الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقبة تفريخ الصهيونية

ابراهيم زهوري

2012 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


حقبة تفريخ الصهيونية
من منا بات لا يعرف أن غياب الحسم العسكري والتردد المشين من طرف المجموعة العربية والعالم الدولي عن حماية المدنيين السوريين ووضع حد واضح قاطع لا لبس فيه لآلة القتل وبالتالي اسقاط نظام الأجهزة الهمجية الخسيسة التي لا تتوانى في استخدام القتل بكل أشكال صوره توحشاوبدائية عن اشباع غريزتها المريضة في امتلاك ناصية سلطة الاستبداد والاستعباد , ما هو الا مقدمة طبيعية لتمهيد الطريق أمام تكريس منطق نظام المحاصصة الطائفية الذي جرى تنفيذه في كل من لبنان والعراق , واستخدام التميز الثقافي لبلاد الشام ذريعة لاستدعاء أنساقا متخلفة قديمة وبالية بثوب جديد وتكريسها سياسيا , وكل الأحاديث التبشيرية المرعبة التي خرجت فجأة والتي تتحدث عن أهوال وشرور الحروب الأهلية وفظاعة مآسيها وتوصيف نبل الثورة السورية بما لا تريدة ولا تريد الوصول الية حقا , ما هو الا محاولة رخيصة لخلط الأوراق وبعثرة زخم مسيرة الشعب المنتفض والدفع المسبق على حرف شعاراتها التغييرية عن مساراتها الحقيقية وكل مظاهروآليات الانتفاضة الشعبية بما تحمله من دلالات التحرر والخلاص على كافة الصعد النفسية والاجتماعية والسياسية وفي المقدمة منها قضيتي الحرية والكرامة , وما يلفت الانتباه في هذا المجال هوالتواطئ و الاتفاق المستتر أحيانا والفاضح السافر أحيانا أخرى بين استمرار آلة القتل في غييها واشتداد تغول فجورها فتكا بالشعب الثائر الى حدود مستوى تسوية المدن وساكنيها بالأرض وبين تكريسه عالميا بمنح المزيد من المهل كغطاء حماية وفرص آمنة جديدة , الهدف منها جميعها هو القضاء المبرم على الطابع الشعبي للثورة وبرائتها ومنعها بكل السبل والوسائل عن تحقيق غاياتها المنشودة , وهنا يبدو سؤالنا مشروعا هل تحّمل المحيط العربي المحافظ ومعه المجموعة الدولية في سبعينيات القرن الماضي ثورة الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة المعلم الشهيد كمال جنبلاط مدعوما من الثورة الفلسطينة بقيادة الشهيد ياسر عرفات ؟ , ولماذا صرح وزير خارجية المملكة السعودية في اخر مؤتمر صحفي له وفي هذا التوقيت بالذات بأن المملكة ليست ضد النظام السوري بل ضد سلوكه !!. ما بات يقينا الآن هو أن الصهيونية ودولتها ليستا وحدهما " الطفل " المدلل في المنطقة , لا بل يتنافس معهما الصهيونيات المحلية الكامنة التي تطل بقبح بشاعتها الآن مدعومة بعقدة الاضطهادالطائفية وفوبيا أقلية الأقلية ومنطوق العشيرة القبلية وأن المستهدف الوحيد والمشروع بالقتل العلني و بالنقل المباشر المشين هو روح الشعب في قيامته من أجل الخلاص ومقاربة ثورته بلغة الحداثة وأخلاقها الانسانية , و دون ذلك يبقى في اجتماع جميع الأطراف يوما ما - عاجلا أم آجلا - حين تنصب خيمة البازار السياسي كحل وحيد ممكن يرضي جميع الأطراف.
ابراهيم زهوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته