الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب من اجل الحرية

حسين عدنان هادي

2012 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


نعم اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا على ما شاهدته من أعمال بطولية دراماتيكية من قبل الشباب العربي بعد ما علا صراخه وزعيقه من اجل حريته التي سلبوها منه لعقود طويلة, وبعد ما قال الشعب كلمة الفصل للحكام الطغاة (الشعب يريد اسقاط النظام) وبالفعل تحقق ما كان يصبو اليه.! لكن السؤال المزعج الذي يطرح نفسه هنا, هل الشعوب العربية قادرة بعد ان تسنى لها الحكم وتربعت عليه ان تمارس الديمقراطية والحرية بشكل صحيح التي كافحت وناضلت وبذلت الغالي والنفيس من اجلها, أم انها ستعجز عن ممارسة هذا المفهوم العملاق وبتالي تذهب جهود كل من قام بالتهيؤ لها ادراج الرياح؟
من هذا المنطلق اقول تشابك وتصارع الكثير من الكتاب حول مسألة شرعية الثورة وهل كانت ثورة ام انقلاب ام تمرد ام....الخ لن اخوض في هذا الغمار بل سأتحدث عن الوجوه الجديدة التي بدأت تعزف على اوتار السياسة بسمفونية اسلامية , هل سترسخ مبادئ الحرية والديمقراطية هل تقبل الرأي الاخر؟؟ من هنا اقول ان الثورة ولدت من رحم المعاناة والفقر والحرمان لهذه الدول وبعد ولادة عسيرة تمكنت من ان تلد انظمة على الرغم من ركتها وضعفها لكنها تطمح لبناء الدولة الديمقراطية ولهذه الثورات خصوصية واهمية كبيرة تكمن اهميتها بأسقاط العتاة من حكام الانظمة الفاسدة, لكن السؤال المزعج الاخر الذي يفرض نفسه هنا هل ان هذه الثورة قادرة على ان تنحت صورة جديدة لأنسان جديد كما فعلت ثورات العالم الغربي بل انها اهتمت بالمظهر دون الجوهر وبالقشور دون اللباب؟, فالإجابة لازالت مبكرة فنجد ان هذه الثورات قاطبة قد غيرت هرم السلطة دون تغيير القاعدة التي تعتبر المحك الرئيسي لعملية الاصلاح والتغيير التي انتفضت وثارت من اجله, لكن مازال الوقت مناسبا ومبكرا وفي بداية المخاض ان تبدء بداية حقيقة مرتكزة على قبول الاخر وحرية الرأي والتأسيس لدولة ديمقراطية بالمعنى والمضمون.
من البديهي ان كل تغيير يحصل في أي مجال يواجه مشاكل وعقبات امامه لكن كلما كان ذلك التغيير مستندا على فلسفة وحكمة التغيير ستتقلص المشاكل وتزول العقبات, ان ما حصل ويحصل في الدول العربية اليوم هو عملية تهيؤ وتحول ديمقراطي وليس المباشرة الفعلية للديمقراطية فالثورة ليست عصى سحرية تنقل من الحكم الديكتاتوري فاسد الى الحكم الديمقراطي متكامل, اذن فنحن الان في صدد بناء الدول العربية بناءآ ديمقراطيا مؤسساتيا تكنوقراطيا , فالسؤال الاكثر اهمية كيف تتم عملية البناء الدول العربية بناءا ديمقراطيا؟, ان اول ما تستند اليه عملية البناء هي روح الانسان ذاته فمتى ان يكون الانسان متهيئا روحيا وجسديا للديمقراطية التي ترتكز على روح التسامح والقبول بالآخر وعملية التنافس لا الصراع فنحن نكون في مأمن من دكتاتورية جديدة أخطبوطيه ذرائعية متعددة الاذرع ونضع حجر الارتكاز لبناء الدولة العصرية . واما الطريق الثاني لبناء الدولة الديمقراطية تضمين النقطة الاولى في اطار دستوري يضمن ذلك وتقنين وتشذيب هذا الدستور من النقاط الخلافية بين الاطراف المتنافسة والعمل بكل قوة على اعطاء القانون قوة عليا لا متناهية, اضافة الى ذلك لا يخفى على احد ان هنالك تدخل كبير في شؤون الدول العربية تعمل بكل قوة على اثارة الصراعات والنزاعات في داخل هذه الدول وترويض الثورة واهدافها والحكومة المتمخضة عنها لصالحها لكي تكون بمأمن من الاسلام الثوري الصاعد واسرائيل تتصدر هذه الدول, فان ترك الخلافات والصراعات سيشكل مرتكزا اخر في بناء هذه الدول.
بات من شبه المؤكد أنّ الخارطة السياسية الجديدة للعالم العربي مقبلة على متغيّرات كبيرة من شأنها إعادة ترتيب هيكلية ومنظومة الشعوب العربية، وطبيعة اهتماماتها. وأنّ هذه المتغيّرات ستحتاج إلى فترة زمنية حتى تكتسب هوية مستقرة، من خلال دساتير جديدة تصوغها مجالس تأسيسية منتخبة، بما يعني أنّ هناك مخاطر حصول قلاقل وتوترات واحتدامات في المرحلة التمهيدية والتحضيرية للديمقراطية، كما هو حال كل الدول التي انتقلت من الحكم التعسفي الغاصب إلى الديمقراطية الحقة الحاضنة لكل المكونات مما يستوجب الحذر من تدفق المتربصين بالتغيير، الذين يحاولون ركوب موجته وامتطاء شعاراته، وفي رأس كل منهم أهداف وأحلام شتى من وحي ما قبل التغيير.
ان من الطبيعة الغريزية لأنسان مهما كان او يكون يتوق إلى الحرية فهي جزء أساسي من تكوينه النفسي والاجتماعي، لذا فإنه لا محالة من أن تعم الحرية الأرض العربية وستبزغ سماؤها المتلألئة بأشعة الإرادة الشعبية بالحرية والكرامة, وهكذا نجد أنّ الشعوب العربية الآن، من خلال دروس ثورتها الجديدة، لم تعد تقبل بترقيع واقع الاستبداد أو تجميله, وانما نجدها تكافح وتكابح في بناء معالم الحرية ديمقراطية حقيقية إنّ الثورة العربية الجديدة أنهت حقبة سلطات الحكم الفردي الغاشم، ودشنت بداية عصر المواطنة والمواطنين، ولبست ثوب الديمقراطية ناقلة السلطة من الدول الفاشستية البالية والعاتية إلى المجتمعات المدنية العربية للمرة الأولى في التاريخ. فيا لها من صحوة عربية تجتاح هذا الوطن الكبير، كأن الأمة صارت رجلاً واحداً استفاق من سباته الطويل، واكتشف حكامها فجأة أنّ لديهم شعوباً حقاً لا رعايا يحكمونهم بالخوف والبطش والاستبداد، تريد بهذه الثورة الشاملة تقويم تاريخها وتغيير مسارها بسلاح إرادتها.
وقالها العرب...........من اجل حريتي انتفض واموت من اجلها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة