الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قمة خيبة الأمل
عبدالناصرجبارالناصري
2012 / 3 / 30مواضيع وابحاث سياسية
هنالك الكثير من التسميات التي يمكن أن نطلقها على القمة العربية التي انعقدت في بغداد مثل قمة اللاجديد وقمة تسويق العراق لبقايا الدكتاتورية العربية والحفاظ على الحكام الطغاة وقمة نفس الشعارات والتنظير وقمة رفع شعار فلسطين وكل هذه المشاهدات التي اعتدنا مشاهدتها على مدى عقود من الزمن , وكم كنت أتمنى أن تدار هذه القمة عبر دائرة تلفزيونية على قناة الجزيرة أو العربية على غرار برنامج حوار العرب لكان واقعها أكثر تفاعلا مع المشاهدين , ولجنبت العراق هذا التعطيل في العمل والحركة والتنقلات وهذه الأموال الطائلة التي صرفت على استقبال ضيوفها من الحكام العرب
كانت الشعوب العربية تتطلع الى دور حكام العراق الجدد الذين جاءوا الى الحكم عن طريق صناديق الأقتراع , ولكن للأسف الشديد كانت الكلمات العراقية منحازة الى الأنظمة والى نفس الشعارات القديمة .. تلك التي كانت تعاني منها المعارضة السابقة , ولم يتجرأ من مثلوا العراق من قول كلمة الحق في وجه بعض السلاطين الجائرين . شاب الكلمات العراقية الخوف من الحكام , وكانت الأيدليوجيات واضحة في الكلمات , كما تم التعامل مع القمة كحدث أعلامي استعراضي لاغير
كان يفترض بالعراق الجديد أن يقدم نفسه كحامي للشعوب العربية ومدافع حقيقي عنها . لقد غابت الثورة السورية من كلمات حكام العراق والثورة البحرينية ولم تتطرق الى الحريات المنتهكة في السعودية ولا الى التغيير الشكلي الذي جرى في اليمن .. أين ادانة الانتهاكات التي مارسها عمر البشير ؟ وأين الثورة المصرية التي زيفها المشير طنطاوي وزعماء العساكر وانقض عليها أرباب اللحى والتخلف في واحدة من أقذرعمليات الالتفاف على انجازات الثوار من الشباب المصريين
فماذا كان سيخسر العراق الجديد لو قام بطرح هذه الحقائق التي تعتبر من أهم القضايا المتداولة في الساحة العربية . فأين الجرأة التي يتغنى بها من يؤيد كلمة العراق في القمة ؟! ولو أن هذه الحقائق كانت قد طرحت من قبل حكام العراق الجدد لقدمنا دليلا واضحا على ديمقراطية العراق الجديد . بيد أن كتمان هذه الحقائق دل على ميل العراق الجديد الى ركوب نفس العجلة التي كان ولا يزال يركبها الدكتاتوريون . من خلال هذه القمة خسر العراق الجديد دعم الشعوب العربية له , لأنها سوف تسجل هذا الموقف العراقي ضدها , الى جانب الأنظمة المتهالكة والآيلة للسقوط . لقد كانت هذه القمة خيبة أمل للشعوب العربية بامتياز , وهي كذلك خيبة أمل للعراقيين المظلومين من مواقف العرب وشعارات العروبة والقومية التي كان يتغنى بها صدام حسين والبعث . وكنا كمعارضين نطمح الى رؤية عراق جديد خالي من أي شعارات مكرورة ومن العنجهيات السابقة . كنا نطمح الى ضم العراق واعادته الى الدول المنتجة التي تحترم الانسانية , ولكننا تفاجئنا بتأكيد تسليم العراق الى سياسيي الصدفة .. اولئك الذين حرمونا من تذوق طعم العراق الجديد , حيث سرعان ماعادوا الى العراق القديم . وعقد هذه القمة العربية في بغداد لهو اعتراف واضح وصريح بأن العراق عاد وبشكل رسمي الى مباديء الشعارات والرؤى السابقة , وعلى العراقيين المظلومين من النظام السابق أن يمحوا العراق الجديد من بالهم , وهم أمام خيارين : الأول : تغيير قناعاتهم وأمانيهم السابقة في رؤية عراق حر . الثاني : معارضة هذا الوضع
بلد يعاني من غياب الخدمات والشركات المصنعة ويعقد اجتماعا مع وزراء الاقتصاد الريعي ! انه أمر مضحك , فماذا يمكن أن يقدمه وزراء الاقتصاد العرب ؟ وهل لدى هؤلاء شركات منقذة يمكنها أن تساهم في نهضة العراق واعادة بناءه ؟ وهل يمكننا التنسيق معها ؟ فهذه البلدان لولا الطفرة البترودولارية لرأيناها اليوم من أكثر البلدان مجاعة , لأنها أصلا غير منتجة , فهي بلدان استهلاكية ريعية تعيش على أفكار الغير , ولا تنتج أفكارا . فلماذا لا يلتجأ حكام العراق الى الدول الأصل التي بنت هذه البلدان اذا كانوا يريدون أن يبنوا بلدهم فعلا ؟ حكام العراق الجديد اما انهم يمتازون بغباء سياسي , أو انهم لا يريدون أن يعيدوا بناء العراق من جديد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر