الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى 78 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

حزب اليسار الشيوعي العراقي

2012 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



ياجماهير شعبنا .. ياأيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون .. يا ايها العادلون ..
يحتفل الشيوعيون العراقيون بفخر في هذا اليوم الخالد . ويمتد هذا الفخر ليلامس شغاف القلوب ، فهو يوم مجد التضحيات التي سطرها الشيوعيين على طول تاريخ الحزب ، في سبيل حرية وسعادة الشعب .
وفي كشف الحساب الذي على الشيوعيين أن يقدموه ازاء الوضع الراهن ، في هذا الوقت الذي يعيش فيه العراقيون محنة حقيقية ، اختلطت فيها الحقائق بالمؤامرات ، وتحوّل العراق إلى غنيمة لاشخاص واحزاب صنعتها المصالح الدولية والاقليمية ، وتعرضت فيه الثروات الوطنية للنهب المنظم ، يتعين على الشيوعيين والوطنيين مراجعة جادة ، تُؤسَس على الكشف عن طبيعة السلطة والنخب الحاكمة المتنفذة وفضح ارتباطاتها وخياناتها للوطن ولفقراء الشعب والكادحين العراقيين ، وهو الأداة الفاعلة والسلاح الذي يجب أن يوضع بين يدي الجماهير .
في رؤيتنا الجدلية للاوضاع السياسية والاجتماعية كنا ندرك تردي هذه الاوضاع ، وحين قلنا في بياناتنا السابقة أن الفاشية تنبعث من جديد في العراق ، فقد كنا نرى المستنقع الذي تتردى فيه العملية السياسية سيئة السمعة ، ونرى كيف يستحوذ المتنفذون والنخب الحاكمة على كل شيء ، ويقضون على آمال بسطاء الناس من الكادحين وفقراء الشعب . ويصادرون الحريات وينظمون سلطاتهم الاستبدادية ، فقد امتد استبدادهم ليطال حتى شركائهم في العملية السياسية المشوّهة ، حين أصدرت الحكومة الفاشية أوامرها في تعقّب ومتابعة الشيوعيين واليساريين العراقيين ، واصدرت مؤسساتها الاستخباراتية كتاباً صريحاً بهذا الخصوص ، وحينما انفضحت هذه القضية لم تنكر الحكومة فعلتها هذه ، ولم تعتذر والتزمت الصمت مع أن الاتهامات موجهة إليها .
إن العراق يتعرض للنهب والتدمير ، وتتسلط فيه الارادات الفردية وينشا الاستبداد وتنمو الفاشية تحت انظار الجميع، فها نحن نشهد طغاة بغداد الجدد يستبدون ويستأثرون بالسلطة المطلقة ويعطلون بناء الحكومة مهما كان شكلها هزيلاً ومشوهاً . ويصادرون حرية الجماهير في التجمع والتظاهر الذي أقره دستور رسمه لهم المحتلون ومنحوهم فرصة استغلاله لخدمة مصالحهم المشتركة . كما أن سياسة دكتاتور بغداد واضحة تماماً في تكميم الأفواه ، والعمل بسياسة كاتم الصوت ، للفصل في صراعاته السياسية ، فضلاً عن تصفية خصومه ، والاستهتار بأرواح الناس ، بعد أن استولى على قيادة القوى الأمنية والسلطة العسكرية ، معيداً للاذهان صورة الدكتاتور المقبور ، مع عجزه الواضح عن مكافحة الارهاب الذي يحصد ارواح الابرياء من فقراء الشعب ، ثم تطبيقه سياسة تسقيط خصومه الذين لا يبزهم ولا يبزونه في خيانة الجماهير وفي سوء استخدام السلطة والاستبداد بشيء ، ناهيك عن التعامل بفوقية مع ابناء الشعب .
نحن الآن لسنا بصدد الكشف عن المباذل والخيانات والتندر على جرائم السلطات . وإنما ندعو ونأمل بالعمل على تشخيص هذه القوى وصراعاتها وطبيعتها وارتباطاتها المشبوهة . وحين نطلق على المتنفذين وصف ( السياسيين التجار) والعملية السياسية (العملية التجارية ) فنحن لانبتعد عن التشخيص . نعم، إن هذا الوصف يليق بالصحافة اليومية ، لكنه لا يفصح عن طبيعة الارتباطات المعقدة للمتنفذين في السلطة وصلتهم بمراكز الاستغلال والنهب الدولية ، والهيمنة الرأسمالية المعولمة بابشع الصور وحشية . تلك الارتباطات التي تفضحها الطبيعة الطبقية الهشة للنخب الحاكمة من الكومبرادور سريع النشأة والغريب ، الشبيه بعصابات السطو المسلح والمافيات ، هذه النخب المرتبطة باقتصاديات العولمة وسياسة النهب الامبريالي الجديدة التي تنظمها الاحتكارات الكبرى .
إن اعداء الطبقة العاملة هؤلاء ، مفقري الشعب ومجوعي الجماهير ، ينعمون الآن بخيرات العراق بعد أن تقاسموا السرقة مع الاحتكارات الراسمالية الدولية ، وسيبقون خدماً للامبريالية الجديدة ، ويبقون المتسلطين والقابضين على مصائر ابناء الشعب ، وسيزدادون وحشية يوماً بعد آخر ، ولا سبيل للخلاص من سماسرة القوى الاقليمية والعالمية هؤلاء إلاّ بنهضة الجماهير . فإننا نشهد كل يوم التبجح بالخيانات وكأنها مكاسب وطنية بينما تُغيَّب الارادة الوطنية ، وتُرسم السياسات خارج البلاد وتُصدّر إلى الداخل لتنفيذها من قبل الزمر الحاكمة وفقاً لارتباطاتها المعروفة .
ونحن إذ نكرر مرة اخرى ؛ منتهزين هذه الذكرى المجيدة ، ذكرى تاسيس حزبنا في 3 آذار عام 1934 ، فإننا ندعو الشيوعيين العراقيين إلى الكشف عن جرائم وخيانات النخب الحاكمة وفضح دورها في استرخاص الدم العراقي ، وافقار الجماهير ، واستحواذها على الثروة الوطنية وتقاسمها مع القوى المرتبطة بها بصك الخيانة ، واستنهاض الجماهير والسير في مقدمة الصفوف وتحمل مسؤوليتهم التاريخية بجدارة وشجاعة . ولنكن كالذين سبقونا من الشيوعيين في تضحياتهم وشجاعتهم .
عاشت الشيوعية .. عاشت الجماهير حرة .. المجد لشهداء الحركة الشيوعية العراقية ..

الحزب الشيوعي العراقي – اليسار
31 آذار 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا أيها الشيوعيون
فؤاد النمري ( 2012 / 4 / 1 - 06:17 )
الشيوعيون لا يجوز أن يكونوا يساريين أو يمينيين. فأن تقر بأن هناك شيوعي يساري فذلك يعني أن تعترف بالشيوعي اليميني
الشيوعي هو الماركسي الذي لا ينحرف لليسار أو اليمين ولحظة انحرافه لا يعود شيوعياً
عودوا إلى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي السوفياتي حيث تقررت السياسة والاقتصاد السوفياتي فيه ومطارحات لينين بخصوص التكتلات في الحزب وتعريته لكتلة تروتسكي الموصوفة باليسارية


2 - سؤال
علي سالم ( 2012 / 4 / 1 - 11:46 )
سؤال إلى النمري وفق تعريفاتك هل الحزب الشيوعي العراقي( جماعة حميد مجيد ) حزب شيوعي حقا؟؟ أرجو اجابتي بوضوح ..فهذا الحزب تحالف مع اشد القوى رجعية واقطاعية ومتخلفة واصبح تابعا لها..ومشى مع الأحتلال ونظر للعملية السياسية التي جاء بها المحتل واشترك فيها ..فأين تضعه انت يا ترى
؟؟؟
أنتظر الجواب الشافي


3 - الاسم لايعني تبني خطا وسياسة يسارية
صباح البدران ( 2012 / 4 / 11 - 17:20 )
الرفيق فؤاد النمري, الاسم لايعني تبني خطا وسياسة يسارية, بل تمييزا عن التنظيمات الاخرى المتواجدة في الميدان السياسي في العراق. ولا اعتقد ان احدا يختلف معك بضرورة معارضة السياسات -اليسارية- مع ان الزمن تجاوزها وانفضحت اطروحات التروتسكيين وخط بوخارين الذي بعث فيه گورباجوف الحياة وانتهى الى ما انتهى اليه لاعادة بناء الراسمالية في الاتحاد السوفيتي السابق.


4 - نأسف لتأخر الرد
الحزب الشيوعي العراقي اليسار ( 2014 / 7 / 16 - 07:24 )
شكراً رفيقنا علي سالم .. نتمنى أن يستمر التواصل على صفحة الحزب في لبفيس بوك ( الحزب
الشيوعي العراقي اليسار) أو عبر ايميل الحزب [email protected]

اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس