الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برنامج حكومة علاوي الانتخابي : لا وقود، ولا كهرباء ..لا بطاقة تموينية، ولا اعتراضات.. ومن لا يرض، فيعالج بالرصاص

سمير عادل

2005 / 1 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في جميع بلدان العالم، عندما يدخل الحزب الحاكم في المعارك الانتخابية، يحاول تقديم برامج اقتصادية وسياسية واجتماعية لها اكثر قدرة لمنافسة القوى السياسية الاخرى لكسب المواطنين الناخبين من اجل اعادة انتخابه. اما في عراق ما بعد "التحرير"، عراق بزوغ فجرالديمقراطية الامريكية عليه، فأن الحزب الحاكم يحاول قدر الامكان البرهان على فشله الذريع بأنه غير مؤهل للقيام بالحد الادنى من مسؤولياته تجاه المجتمع والمواطن. ان ميزة الفشل هي العنوان الرئيسي للبرنامج الانتخابي لهذه الحكومة وهي نقطة القوة بالنسبة لها لمنافسة بقية الاطراف في انتخابات نهاية كانون الثاني.
اذا كان نظام بكر-صدام البعثي الذي اشتهر بأفتعال ازمة البيض والصحون والاقمشة والسيكاير في عقد السبعينات... وثم الغاز والنفط في عهده الاخير في الاسواق، وتحويلها الى الهموم والمشاغل الرئيسية للمواطن للحيلولة دون التفكير في الاوضاع السياسية في العراق وما يحوكه الحزب البعث الحاكم من عمليات التصفيات الجسدية ودولايب التعذيب الدموية لادامة حكمه، فأن حكومة علاوي وحزبه الوفاق الوطني الذي اغلب اعضائه من قدامى البعث يحاول تكرار التجربة الفائته. الا ان هذه الحكومة فاتتها شيئا واحدا، ان التاريخ لن يعيد نفسه مرتين الا بشكل سخرية في المرة التالية. ان الورقة التي يعتمدها حكومة علاوي في بقائها في السلطة هي وجود الحراب الامريكية في العراق، وتحاول هي ايضا اي الحكومة المذكورة اضفاء الشرعية على وجودها من خلال الانتخابات الهزلية-التراجيدية التي تطبل لها جميع دوائر اليمين والمتوهمين بها.
ويصب تصريح وزير التجارة الاخير من عدم اكتراث الحكومة المنصبة من قبل الامريكان وتنصلها من مسؤوليتها تجاه المواطنيين وخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ارتفاع نسبة البطالة بسبب الاوضاع الامنية، عندما يلوح بالغاء البطاقة التموينية واستبدالها بقيمة 13 دولار لكل مواطن فضلا عن اختفاء عدد من المواد مثل السكر وغيرها عند التوزيع من البطاقة في الوقت الذي تعلن عن انتخابات حامية الوطيس بين القوى السياسية،! ولم يقول لنا الوزير المذكور ما هي اليات توزيع المبلغ المذكور اذا فرضنا اصلا وهو من وحي الخيال بأنه سيكفي شراء جميع المواد الغذائية الاصلية التي توزع بالبطاقة التموينية. والجدير بالاشارة هنا الى فتح ملف التحقيق في هذه الفترة بالذات، حول التلاعب بمبلغ 800 مليون دولار من قيمة مبيعات النفط قبل عام، وتوجه اصابع الاتهام الى بول بريمر رئيس الادارة المدنية في العراق، في الوقت الذي يلوح بألغاء البطاقة التموينية ويحرم الملايين من الناس من الحد الادنى للشروط المعيشة ناهيك الكشف عن قيمة المبالغ من بيع النفط العراقي التي ذهبت الى الشركات الامريكية اكثر من 75% حسب ما اعلنتها الصحافة الامرييكية نفسها.
واما البند الاخر من البرنامج الانتخابي لحكومة علاوي هي التشديد والتصعيد من ازمة الوقود. ويطرح سؤال بسيط لماذا تستطيع اليات القوات الامريكية التي تقدر بعشرات الاف من السيارات والمصفحات والدبابات والطائرات من التزويد بالوقود، في حين تقف طوابير من السيارات العراقية بين ساعتين الى يومين حسب المدن من اجل الحصول على 30 لتر من البنزين الى جانب ارتفاع اسعار النفط والغاز وانقطاع التيار الكهربائي بشكل وحشي في هذا الشتاء القارص؟
وعندما حاول عدد من السواق التعبير عن احتجاجهم على هذه الاوضاع من خلال رفع لافتات امام محطة الوقود في شارع السعدون، فتح النار عليهم من قبل قوات الشرطة العراقية كما فتح النار عل العمال المضربين في معمل نسيج الكوت، وقيل لهم من يريد الديمقراطية عليه ان يجرع برنامج حكومة علاوي الانتخابي ومن لا يرض فسنمطره بالرصاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |


.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-




.. فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنحو 55% من أص


.. القسام تنفذ غارة على مقر قيادة عمليات لجيش الاحتلال بمدينة ر




.. -أرض فلسطين بتفتخر بشعبها-.. غارات الاحتلال لا تزال تحصد أرو