الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 3 ـ

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2005 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


العراق بين التحرير والاحتلال :
منذ ان حدثت التطورات الاخيرة في العراق والتي نجمت عن الحرب الامريكية البريطانية ضد العراق والتي أدت الى اسقاط النظام الحاكم وانهيار الدولة بأكملها مؤسسات وأجهزة , والعراق ما زال حديث الناس وموضوع نقاشاتهم بخصوص الموقف من القوات الاجنبية الموجودة على اراضيه هل هي قوات تحرير أم قوات احتلال ؟
واننا نود ان نبدي رأينا في هذا الموضوع الذي شغل الناس عراقيين وغير عراقيين وما زال يشغلهم وقد اختلفت الاراء فيه الى درجة كبيرة . لقد عانى الشعب العراقي في خلال العقود الثلاثة المنصرمة من ظلم وبطش شديدين على يد نظام ديكتاتوري شمولي غاية في البطش والارهاب الذي اتبع أقسى الوسائل وابشعها في بسط سلطته وهيمنته على الشعب وعلى مقدراته وتحكم في مصيره وزج به في حروب لا مبرر لها ولا جدوى منها وبالتالي حطم مستقبل أجيال وأجيال من هذا الشعب لا ذنب لهم سوى انهم ينتمون لهذا الوطن العزيز , وبالرغم من المحاولات العديدة التي جرت من الداخل للتخلص من هذا النظام الا أنه لسوء الحظ كان الفشل مصير هذه المحاولات جميعها وكان نتيجة كل فشل المزيد من الدماء التي تسفك والمزيد من الارواح التي تزهق وبطرق بشعة ولم يكن وبوسع الناس الخروج الى الشوارع للتعبير عن معارضتهم ورفضهم لهذا الظلم لانه لم تكن هناك قوانين تحميهم وليس هناك حقوق للانسان حتى فقدوا الناس الامل بنجاح المحاولات من الداخل وأصبح أملهم بمجيء المنقذ من الخارج وكان ذلك تفكيرا صحيحا ومنطقيا , عندما يعجز التغيير من الداخل يصبح الاستعانة بقوى خارجية للتغيير مطلبا معقولا ومنطقيا , اذن أصبحت مصلحة الشعب العراقي الذي كان أسيرا أو رهينة لدى النظام الديكتاتوري السابق أصبحت مصلحته في ان يتحرر من قبضة النظام بأي طريقة من الطرق لان الحرية هي أثمن شيء لدى الانسان , هي أثمن من الخبز ومن الامان , نعم ان الخبز حاجة أساسية للانسان والامان حاجة ضرورية للانسان ولكننا نعتقد ان الحرية هي أعظم وأهم من الخبز ومن الامان لأنه لا قيمة للخبز ولا للامان اللذان يمنحان للانسان مقابل عبوديته , نحن لا نعيش لكي نأكل وانما نأكل لكي نعيش ونحقق انسانيتنا من خلال العمل الصالح وخدمة بني البشر وتحقيق الرفاهية والتقدم والسلام , لا نريد الامان القائم على كتم الافواه والسكوت على الظلم والرضوخ للسجان , ان يكون الانسان حرا فذلك شيء عظيم ومن خلال حرية الانسان يمكن بلوغ الخبز وتحقيق الامان حتى ولو كان ذلك بالجهد والمعاناة والصبر طالما ان كرامة الانسان مصانة , ان من يرضى بالعبودية مقابل الخبز والامان لا قيمة له ولا كرامة . ان مصلحة الشعب العراقي في التخلص من النظام الظالم المستبد قد التقت مع مصلحة الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في التخلص من النظام الديكتاتوري الحاكم في العراق الذي كان يشكل خطرا حقيقيا على السلم والامن في العالم , ومعروف للعراقيين وللعالم الاطماع الشريرة والعدوانية للنظام السابق وسعيه المستمر للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتحديه السافر لقرارات الامم المتحدة , وبعد احداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وما سببته من كارثة انسانية بحق المدنيين الابرياء فان مفهوم الامن أصبح يتعدى الحدود لملاحقة الارهابيين اينما وجدوا , ان ظاهرة الارهاب هي ظاهرة دولية يتطلب التصدي لها مشاركة جميع دول العالم وقد أظهر النظام العراقي السابق سوء نيته وتشفيه بما حدث في تلك الكارثة مما ترك الانطباع بانه سيمد يد العون للارهابيين بالمال والسلاح لمواصلة أعمالهم الارهابية , وبالتالي أصبح هذا النظام خطرا على الامن والسلام العالمي , اذن أصبح من مصلحة الولايات المتحدة اسقاط هذا النظام الشرير حفاظا على أمنها وأمن حلفائها , فاذا كان النظام العراقي والارهاب العالمي الذين يمثلون مجموعة الاشرار قد التقت مصالحهم , فان الشعب العراقي والشعب الامريكي قد التقت مصالحهم في التخلص من الاشرار وبالتالي فان الدعم والمساعدة الامريكية للشعب العراقي للتخلص من نظام صدام الشرير والتي كانت على شكل تدخل عسكري شامل كان شيئا طبيعيا لان الشعب العراقي كان بحاجة لمثل هذه المساعدة والتي لولاها لما استطاع هذا الشعب المغلوب على أمره ان يتخلص من حكامه الجائرون , ان النتيجة التي توصلنا لها ان الشعب العراقي قد تحرر من الظلم والطغيان بفضل المساعدة الامريكية والبريطانية وحلفائهما , هذه حقيقة مؤكدة لا جدال فيها وسوف يأتي زمن وتظهر القيمة الحقيقة لهذه المساعدة عندما يمارس الشعب العراقي الديمقراطية ويتمتع بالحرية التي حرم منها زمنا طويلا وسوف يتذكرالعراقيون ان هناك رجال جاءوا من وراء البحار والمحيطات لكي يمنحوهم هذه الحرية التي حرموا منها وسوف يتذكرون بتقدير عالي كل الذين ساهموا وضحوا بحياتهم في سبيل تحريرهم من عبودية الحاكم لكي يعيشوا أحرار في بلدهم , اننا واثقون من ان الوجود الحالي للقوات الاجنبية في العراق هو وجود مؤقت مرتبط باستتباب الامن والقضاء على الارهابيين الذين دخلوا العراق من الدول المجاورة وعندما تصبح الحكومة العراقية في العهد الجديد قادرة على السيطرة على الاوضاع في الداخل والسيطرة على حدودها عندها يصبح وجود القوات الاجنبية لا مبرر له , ونحن واثقون ثقة كاملة بان هذه القوات لا مصلحة لها في البقاء وانها ترغب في المغادرة في أسرع وقت ممكن ولكنها لا تستطيع حاليا لانها تتحمل مسؤولية دولية في عدم ترك البلد مرتعا للارهابيين الى ان تصبح الحكومة العراقية الجديدة قادرة على التصدي للارهابين القادمين من خارج الحدود . وهذا ما يجعلنا نؤمن بان القوات الاجنبية التي دخلت العراق هي قوات تحرير وليس قوات احتلال , ولكن متى تتحول هذه القوات الى قوات احتلال ؟ الجواب هو عندما يستتب الامن في البلاد ويحدث الاستقرار بوجود حكومة قوية قادرة على بسط سيطرتها على مساحة البلد واحكام السيطرة على الحدود لمنع تسلل الارهابيين الى الداخل حينئذ يصبح وجود هذه القوات لا مبرر له وعندها يطلب منها مغادرة البلد مشكورة على المساعدة الكبيرة والقيمة التي قدمتها لبلدنا ولشعبنا , وفي حالة عدم المغادرة حينئذ تصبح هذه القوات قوات احتلال ويتوجب مقاومتها بكافة اشكال المقاومة , ونحن بدورنا نؤكد مرة ثانية ثقتنا الكاملة برغبة هذه القوات في المغادرة بأسرع ما يمكن ولكن في الوقت الحاضر ليس من مصلحة الشعب العراقي ان تغادر هذه القوات لان أتباع النظام السابق والارهابيين الاجانب الذين ما يزالون موجودين في الداخل سوف يحيلون هذه الحرية التي نالها العراق الى دمار وخراب وفوضى شاملة , ومن هذا المنطلق يتوجب على الشعب العراقي ان يتقبل وجود هذه القوات على أرضه لمصلحته لفترة مؤقته , ان من حق العراقيين ان يعبروا عن رفضهم لوجود هذه القوات ولكن بطرق سلمية ( مظاهرات سلمية , ملصقات جدارية , .....ألخ ) وليس بالاساليب المتبعة حاليا من قبل الارهابيين الذين سببوا الاذى والضرر للشعب العراقي أكثر مما سببوه للقوات الاجنبية , نحن نرفض الاعمال الارهابية من تفجيرات وأغتيالات وسيارات مفخخة وغيرها من أعمال العنف المسلح نرفضها رفضا قاطعا ونعتبرها ضد مصلحة الشعب العراقي , علينا ان نتقبل وجود هذه القوات في بلدنا ونعتبرهم أصدقائنا جاءوا لمساعدتنا وهم ضيوف عندنا حاليا لحين انتهاء مهمتهم , وعلينا ان لا ننسى ان نمنحهم الافضلية في تعاملاتنا التجارية في المستقبل لانهم أحق من غيرهم ( من يمد لك يد العون في ايام محنتك لا تنساه في ايام رخائك ) هذا هو الواجب ردا للجميل , وفي هذه الايام التي يتهيء الشعب العراقي لانتخابات الجمعية الوطنية فاننا ندعو جميع اطياف الشعب العراقي بمختلف قومياته واديانه وطوائفه الى المساهمة في هذه الانتخابات لكي يمارسوا حقهم الذي حرموا منه زمنا طويلا ولكي يعبروا عن ارادتهم في اختيار حكومتهم وتقرير مستقبلهم ومصيرهم بعد ان كان النظام البائد هو الذي يقرر ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط