الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة بغداد.... ما خفي كان قمة!

حسين عدنان هادي

2012 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ليس بالغريب ولا العجيب ان تطل بغداد مرة اخرى وهي في ليلة تبزغ متلألئة بالنجوم اضيفت الى لياليها الالف باحتضان اشقائها العرب وهي تكلل ذلك من الوهلة الاولى بالنجاح الكبير بعدما تميزت بالإثــارة السياسيــــة، في توقيتها وتفاعلها ومكانها وزمانها وقضاياها التي ستناقشها في ظل الربيع العربي ومع وجوه ربيعية جديدة تحت قمة التعارف قمة بغداد السلام .
وبعد ان عقدت القمة الاولى في بغداد السلام وكان ذلك في عام 1978 تحت شعار (كامب ديفيد)، وفيها كان الانشقاق العربي مع توتر وفتور العلاقات بين دول الاعضاء في مواجهة اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، التي عقدها انور السادات والتي أدت إلى مقتل السادات، وتسلم حسني مبارك الحكم في الجمهورية المصرية لثلاثة عقود, جاءت القمة الثانية, التي لا تخلو من الاثارة والحماس التي شهدت اكبر انشقاق عربي في تاريخ العرب على اثر غزو صدام حسين الهستيري للكويت التي كانت ضحية سياسته العنجهيه الهوجاء وذلك في عام 1990, وجاءت قمة بغداد الثالثة (2012) في ظل اجواء مشحونة ومكهربة على الصعيدين الداخلي والخارجي اضافة الى شعور السياسي للدول العربية المتوجس خيفة من عقد قمة عربية في بغداد بسبب انفلات الوضع الأمني وتصاعد أعمال العنف منذ إعلان انسحاب القوات الأمريكية اضافة الى تصريحات البارزاني المتشنجة والاستقلال الكردي، وقضية الهاشمي.
وهنا دخل العراق مرحلة جديدة في حرية التعبير والمعارضة والاختيار والنقد فحاول العراق غير مرة ان يعود الى موقعه الفعال والريادي في العالم العربي لكن محاولاته لم تشهد النور إلا بعد اربعة اشهر من الانسحاب الأمريكي عن طريق تبني بغداد لعقد القمة العربية فيا ترى ماذا ستكون نتائج القمة العربية وماذا سيرعى العراق من قرارات ؟, نعم ان جدول اعمال القمة سيكون متخوما بالقضايا والمسائل الحيوية منها والمزمنة , فاعتقد ان الازمة السورية ستتصدر القضايا وتأخذ حصة الاسد من جدول اعمالها, اضافة الى القضية القديمة الحديثة الحيوية والمزمنة القضية الفلسطينية التي ستأخذ قدرا لا بأس به من جدول اعمال القمة, اضافة الى تناول القضية الابرز والاهم بالنسبة للعراق هي قضية الارهاب وخاصة الارهاب الدولي بكافة اشكاله وصوره وهنالك نقاط ومواضيع اخرى ستناقش وهي مهمة وهي اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية او الدمار الشامل عدا اسرائيل فالقمة على حد علمي عربية وليست شرق اوسطية فالمقصود من وراء هذه النقطة تقويض وتسقيم برنامج ايران النووي, اضافة الى النقطة المهمة وهي انشاء البرلمان العربي على غرار البرلمان الاوربي وقضية المشاكل السياسية في الصومال اضافة الى المشاكل السياسية في اليمن, مع التأكيد على التعاون العربي المشترك في الامن والاقتصاد وهنالك ومواضيع مهمة وحيوية سوف تضع على الرف منها القضية البحرينية التي تعتبر من اهم القضايا العربية لكن الحقيقة ان دول مجلس التعاون الخليجي اشترطت على الامين العام للجامعة العربية عدم ادراج وزج القضية البحرينية في جدول اعمال القمة مقابل حضورها في القمة مع المطالبة بالتركيز على الازمة السورية والتشديد عليها وبذلك تكون القمة العربية في بغداد ورقة ضاغطة على النظام السوري, اضافة الى تقليص دور ايران في الشرق الاوسط من خلال تقويض برنامجه النووي وكل ذلك يخدم مصالح اسرائيل في الشرق الاوسط بالدرجة الاساس .
في النهاية قد يصفني البعض بالمتناقض لكوني في البداية قد مجدت القمة وقلت بانها ناجحة وناجعة ومن ثم عدت وقلت انها ليست موضوعية لكونها لن تأخذ القضايا العربية بشكل عام , وهذا شيء طبيعي لكوني عراقيا اولا وافتخر لكون القمة ستعيد العراق الى حاضنة الدول العربية وفق العلاقات الدبلوماسية واسترجاع مكانه الطبيعي المؤثر في الشرق الاوسط ,ومن ثم فاني لست مع قرارات الدول العربية في شأن القضية السورية, ومن هنا فقد امتزجت الفرحة العراقية بالحزن والبؤس السوري الغائب في مؤتمر القمة.
كتبت هذه المقالة في يوم الثلاثاء الموافق 27/3/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة