الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى يوم الأرض 2012

الحركة الشيوعية الماوية

2012 / 3 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في الذكرى 36 ليوم الأرض ، فلترفع راية المقاومة لتحرير الإنسان و الأرض

يمثل يوم الأرض حدثا هاما في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني و العربي ضد الامبريالية و الصهيونية المتجسدة في سلطة الاحتلال بفلسطين . و يعود تاريخ هذا الحدث إلى يوم 30 مارس 1976 ، عندما شن فلسطينيو منطقة الجليل بشمال فلسطين إضرابا عاما للتصدي لعملية مصادرة أراضيهم من طرف سلطة الاحتلال ، وهو أول إضراب عام بالنسبة "لفلسطينيي الداخل" منذ سنة 1948 . و جاء الإضراب العام كتتويج للعديد من النضالات التي خاضها الفلسطينيون منذ أواسط سنة 1975 ، ففي شهر جويلية 1975 كون الفلسطينيون اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي و ذلك إثر اجتماع عام في مدينة حيفا جاء ردا على القرار الذي أصدرته سلطة الاحتلال بمصادرة أكثر من 20 ألف دونما من أراضي الفلسطينيين لبناء مستوطنات و مناطق صناعية صهيونية في إطار ما يسمى بنظرية الاستيطان و التوسع الصهيوني. و في أواخر شهر فيفري و بداية شهر مارس 1976 نظمت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي عدة اجتماعات عامة في مختلف مدن و قرى الجليل و خاصة إثر انتشار خبر صدور وثيقة الصهيوني يسرائيل كيننغ في أول مارس 1976 و هي تستهدف إفراغ منطقة الجليل من سكانها الفلسطينيين و الاستيلاء على أراضيهم ، و في الاجتماع الذي عقدته اللجنة يوم 6 مارس 1976 قرر المجتمعون شن إضراب عام يوم 30 مارس .
و منذ الإعلان عن الإضراب العام تعددت المظاهرات و الصدامات مع قوات الاحتلال في مختلف قرى و مدن الجليل و بدأ جيش الاحتلال يداهم المنازل و يعتقل من يعتبرهم منظمي المظاهرات و احتد الصدام بين الجماهير المنتفضة و آلة القمع الصهيوني منذ مساء يوم 29 مارس حيث سقط أول شهيد في بلدة عرّابة . و في يوم الإضراب العام عمت الانتفاضة جل القرى والمدن الواقعة بالجليل و هبت الجماهير مسلحة بالحجارة و العصي و السكاكين و الفؤوس و قوارير الملتوف ... لتلتحم بالجيش الصهيوني محاولة الاستيلاء على الأسلحة فسقط العديد من الشهداء منهم : ثلاثة من بلدة سخنين بينهم امرأة و شهيد من كفر كنّا و شهيد من نور شمس و شهيد من عرّابة ، كما سقط عشرات الجرحى و اعتقل أكثر من 300 .
و لم تتوقف الهبة الشعبية الفلسطينية عند يوم 30 مارس و في حدود منطقة الجليل بل تواصلت بعد ذلك لعدة أيام و انتشرت في بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 . و منذ ذلك التاريخ أصبحت هذه الهبة الشعبية الفلسطينية ذكرى وطنية فلسطينية و عربية مجيدة تحييها القوى الوطنية و الثورية في الوطن العربي و العالم سنويا لاستخلاص العبرة و شحذ همم الجماهير المتحفزة للثورة على الصهيونية و الامبريالية و عملائها .
و جاءت ذكرى يوم الأرض هذه السنة في ظروف جديدة تميزت ب :
1- وضع ثوري في كامل الوطن العربي تقريبا أنجزته الجماهير العربية بانتفاضاتها العارمة التي انطلقت شرارتها من تونس يوم 17 ديسمبر 2010 لتنتشر بعد ذلك بسرعة في العديد من الأقطار الأخرى و هي ما تزال متواصلة بوتيرة و حدة متفاوتة ، لكن هذه الانتفاضات الشعبية بحكم عفويتها و افتقارها للقيادات الثورية تتعرض للسطو و الركوب من طرف القوى الانتهازية و أساسا القوى الدينية المدعومة من الامبريالية و الرجعيات الخليجية .
2- هجمة استعمارية شاملة على الوطن العربي يقودها حلف الناتو تهدف إلى تفتيت الأقطار العربية إلى مناطق مختلفة تديرها زعامات رجعية دينية أو قبلية تنفذ إملاءات الاستعمار الجديد و الصهيونية في إطار شرق أوسط كبير يمتد من أفغانستان و باكستان شرقا إلى المغرب و موريتانيا غربا .
3- هجوم ديني سلفي جارف موغل في الرجعية مسنود بدعم كبير من الرجعيات النفطية و على رأسها قطر و السعودية و القوى الامبريالية و خاصة أمريكا و المملكة المتحدة . و تعمل هذه القوى الظلامية على تطبيق الشريعة و تكريس المفاهيم الإقطاعية في نظام الحكم و العلاقات الاجتماعية و تكرس التطبيع مع الكيان الصهيوني .
4- ضعف القوى الثورية في الوطن العربي و عجزها عن توحيد صفوفها لقيادة الطبقات الشعبية نحو الثورة على أعدائها من الكمبرادور و الإقطاعيين عملاء الصهيونية و الاستعمار .
و نتيجة للمعطيات المذكورة فإن الجماهير الشعبية العربية – رغم ما أحرزته من مكاسب بفضل الانتفاضات – ستواجه ظروفا أكثر قساوة و أكثر تخلفا من الأوضاع التي كانت تعيشها في أواسط السبعينات و في الثمانينات من القرن الماضي .
ففي فلسطين المحتلة انتهت مقولة " تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر " و ذلك بالتخلي عن المقاومة المسلحة و اعتراف منظمة التحرير بالكيان الصهيوني مقابل الاعتراف بالسلطة الفلسطينية على الضفة الغربية و قطاع غزة ، و أصبحت مطالب بسيطة مثل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي أطردوا منها عام 48 من طيّ الماضي ...و طرحت الامبريالية و الصهيونية ورقة الإخوان المسلمين كبديل عن منظمة التحرير ، و دخلت حماس في صراع ضد عباس لافتكاك السلطة ، و تسابق الإثنان في تقديم الولاء و الطاعة للدوائر الامبريالية و الرجعية العربية للحصول على الدعم المالي و السياسي تاركين جماهير الشعب الفلسطيني تواجه مصيرها باعتمادها على قواها الذاتية في التصدي للحصار و التجويع و التقتيل . و برعاية من إمارة قطر – العميل رقم واحد بالمنطقة – أصبح عباس يتحدث عن تكوين سلطة وفاقية بينه و بين حماس و الجهاد بما أن أهدافهم واحدة وهي خدمة الامبريالية و الصهيونية في المنطقة في إطار أسلمة المجتمع في كامل الوطن العربي و إخضاعه كليا للاستعمار الجديد . و تحول هنية إلى نجم يستقبله زعماء النهضة و السلفيين فيلقي الخطب الحماسية عن الجهاد و بناء دولة الخلافة متجاهلا دماء شهداء يوم الأرض و شهداء الانتفاضة الأولى و الثانية و العمليات البطولية التي نفذها مناضلو مختلف فصائل منظمة التحرير منذ ستينات القرن الماضي إلى بداية هذا القرن .
أما في بقية الأقطار العربية فإن الائتلاف الطبقي كمبرادور – إقطاع ما يزال ماسكا بأجهزة السلطة السياسية و أن الأنظمة العميلة لم تسقط في الأقطار التي اندلعت فيها الانتفاضة – على عكس ما يروجه الرجعيون و الإصلاحيون – لكن الكفة تميل لصالح الطرف الثاني أي صاحب المشروع الديني و الإقطاعي لأنه يمثل البديل الأفضل بالنسبة للاستعمار الجديد لإخضاع الشعوب عن طريق عصا الدين و التجهيل . و تعمل القوى السلفية التي تمكنت من الوصول إلى السلطة في تونس و مصر و ليبيا و العراق و اليمن ... على فتح الأبواب أمام النهب الامبريالي و أمام أجهزة الاستخبارات المركزية الأمريكية و الموساد لتعيث فسادا و تخريبا في البلاد ، و قد تجرأ الصهيوني برنار هنري ليفي على التبجح في وسائل الإعلام بمشاركته الفعالة في غزو ليبيا و بما قدمه من نصائح و توجيهات للمجلس الانتقالي الذي سيفتح سفارة للكيان الصهيوني بطرابلس . و أصبحت عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني وجهة نظر تناقش في المجالس التأسيسية و تجد من يدافع عنها من الإسلاميين ( الإخوان في مصر و النهضة في تونس ) بل أن إخوان سوريا قد ذهبوا إلى أبعد من ذلك إذ دعوا علنا الكيان الصهيوني للتدخل عسكريا لإسقاط النظام السوري ، و هم طبعا يتلقون الأسلحة المتطورة من الصهاينة إلى جانب تدفق مقاتلي القاعدة من ليبيا و غيرها و مرتزقة قطر حاضنة الرجعيات الدينية و زعيمة المطبعين العرب .
و أمام هذه الهجمة الاستعمارية و السلفية الشرسة و بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض المجيدة لا بد للقوى الثورية و الوطنية في فلسطين و كامل الوطن العربي أن تعي بخطورة هذه المرحلة التاريخية و أن تنبذ الأوهام حول الشرعية الدولية و هيئة الأمم المتحدة و الجامعة العربية – أداة تنفيذ الأوامر الامبريالية و الصهيونية في المنطقة – و أن توحد صفوفها و تعمل على إحياء المقاومة الشعبية و ترفع رايتها عاليا و أن تعول على الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة في الثورة و على الشباب الثائر الذي ليس له ما يخسره سوى قيوده .
الحركة الشيوعية الماوية- تونس-
30 مارس 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر


.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي




.. ”شكرا للمتظاهرين في أمريكا“.. هكذا كانت رسائل أطفال غزة للجا


.. شعارات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة كاليفورنيا




.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر