الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى ال 78 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي حزب للعمل والأمل

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

2012 / 3 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الحادي والثلاثين من آذار من كل عام, تحل ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي, وهي مناسبة غالية على قلوب الشيوعيين وأصدقائهم, وعلى كل من جعل خدمة الشعب والوطن في المقام الأول من سلم أولوياته. ففي هذا اليوم من عام 1934 رأى النور على أيدي مجموعة من الرواد الوطنيين, حزب من طراز جديد, حزب للعمل والأمل.

بدأ هؤلاء الرواد ملحمتهم الثورية الكبرى, يوم كانت الطبقة العاملة في العراق, وليدة تتلمس طريقها في الحياة. بدؤا مسيرة النضال والبلاد تئن تحت سياط الإقطاع وحراب النظام الملكي والمستعمرين البريطانيين, فأنبثق الحزب من صميم حركة شعبنا الوطنية وطبقته العاملة الفتية, رافعاً راية الفكر الاشتراكي العلمي, مسترشداً بالمنهج الماركسي. وقد برز وجهه الوطني والطبقي و الاممي الناصع عبر نضاله من اجل:

الاستقلال وتحرير ثروات البلاد النفطية, والقضاء على النظام الإقطاعي, وتوزيع الأراضي على الفلاحين, وضمان حقوق العمال وحرياتهم النقابية, والحريات الديمقراطية لجماهير الشعب وأحزابها الوطنية, والدفاع عن حقوق الشعب الكردي وبقية قوميات شعبنا العراقي, ونصرة الشعوب العربية المناضلة من اجل التحرر والديمقراطية والوحدة, ومساندة الشعب الفلسطيني ضد الامبريالية والصهيونية, ومن اجل دحر الفاشية وحماية السلم وامن الشعوب. وكان الحزب في ذات الوقت رافداً مهماً من روافد الحركة الشيوعية والثورية العالمية, وفي عموم حركات التحرر الوطني والاجتماعي- الديمقراطي في المنطقة والعالم.

كما أن الموقف المتميز من المرآة وحقوقها ظل لصيقاً على الدوام بالحزب الشيوعي العراقي, وأصبحت كثرة من بناته المناضلات في صفوفه رموزاً للتنوير في بلادنا, ودافعن ببسالة مع رفاق الحزب عن قضية المرآة المحورية في المجتمع, بمساواتها مع أخيها الرجل, وفسح المجال أمامها لتبوأ موقعها الحقيقي في السياسة والمجتمع.

ومنذ أيامه الأولى, أولى الحزب اهتماماً فائقاً بالثقافة والمثقفين, لما لهما من مكانة هامة جداً في حياة المجتمع, فأحتضن المبدعين والأكاديميين وعموم المثقفين, ووفر لهم الأجواء المناسبة لإظهار طاقاتهم, وتفتح براعم إبداعهم, بالتزامن والتناغم الكاملين مع نضاله لتحرير الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود من براثن الواقع الاجتماعي المتخلف وعلاقات الإنتاج الاستغلالية.

وجسد الحزب الشيوعي مبدأ المواطنة بشقيها المعروفين, المساواة بين جميع العراقيين وحقهم في المساهمة في صنع القرار السياسي والمشاركة في الحكم, فعبر بصدق عن الوحدة الوطنية الأصيلة لأبناء شعبنا العراقي على اختلاف تلاوينهم القومية والدينية والطائفية, ومشاربهم الفكرية والسياسية, مطبقاً ذلك بإبداع وبشكل خلاق في بنائه التنظيمي الاممي, وفي برامجه وأهدافه وشعاراته. وهذا هو سر ديمومته وبقائه صرحاً شامخاً رغم كل المحن والكوارث التي مرت به واستهدفته طيلة تاريخه المجيد.

انه بحق حزب العراقيين, فهو يضم في صفوفه العربي والكردي والتركماني و الكلداني السرياني الأشوري وكل الأقوام القاطنة في العراق, وهو الحزب الوحيد الذي يجمع المسلمين بكل طوائفهم, والمسيحيين بكل مذاهبهم, وألا يزيديين والصابئة وغيرهم. كما يضم في صفوفه أعضاء ينحدرون من كل زوايا العراق, من زاخو شمالاً مروراً بالموصل وتكريت وبغداد والنجف حتى البصرة جنوباً. ومن عانه وراوه غرباً إلى خانقين و جصان شرقاً, إلامر الذي لعب دوراً كبيراً في المساعي الهادفة إلى تشكيل مقومات الهوية الوطنية, بعيداً عن التعصب الديني والمذهبي والقومي و المناطقي والعشائري. وفي الوقت نفسه ناضل الحزب بثبات ضد السياسات الشوفينية والتمييزية للحكومات الدكتاتورية المتعاقبة، ومن اجل تمتع الشعب الكردي وسائر القوميات الاخرى بحقوقهم القومية المشروعة في اطار عراق ديمقراطي اتحادي موحد.

وللحزب موقف مشهود من الدين والمتدينين, هذا الموقف الذي يتسم بالاحترام الكامل والدعوة للتسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمذاهب, وعدم زج المعتقدات الروحية والوجدانية في الصراعات السياسية, لأنها ستكون اكبر إساءة إلى الدين نفسه, وتؤدي إلى تناحرات خطيرة, ربما تصعب السيطرة عليها, وهو مانشهده في الزمن الحالي البالغ الخطورة.

كانت ستراتيجية الحزب في العمل الجماهيري, تهدف إلى تكوين أوسع حركة جماهيرية اجتماعية ديمقراطية, فتصدر النضالات السياسية والاقتصادية, وقاد بجدارة الانتفاضات و الهبات الشعبية التي اندلعت ضد الطغيان والعسف ومصادرة حق الشعب في التعبير عن رأيه وتمتعه بحرياته أسوة بشعوب الأرض, فضلاً عن سيادة الثالوث المقيت المتمثل بالفقر والجهل والمرض, الذي كرسته أنظمة الحكم المتعاقبة. وقد جعل الحزب من شعاره العتيد " قووا تنظيم حزبكم, قووا تنظيم الحركة الوطنية" مرشداً ودليلاً في نضالاته هذه لأنه أدرك بصواب ضرورة التحالفات بين القوى الوطنية والديمقراطية وأهميتها في تمكين الشعب بطبقاته وفئاته الاجتماعية المختلفة, من المساهمة في هذا الصراع وحسمه ضد جلاديه وسارقي ثرواته.

ومنذ سنوات النهوض الأولى وضع النظام الملكي وحماته تصفية الحزب في صدارة أهدافهم. ويوم واجه قادة الحزب الاماجد " فهد, حازم, صارم " المشانق بصمود فذ في شباط 1949, حلت بالحزب فجيعة كبرى, سرعان ما تحولت إلى فعل ثوري, تطور بمرور الوقت, فكانت ثورة (14) تموز المجيدة, التي لعب حزبنا, دوراً بارزاً ومشهوداً في الإعداد لها. وفي نجاحها والدفاع عنها.

غير أن القوى الرجعية المحلية والتابعة خلف الحدود, أرعبها هذا الحدث العظيم, فأنشأت حلفاً غير مقدس لقطع الطريق على الثورة وتجذير مسيرتها, فجاء انقلاب شباط الأسود مطلقاً العنان ببيانه رقم (13) لتصفية الشيوعيين والديمقراطيين, فأستبحيت دماء المناضلين في الشوارع والمعتقلات وأقبية التعذيب. لكن مهندسي الانقلاب خاب فألهم وفشلوا في تحقيق أحلامهم الشريرة, فقد تمكن الحزب رغم استشهاد سكرتيره الرفيق " سلام عادل" والعديد من أعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي, والمئات من كوادره وأعضائه, واعتقال عشرات الألوف من أعضاء الحزب ومؤازريه, ومن الوطنيين والديمقراطيين من مواصلة النضال, ليقف مرة أخرى في الخط الأمامي من المعارك الوطنية والقومية والطبقية.

وفي عام 1978 جرب الدكتاتوريون الجدد, حظهم مرة أخرى, غير أن أساليبهم القذرة لم تستطع أن ترغم الحزب وجماهيره على الخضوع والاستسلام.

لقد تناسى هؤلاء المجرمون عبر التاريخ ودروسه الثورية, التي تشير بوضوح ما بعده وضوح, إلى أن شراسة الإرهاب ووحشية القتل وأساليب التضليل وشراء الذمم واللجوء إلى أحط الوسائل وأكثرها دناءة, لم ولن تحقق أحلامهم المريضة بتصفية حزبنا وإخراجه من الساحة السياسية لأنه ضرورة موضوعية وتاريخية, يحتاجها الشعب العراقي احتياج الأرض العطشى للمطر, طالما بقي استغلال اقتصادي, واضطهاد سياسي واجتماعي في بلدنا.

يا أبناء الشعب العراقي

يمر عراقنا العزيز اليوم, بمرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد, ويعيش ازمة عامة شاملة وعلى جميع الصعد، بسبب التركة الثقيلة للنظام الدكتاتوري، والاحتلال الاجنبي لبلادنا ، وبناء العملية السياسية على اسس خاطئة تجسدت في المحاصصة الطائفية والاثنية و رغم مرور (9) سنوات على سقوط النظام السابق, ورحيل قوات الاحتلال مؤخراً. إلا أن الصراعات السياسية والمهاترات اليومية على كعكة السلطة مازالت تستحوذ على كامل المشهد السياسي والاقتصادي- الاجتماعي والثقافي, وما زال الأمن والاستقرار بعيد المنال عن العراقيين المتعطشين له, وأضحى غياب الخدمات بأنواعها هاجساً يومياً مرعباً لغالبية أبناء الشعب, فيما البطالة تحلق بأجنحة النسور, لاسيما بين الشباب والنساء, مترافقة مع تقزيم البطاقة التموينية تمهيداً لإلغائها. ويواصل إخطبوط الفساد المالي والإداري مد اذرعه إلى اصغر الزوايا وأبعدها, وبسببه تهدر ثروات العراق, ويجري نهبها جهاراً نهاراً دون رادع أو خوف من عقاب.

إما الحريات المدنية والسياسية, والتضييق عليها بهدف سلبها تدريجياً, فقد أصبحت هدفاً لكل من يعادي الديمقراطية والتعددية, ويرى فيهما خطراً على مصالحه ونفوذه. ولان القوى المتنفذة ضعيفة, ومنشغلة بحروبها الداخلية, ومصالحها الأنانية الضيقة, تتجرأ الدول المحيطة بالعراق, كبيرها وصغيرها على الاعتداء عليه والتدخل في شؤونه, وتهديد وجوده كما يتسارع تمركز السلطة بشكل يثير قلقاً مشروعاً, وتتصاعد الخلافات بين المركز والاقليم ومجالس المحافظات, لتضيف بعداً جديداً, إلى عدم الثقة وفقدان الرؤية الموحدة.

أن إحداث نقلة نوعية في التفكير السياسي لقادة البلد (حكومة ومعارضة) أصبح ضرورة لا تقبل التأجيل, لان البلد يكاد ينحدر إلى هاوية لا قرار لها. لكن هذه النقلة النوعية لا تحدث من تلقاء نفسها, أو بأريحية من المتنفذين, وإنما بالضغوط الشعبية و النضالات الجماهيرية. وفي هذا الصدد تقع مسؤوليته كبيرة واستثنائية على عاتق القوى الديمقراطية المنضوية في التيار الديمقراطي وخارجه، التي نجحت مؤخرا في لملمة صفوفها وسعيها لفرض وجود مؤثر وفاعل لها في رسم حاضر ومستقبل بلدنا , بل وعلى كل من يمتلك شعوراً وطنياً و انسانياً, في تكثيف الضغوط على صناع القرار والقوى المتصارعة, عبر التظاهرات و الاعتصامات, والفعاليات الجماهيرية المتنوعة, ومطالبتها بحل خلافاتها على طاولة الحوار, ومن خلال المؤتمر الوطني العام, الذي تشارك فيه كل القوى المساهمة في العملية السياسية, لإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي يعاني منها شعبنا العراقي, والخروج به من النفق المظلم, وإعادة بناء الوطن بما يحقق الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية, أو اللجوء إلى خيار الانتخابات البرلمانية المبكرة, كحل دستوري, يجنب البلاد كل الخيارات السيئة.

أن حزبنا الشيوعي العراقي وهو يحتفل بذكرى تأسيسه الثامنة والسبعين, يجدد ثقته بقدرة شعبنا وجماهيرنا وقواه الوطنية والديمقراطية على تخطي كل الصعوبات والتعقيدات الموجودة حالياً, ويعول عليها في ممارسة دورها الحقيقي, ونشاطها الضاغط والمتعدد الأوجه, ليكون باستطاعتها تغير المعادلة السياسية الحالية المشوهة, وتحقيق ما تصبو إليه.

- عاشت الذكرى الثامنة والسبعون لميلاد حزبنا الشيوعي.

- المجد كل المجد لشهداء حزبنا والحركة الوطنية.

- النصر حليف شعبنا وقواه الديمقراطية, في بناء العراق الديمقراطي الاتحادي المزدهر.





اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

أواخر آذار 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الشيوعي شمعة تنير الطريق
عصام صادق ( 2012 / 3 / 31 - 09:59 )
سيبقى الحزب الشيوعي العراقي الشمعة التي تنير الطريق للكادحين, ان حزب اصحاب الايادي البيضاء ,لافساد اداري ولامالي . ستبقى راية الماركسية خفاقة ويبقى حزب فهد رفاقه خالدين, ستنكنس زمر الفساد اجلا ام عاجلا من العراق الحبيب, ويبقى الحزب الشيوعي العراقي مقداما, يناضل من اجل وطن حر وشعب سعيد

اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا