الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )

نهار حسب الله

2012 / 3 / 31
الادب والفن


سجين الحياة

مظطهد انا منذ ان كنت جنيناً في أحشاء أمي، حُكم عليّ بالسجن في داخلها من دون ان اقترف اي جرم او ذنب وهو الامر الذي ابقاني تسعة اشهر على ذمة التحقيق في بطنها...
خرجت الى الحياة بعد ان سُلبت مني كل الاعترافات في تلك الزنزانة الصغيرة والمعتمة.
توقعت بأن الامر قد انتهى، وان العالم المتحرر يفتح ذراعيه لاستقبالي.. لكنني تبينت ان الحياة سجن أكبر.

صراع (ج) (س)

عالمنا المشوه قائم على حرف (ج) ننحني إليه جميعاً كما الاله.. فهو سابق لشهواتنا في مجتمع ذكوري غريزي ويأتي أول حرف من كلمة (جسد) التي اسقطت آدم من الجنة..
ولأننا نهاب حاكمنا؛ وضعنا قبل اسمه لفظة (جلالة الملك).
ومن اجل ان نعبر عن خوفنا من الحرية اسميناها (جرأة) وكذلك سوغنا لأنفسنا القتل بوصفه حق الدفاع عن النفس، بينما لو دافع الغير عن انفسهم اسميناها (جريمة)!.
جبروت (ج) سيطر على الحروف لا بل على العالم اجمع.. إلا الحرف (س) آبى الخضوع والانسجام مع هذا الحرف الدكتاتوري..
فصنع من نفسه كلمات غيرت ميزان العالم كالسلام لمن يريد السلام والسنابل لمن يريد الحياة والسجن والسلاسل للعقاب.. وهو الامر الذي جعلنا نعيش صراعاً دائماً بين الحرفين.

مقبرة الصمت

غادرت النطق إلى الأبد.. وشيدت من صمتي مقبرة، دفنت فيها جملة أحاسيس جميلة كانت تتجول في داخلي، مثلما دفنت فيها الحب والمشاعر التي ماتت في قلبي.. وحفرتُ قبوراً ضيقة لأحلامي وآمالي..
بقيتُ ساكتاً، خانعاً، خائفاً من نبضات قلبي وأصوات أنفاسي.. خائفاً حتى من صمتي.
كل هذا كان كابوساً بَشعاً في الليلة السابقة، ابتدأ بعدما اصغيت الى صوت معدة طفلي وهي تصدر أصواتاً غريبة تعلن جوعها وتشكل موسيقا عنوانها الجوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال