الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة

سمير عادل

2012 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتوقع المالكي عندما ادخل بغداد قبل اسبوع من موعد القمة العربية المزمع انعقادها في 29 اذار في فوضى مرورية ونفير عام الى جانب بذخ مالي حيث انفق اكثر من مليار و200 مليون دولار وفوضى امنية على مستوى العراق بدعم رفاقه في العملية السياسية المرتبطين بأجندات اقليمية، لم يتوقع ان يتحول اجتماع القمة العربية الى اجتماع القاعدة العربية، اذ بدلا من ان يحضرها روؤساء وملوك العرب، حضر بدلا عن اغلبهم موظفين من الدرجة الثالثة او الرابعة في السلك الدبلوماسي. وبهذا تحول مؤتمر القمة العربية ولاول مرة في تأريخ مؤتمرات القمم العربية الى مؤتمر للقاعدة العربية. وهذا يفسر تواضع العراق كحكومة اكثر من ان يفسر محاولة لابقاء العراق معزولا عن محيطة (العربي)!

ان الجماهير الموجودة في البلدان الموصوفة بالعربية تدرك بشكل جيد ان الجامعة العربية ومؤتمرات قممها ليس اكثر من ديكورات ومراسيمات شكلية تعبر عن نفاق الانظمة والحكومات التي هي اعضاء في الجامعة العربية. ومثلما جماهير تلك البلدان انتفضت ضد انظمتها لانها فاسدة، فالجامعة العربية هي وليدة هذه الانظمة الفاسدة والتي اي الجامعة العربية لم تكن على الاقل منذ عام 1990 اي منذ احتلال العراق للكويت اكثر من اداة طيعة لتمرير السياسة الامريكية واضفاء الشرعية عليها في المنطقة.
حكومة المالكي ارادات ان تكون جزء من مهرجانات الجامعة العربية التي تقام كل سنة في بلد (عربي) وخاصة يقام مهرجان هذا العام في بغداد ولاول مرة بعد انتهاء الاحتلال والانسحاب الامريكي من العراق. فهي ارادت تحقيق شيئين الاول محاولة لنزع الثوب الطائفي عنها، اذ تعتبر الجامعة العربية ومؤتمراتها مؤسسة للانظمة والحكومات القومية العربية. والثاني كسر عزلتها العربية والاقليمية. وفي الحقيقة لم تحقق اي شيء من هذين النقطتين سوى عزلها بشكل اكبر من خلال تحويل مؤتمر القمة الى مؤتمر القاعدة.
وعلى الصعيد المحلي، اراد المالكي تسجيل اختراقا جديدا وهو تسويق سياسته الخارجية داخليا، بعد ان فشلت اختراقاته السابقة على الصعيد الامني حيث تباهى لمدة اكثر من عامين انه بطل الامن القومي في العراق بدل من بطل التحرير، اذ ادعى انه قضى على عصابات جيش المهدي والقاعدة واحل الامن في العراق. لكن سرعان ما تراجع رصيده الامني منذ تفجيرات وزارتي الخارجية والعدل في اب 2009 ..واصبحت لايام بغداد وايام العراق تسميات جديدة مثل السبت الدامي والاحد الدامي والاربعاء الدامي والخميس الدامي واخيرا وليس اخرا وقبل اسبوع تكرر ثلاثاء الدامي. ولو ادرك ملوك وروؤساء العرب بأنهم اعزاء على قلب حكومة المالكي اكثر من معزتهم من المواطنيين العراقيين، لحضروا المؤتمر، وانها تخاف على امنهم اكثر من خوفها على امن وسلامة العراقيين، حيث استنفرت اكثر من 100 الف عنصر امني لحماية الوفود العربية الى جانب حملة مداهمات واعتقالات واسعة في العديد من المناطق كضربة وقائية او استباقية، وادخال بغداد في فوضى مرورية لم تشهدها من قبل. وقد ارتفعت اسعار المواد الغذائية الى ثلاثة اضعاف بسبب منع دخول الشاحنات الى بغداد مما دفع الاف المؤلفة من اهالي بغداد ترك مناطقهم والذهاب الى محافظات اخرى حتى انتهاء مؤتمر (النقمة) التي لم تجلب لهم هذه المؤتمرات ولاكثر من عقدين من الزمن سوى شرعنة الحصار الاقتصادي والحربين الخليج الثانية والثالثة واحتلال العراق.
واخيرا ان المهزلة لا تكمن في مؤتمرات القمة العربية ونتائجها فحسب بل تكمن ايضا في مكان انعقاد القمة الاخيرة، فأية نتائج ستتمخض عن مؤتمر يعقد في بلد يغرق في مستنقع الفوضى السياسية والامنية، بلد يتصدر المراكز المتقدمة في الفساد العالمي وانتهاكات حقوق الانسان وفقر مدقع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك