الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة بغداد .. وتساؤلات كثيرة

خدر شنكالى

2012 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



انهى قادة الدول العربية او بالاحرى ممثلي الدول العربية اعمال قمتهم العربية في العاصمة العراقية بغداد بحضور قادة او امراء ( 9 ) تسعة دول عربية فقط من بينهم الرئيس العراقي جلال الطالباني وهم امير دولة الكويت الذي غادر القاعة حتى قبل انتهاء الجلسة الاولى ، ورئيس ليبيا المؤقت مصطفى عبد الجليل ورئيس تونس المؤقت ايضا ، ورئيس الصومال الدولة المشتعلة في حروب اهلية وتعد ايضا الدولة الاكثر فسادا في العالم ، ورئيس جيبوتي الدولة التي ليست لها أي دور او تأثير على الساحة العربية حتى الدولية ، ورئيس جزر القمر الذي يبدوا كانه قد اتى الى زيارة سياحية الى العراق لانه قد وصل الى بغداد قبل يومين من انعقاد المؤتمر ، ورئيس السودان الصادر بحقه مذكرة قبض من المحكمة الجنائية الدولية واخيرا رئيس جمهورية لبنان المعروفة بمشاكلها الداخلية واعتمادها على المساعدات الدولية ، اما مشاركة الدول الاخرى فكانت جميعها على مستوى الوزراء او المندوبين !!!
هذه هي القمة التي يفتخر بها العراق ! وهؤلاء هم قادة وممثلي الشعوب العربية !! واعتبرت هذه القمة هي الاضعف في تاريخ القمم العربية على مستوى التمثيل فيها ، بل انها عبارة عن حفلة تعارف او قمة تعارف بين الرؤساء الجدد الذين افرزتهم ثورات الربيع العربي .
وكالعادة فان القضية الفلسطينية كانت على رأس جدول الاعمال ثم القضية العراقية واعادتها الى الحضن العربي الدافيء جدا مرة اخرى ! وموضوع الجولان المحتل والحرب الاهلية والفقر في الصومال والوضع في السودان ودعم لبنان والوضع في سوريا اضافة الى المواضيع الاخرى المتكررة دائما كمسألة الارهاب واخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل ، تلك الاسلحة التي لاتعني العرب لا من قريب ولا من بعيد ! حتى يكاد المرء ان يحفظ هذه الفقرات المتكررة في كل قمة عربية عن ظهر قلب ، وكالعادة ايضا فقد انتهت القمة وخرج الجميع دون تحقيق ابسط ما يمكن تحقيقه للمواطن العربي سوى القاء الخطب الرنانة وبمصطلحات معروفة ومتكررة مثل ( نحن نؤكد ، وندعو ، ونرجو ، ونتأمل ، ونرى ، ونتطلع ، ونصبو ، وووو ) .
والاسئلة التي تطرح نفسها دائما وفي كل قمة عربية ، ماذا حققت هذه القمة بل وقبلها الكثير من القمم العربية في ظل الحالة المزرية التي تمر بها الشعوب العربية والفقر والبطالة وسوء المعيشة والهجرة المستمرة الى الخارج والقتل والدمار وغيرها من المشاكل والمآسي المزمنة التي تعاني منها هذه الشعوب المغلوب على امرها ؟ فهل اتفقت اصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسعادة على استراتيجية سياسية عربية موحدة لمواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الدول العربية ؟ او هل اتفقت على برنامج او سياسة اقتصادية موحدة للنهوض بالواقع الاقتصادي العربي او تطبيق سياسة تجارية موحدة ورفع الحواجز الكمركية وتسهيل التبادل التجاري بين الدول العربية ؟ وهل اتفقت هذه الدول على وضع برنامج موحد لغرض النهوض بالمستوى المعاشي للمواطن العربي والقضاء على البطالة والتخلص من الفقر او تطبيق برنامج التأمين الصحي او غيره ؟ وهل اتفقت هذه الدول على رفع تأشيرة الدخول بين كافة الدول العربية ليتسنى للمواطن العربي السفر والتحرك بحرية في داخل ما يسمى بالوطن العربي الكبير كما هي الحالة في الاتحاد الاوروربي مثلا ؟ وهل اتفقت على تفعيل عمل لجنة حقوق الانسان التابعة للجامعة العربية لمراقبة حقوق الانسان ومدى تطبيقها في الدول العربية واحالة من ينتهك هذه الحقوق الى المحكمة الجنائية الدولية ؟ واذا كانت القضية الفلسطينية تحتل الصدارة دائما في جدول اعمال هذه القمم وذلك بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولتهم المستقلة على ارضهم استنادا لمبدأ حق تقرير المصير ، اذن فهل تطرق القادة العرب ولو باشارة واحدة او بصورة غير مباشرة الى حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره وعلى ارض اباءه واجداده !؟؟؟ وهل اتفقت قادة الدول العربية على تفعيل مبدأ حماية الاقليات في الوطن العربي وضرورة اصدار قانون خاص وموحد لحمايتهم وضمان عدم تعرضهم للظلم والاضطهاد مستقبلا ؟ هل اتفقت هذه الدول وخاصة الخليجية اضافة الى العراق وليبيا أي الدول العربية الغنية على تقديم مساعدة مادية الى الشعب الصومالي الفقير الذي يموت منه يوميا العشرات بسبب الفقر والجوع وسوء المعيشة كما حصل عند قيام الاتحاد الاوروربي بمساعدة اليونان بمليارات الدولارات عند تعرض الاخيرة الى ازمة اقتصادية حادة ؟ وهل اتفقت وتجرأت هذه الدول على ارسال رسالة واضحة الى ايران وكذلك تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة العراق ؟ ثم اين دور النصف الثاني من المجتمع العربي الذكوري ( أي المرأة ) من هذه القمم واين حضورها ؟ ام ان الثورات العربية ايضا قد افرزت وانجبت الذكور فقط !! وهل اتفقت قادة العرب على النهوض بالواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي للمرأة العربية !؟ والاهم من هذا كله هو هل استطاعت هذه القمة من زرع الثقة والمصداقية بين الدول العربية ؟؟ هذا على الصعيد العربي ، اما على الصعيد الداخلي العراقي باعتبار ان الاخيرة هي المضيفة للقمة العربية الثالثة والعشرين ، فيا ترى هل ان النتائج المرجوة من هذه القمة تساوي ولو جزء بسيط من مليارات الدولارات التي انفقت عليها اضافة الى تعطيل المدارس والدوام الرسمي وتوقف الحركة في بغداد مايقارب من اسبوع كامل اضافة الى الاحتياطات الامنية الشديدة وتسخير آلاف الجنود والعناصر الامنية ومئات الطائرات لحماية اجواء القمة وشراء المئات او الآلاف من السيارات المصفحة او الفخمة لنقل هؤلاء القادة الذين اثبتوا وعلى مر التاريخ عجزهم وفشلهم وعدم قدرتهم على النهوض بالواقع العربي نحو التقدم والتطور ؟ وهل ان انعقاد القمة في بغداد سوف يؤدي الى تحسين الواقع المعاشي للفرد العراقي والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل لهم ؟ وهل سوف تؤدي الى معالجة ازمة الكهرباء والماء والسكن في العراق ؟ هل ان هذه القمة سوف توفر الامان للشعب العراقي ويكون باستطاعته السفر والتجوال داخل العراق دون خوف ؟ هل ان هذه القمة سوف تعالج المشاكل الداخلية والازمة السياسية العراقية ؟ وهل ان هذه القمة سوف تقضي على الهجرة المستمرة الى الخارج هربا من الواقع المؤلم والمزري الذي يعيشه العراقيين ؟
امام هذه التساؤلات الكثيرة التي تمت الاجابة عليها من قبل القادة العرب ( 23 ) مرة في تاريخ القمم العربية هل بقي لدى الشعوب العربية بصيص امل في اتفاق قادتها على شيء يخدم واقعهم ويحقق لهم التقدم والرقي والازدهار سوى الاتفاق على ان لايتفقوا ابـــــــــداً !!!؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا