الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق «دستور مسروق»

محمد منير

2012 / 3 / 29
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال.. فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر «مسروق» على ما يراه «مكتوب».


جلست على الطبلية أحضر وليمة غير متكررة للعيال وأمهم، ليفطروا بها كنوع من المفاجآت السعيدة والترفيه عنهم، فأحضرت بجنيه فول وطحينة وقطّعت عليهم بصلاية بالشطة، وروقت طبق فول من النوع الذى يشتهيه الحساد، وبينما أنا أجتهد فى إعداد الوليمة خبط الباب، وفورا أخفيت الطبلية بالوليمة تحت السرير، وفتحت الباب، فوجدت مفاجأة أكبر من وليمتى.. الشيخ هادى جلاب الديب بتاع الجماعة، ومأمور المركز، والصول بلال!!!.
بعد تجاوز صدمة الهلع الأولى، دخل الشيخ هادى وصحبته وجلس متربعاً على الأرض، وقال «وحشتنا يابوالمساريق.. إيه مش حضيفنا؟» لم أجد بدا من سحب الطبلية ووضعها أمام الشيخ هادى متمنياً من الله أن ينتهى هو وصحبته من الفطار بسرعة حتى أفهم سر زيارتهم.
وكأن باب السماء مفتوح لأمنيتى فاستجاب الله لها، ولم يستغرق الفطار سوى 3 دقائق، التهم خلالها الشيخ هادى كل طبق الفول فى لقمة واحدة تحت ستار من زغرات الصول بلال وهمهماته.
ما علينا.. تجشأ الشيخ هادى، وبدأ حواره: «إيه يا مسروق مش عاوز تكمل دورك الوطنى؟»، رديت: «طبعاً»، فاستكمل «شوف يابوالمساريق إحنا محتاجينك فى اللجنة التأسيسية للدستور لتعبر عن فئات الشعب الكادحة»، رديت «دستور!»، وفى هذه اللحظة دخلت قدرى وهى تحمل صينية الشاى، وما إن سمعت كلمة دستور حتى ألقت بصينية الشاى وصرخت «داستور آخرتها حتحضر الأسياد يا مسروق» وخرجت من الحجرة جرى، وهى تقول: «ابقى تعالى خدنى من بيت أبويا»، حاول الشيخ هادى منعها فاعترضته قائلا: «سيبها حترجع بعد نص ساعة، أصل أبوها غضبان عند أمه».
استكمل الشيخ هادى كلامه: «شوف يا مسروق حتكون معانا فى اللجنة التأسيسية وحندخلك بمعرفتنا عشان نعمل دستور مصر» سألته: «ومين اللى يدخلنى؟»، رد: «مالكش دعوة إحنا منظمين كل حاجة مع المشرف العام الصحفى مرتضى بدرى»، رديت: «بس ده بتاع النظام اللى غار»، رد الشيخ هادى بضيق: «يا سيدى ماهى دى الخبرة اللى إحنا محتاجينها اهمد بقى»، فسألته «وياترى حقول فى الدستور مشاكل الناس واللى هى عاوزاه؟»، زغر ليا بقرف وقال: «لأ.. حتقول اللى إحنا عاوزينه»، سألته: «وإيه هو؟»، رد بملل: «نظام ديمقراطى يا مسروق»، سألته: «أمال إحنا نظام إيه؟» رد: «إحنا نظام رئاسى، الرئيس فيه هو اللى بيعين الوزراء، وإحنا عاوزين نظام ديمقراطى عشان نعين إحنا الوزراء وناخد الوزارة ونجلب الخير لمصر» رديت بتحد: «ماهو الريس اللى بيعين الوزراء منتخب برضه»، رد بانفعال: «يا أخى إحنا ضامنين كراسى البرلمان دلوقت لما نبقى نضمن كرسى الرئيس نرجعه رئاسى، والدستور فى إيدينا ومرتضى بدرى وانت واللى زيك مش حيموتوا.. عاوزينها نظام ديمقراطى زى أمريكا يا مسروق». رديت: «بس أمريكا نظام رئاسى». انفعل الشيخ هادى وميل على المأمور وهمس فى أذنه: «الظاهر أنه بيفهم مش حينفع». رد المأمور: «ما تخفش دى لطشة هوا وحتعدى أنا عارفه كويس». وقام المأمور وقال: «من الآخر يا مسروق مطلوب منك تروح مع الشيخ هادى وتعمل اللى هو عايزه».
فى المساء وبعد الانتهاء من اختيار المية الـتأسيسيين وأنا منهم ثارت مشكلة وانسحب عدد كبير من الذين تم اختيارهم وكانوا بيقولوا كلام عجبنى حوالين السيطرة والهيمنة والاحتكار السياسى، وإن كنت مافهمتهوش كله، لكنى انسحبت معاهم احتجاجاً على اللى هما بيحتجوا عليه.
وأثناء خروجى، اختطفتنى سيارة وأخذتنى فى رحلة طويلة فى نهايتها وجدت نفسى وسط حفلة ضرب بقيادة الصول بلال الذى كان يصرخ «طول عمرك كومبارس يابن الكلب، جاى دلوقت تنسحب وعاوز تعمل نفسك فتى الشاشة الأول.. غبى»، وأمامه كان يجلس الشيخ هادى الديب يسبح وقال لى: «بدون قسم يا مسروق أنت لبست نفسك الخازوق.. ربنا يهديك». قلت: «قضا أحسن قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07