «من يتبنى مطالب وقضايا الطبقة العاملة ويحترم استقلال قراراتها ووحدتها النقابية التنظيمية وله مشروع مجتمعي يخدم مصالحها، ويرتكز على العدالة الاجتماعية الضامنة للتوزيع العادل للثروات وعلى مناهضة هيمنة الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة والتسلط الرجعي من أجل انعتاق شعبنا من الاضطهاد والاستغلال وبناء مجتمع ديمقراطي يتمتع فيه كل المواطنات والمواطنين بكافة حقوق الإنسان».
بوتقة شكلت يومها بزخم مشاريع مقرراتها ومهامها المحورية إقرارا علنيا بأن تعزيز التعددية السياسية والحزبية داخل المركزية النقابية صمام أمان لوحدة إطارها ومناعته وقوة دفع قوية لليسار المغربي ومشروعه الديمقراطي الحداثي التقدمي، كما جاء في جملة من القراءات والتحليلات لوثائق ومقررات المؤتمر الوطني العاشر للإتحاد.
فعلى هذا الأساس، ترسم دوائر المواقع الحقيقية لطرفي الصراع الجاري اليوم داخل الإتحاد المغربي للشغل و خطوط تماسها، بين تيار ناضل ويناضل من أجل ولادة جديدة للإتحاد المغربي للشغل كنقابة أصيلة لخدمة الشغيلة المغربية لا لإستخدامها ،في مواجهة شبكة من المرتزقين بالمركزية كأصل تجاري ومن الورثة الحقيقيين لتركة الإنقلابات والتواطؤات القذرة ضد الشرعية والمشروعية منذ "الإطاحة" بالطيب بن بوعزة أول أمين عام شرعي للإتحاد المغربي للشغل في خمسينات القرن الماضي والإنضمام للكونفيدرالية الدولية للنقابات الحرة في مواجهة المعسكر الإشتراكي،إلى تسخير المركزية النقابية لخدمة الرأسمال وذيوله الممتدة داخلها،مرورا بالانعزال عن نضالات الحركة الجماهيرية وتفييئ مطالب الشغيلة وإضعاف وحدة اصطفاف القوى الديمقراطية والتقدمية في بداية السبعينات.
وعليه وحده ، تكتسب مبادئ إستقلالية وديمقراطية وتقدمية الحركة النقابية مضمونها الحقيقي ودلالاتها العميقة في مجرى التقاطعات اليومية بين الكفاحات النقابية المحلية وعمقها الاجتماعي وجبهات النضال النقابي والحركات الاجتماعية المحلية والعالمية المناهضة لعولمة الرأسمال المتوحش والمناضلة من أجل حق الشعوب والأمم غير القابل للتصرف في تقرير مصيرها وتسييد إرادتها في العيش بكرامة وحرية .
لدا فإن رحى الصراع الدائر داخل المركزية النقابية تجد أسها الحقيقي من جهة، في أرضية المرحلة الانتقالية للمركزية النقابية وآفاقها التي أقرها المؤتمر العاشر للإتحاد، ومن جهة ثانية فيما سطرته مقرراته من مهام محورية بغاية شحذ الأدوات التنظيمية للاتحاد وإعادة تأهيل أطره النقابية ودمقرطة حياته الداخلية ونهج الشفافية في تدبير ماليته وتحديث أدوات وآليات اشتغاله في أفق وضع قاطرة الطبقة العاملة على سكة الوحدة النقابية ، وعبر تقويم الانحرافات والدفع بحركة تصحيحية داخل الحركة النقابية تروم لحم وحدة الاصطفاف والتضامن لصيانة الحقوق وتحصين المكتسبات وبناء مغرب الديمقراطية وحقوق الإنسان.
صراع قد يكون فاصلا بين إتحاد جان جوريس بالرباط وإتحاد البورصة بالدار البيضاء، صراع بين من يتشبت بهوية الإتحاد ومبادئه ويخدم مصالح الشغيلة وطموحاتها المشروعة في بناء دولة الحق والقانون العادل وبين من يشهر سلاح التطهير والإستئصال ولحم أبواب المقرات وحل الأجهزة الشرعية في وجه الشرعية والمشروعية الديمقراطية والكفاحية .
وعليه ، وعشية فاتح ماي ، فإن أجمل هدية يمكن تقديمها للشغيلة المغربية في عيدها الأممي ، كما كتب الزميل محمد حفيظ في العدد 103من جريدة " أخبارالحياة "، هو رفع اللافتات التي تطالب بفتح ملفات النقابات بكل أبعاده الديمقراطية والتدبيرية عاليا، إيذانا بالمعارك المفتوحة اليوم والواجب خوضها اليوم وغدا وبدون هوادة ضد لصوص النقابات وحماتهم من مهربي نضالات الشغيلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام طلاب جامعة جورج واشنطن في مخيم داعم لغزة


.. المغرب.. معدلات البطالة تصل لمستويات قياسية




.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا