الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الارض: لا دمع للبكاء ولا ابتسامات للسخرية في قلب الهم الفلسطيني

خالد عبد القادر احمد

2012 / 3 / 29
القضية الفلسطينية



الجديد في فعليات الاحتجاج الفلسطيني انها تاتي في مواجهة سياسات الاحلال والتطهير العرقية الصهيونية ضد الوجود والمواطنة الفلسطينية في موقعين هما النقب داخل الخط الاخضر والقدس خارجه, فالى ماذا تشير السياسات العنصرية الصهيونية, و ما هي العبر التي على الفلسطينيين استخلاصها من ذلك, وكيف تتقاطع هذه القضايا مع الارضية السياسية الراهنة للتجاذبات الفلسطينية والصهيونية؟
من الواضح ان القناعات الصهيونية كانت دائما ولا تزال ترى وتصور القضية الفلسطينية على انها ملفا من ملفات صراع التحرر القومي اليهودي من حالة العدوان والتوسع التاريخية الاستعمارية العربية الاسلامية في المنطقة, والتي كان من نتائجها هدر وهضم الحق القومي اليهودي التاريخي في فلسطين,
ان القيادة الصهيونية من موقع اطلاعها على طموحات مراكز القوى الاستعمارية في المنطقة, علمت وتعلم ان هذا التصوير الصهيوني للقضية الفلسطينية, يجد الصدى المناسب لطموحات هذه المراكز ومصالحها السياسية والاقتصادية, خاصة انها طرحت نفسها كحليف لها وامين على مصالحها في المنطقة, لذلك لم يكن غريبا ان تتوافق مواقف مراكز الاستعمار العالمي جميعا على العمل على قيام الكيان الصهيوني والاعتراف به, وتقويته والتاكيد على حقه في البقاء وضمان امنه,
ولم يكن غريبا ان تدرك قيادة الكيان اهمية وجوده وبقاءه وتفوقه لاستمرار تحقق طموحات الاستعمار العالمي وضمان امنها ومصالحها في المنطقة, مما عمل على شروط تعزيز الاتجاه اليميني فيه, وهو يمين جوهر منهجيته لا يماثل جوهر منهجية الاتجاهات اليمينية في المجتمعات القومية الطبيعية, فيمين تلك المجتمعات يعزز قبضته ورجعيته على طبقات نفس المجتمع القومي, اما اليمين الصهيوني فيعززها على حساب ذات الوجود القومي الفلسطيني بصورة عامة واساسية, ومسار خصوصية تعززه هي سياسة ومنهجية الحلول القومي.
ان المناورة في مرحلة ( بمعنى تجزئة ) التعامل مع الوجود الفلسطيني في الكيان الصهيوني, لم يكن يقف يوما على ارض وجود قناعة صهيونية بالمباديء والمفاهيم الانسانية للسلام والعيش المشترك, بل كان دائما استجابة للشروط والظروف الصهيونية العالمية والمحلية في القدرة على المناورة, تبعا لموازين القوى في الصراع العالمي وتبعا لخلل ميزان القوى المحلي, دون اخفاء منها لنواياها العدوانية التوسعية والتي تتجه الى التحلل من واجبات الاستجابة لرغبات واهواء مراكز الاستعمار العالمي والاستقلال السياسي والاقتصادي والامني عنها, ليصبح بذاته احد هذه المراكز العالمية,
لكن الغريب وتحت وطأة تخلف رؤيا الفكر والتفكير العرقي العروبي الاسلامي ان نجد الطرف الفلسطيني غير مدرك لخصوصية واستقلالية ذاته ومصالحه القومية عن تعددية الذات والمصالح القومية في المنطقة, الى درجة وحدت بين خطابه الثقافي مع الخطاب الثقافي الصهيوني, القائم على انكار وجود واستقلال الذات الفلسطينية واستبدالها بالذات العروبية الاسلامية, بل ان الطرف الفلسطيني اعتمد المناورة والتاكتيك الثقافي والسياسي العروبي الاسلامي منهجا للمناورة والتاكتيك حيال الصراع مع الكيان الصهيوني, بدءا من الحديث عن الهوية العربية الاسلامية وانتهاءا بمقولة العيش المشترك. بدلا من اكتشاف واعتماد تاكتيك وطني فلسطيني مستقل,
ان المقولات الصهيونية عن السلام والعيش المشترك لم تكن سوى مناورات ثقافية اعلامية هدفها تعميق الخلل الفكري للمنهجية الثقافية الفلسطينية مرفوعا الى مستوى اوهام في القيادة السياسية, وكان ايضا مناورة ظرفية صهيونية تتعلق بمرحلة التخلص من الوجود الفلسطيني والحلول محله,
اما على الصعيد الفلسطيني فكانت تعكس قناعات ايديولوجية راسخة منطلقها الثقافة العربية الاسلامية في امكانية التعايش مع الكيان الصهيوني كمدخل من مداخل تسوية الصراع معه, وهنا نجد مثالا على ذلك, فارق منهجية تعامل الكيان الصهيوني مع اتفاقيات اوسلو عن منهجية التعامل الفلسطيني معها,
ففي حين شكلت اتفاقيات اوسلو بالنسبة للكيان الصهيوني فرصة تاريخية للهبوط بالقضية الفلسطينية من مستواها السياسي الى المستوى الانساني, والعمل على ان تصب نتائجها لصالح تعزيز خلل موازين القوى مع الطرف الفلسطيني وكملف من ملفات تعزيز مواقعه في الصراع العالمي , من خلال تعزيز قدرته على مساومة مراكز القوة العالمية, نجد ان المنهجية الفلسطينية اتجهت بهذا الصدد الى التنازل عن موقعها المهم في الصراع العالمي وقبلت ان تكون احد مشكلات التشكل القومي الصهيوني اليهودي, وتنازلت ايضا حتى عن مستوى استقلال قرارها النسبي عن القرار الاقليمي الذي كان قد حققه سابقا الانجاز الوطني الفلسطيني خلال مرحلة الثورة والكفاح المسلح, وكل ذلك يعود الى بنية تراكم من اخطاء المناورة والتاكتيك السياسي الفلسطيني الذي تاسس على عدم حسم تعريف الذات والمصالح,
هنا لا بد من توجيه الشكر للمنهجية السياسية العدوانية الصهيونية التي تعري وتفضح خلل المناورة القيادية الفلسطينية فتعيد توحيد قضية النقب مع قضية القدس كتعبير عن وحدة القضية الفلسطينية في حين تصر القيادة الفلسططينية بتمسكها باتفاقيات اوسلو ومنهجية التفاوض واسلوب المقاومة السلمية على الفصل بينها, في حين تصر الصهيونية عبر منهجية الاحلال والاستيطان على جانبي الخط الاخضر على توحيد مصيرها,
من المضحك المبكي هنا ان في مقابل هذا التوحيد الصهيوني للقضية الفلسطينية نجد قيادات من داخل الخط الاخضر ( زحالقة ) ينتقد التوافق الذي يجيء به تاريخ 30 اذار ( يوم الارض ) من توحيد لقضايا ( عرب ) داخل الخط الاخضر عن قضايا باقي الشعب الفلسطيني, لانه يضعف فرصة فضح المحاولات الصهيونية لطمس ( الهوية العربية الاسلامية ) لفلسطيني الارض الفلسطينية المحتلة عام 1948م, غير انه لم يبقى دمع للبكاء ولا ابتسامات للسخرية في قلب الهم الفلسطيني.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ