الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجدا ً لحزب الشيوعيين العراقيين

عامر الدلوي

2012 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مرت يوم أمس ذكرى عزيزة على قلوب الأجيال المتقدمة من أبناء شعبنا العراقي العظيم .. من الذين إن كانوا لم يكونوا متواجدين وسط أتون المعارك النضالية التي أقترنت بإسم من تعود له هذه الذكرى .. فهم بلا شك كانوا من المناصرين لتلك الملاحم وإن لم يكونوا فهم من معايشيها و مجايليها .. أعني بذلك ذكرى تأسيس حزب الشغيلة والفئات الكادحة من أبناء شعبنا .. نصير العمال والفلاحين .. المدافع الأمين عن مصالحهم الطبقية ضد أبشع أنواع الإستغلال الوحشي للرأسمالية والبرجوازية .. حزب فهد وسلام عادل .. حزب الشيوعيين العراقيين .. اللذين لم يجد أبناء شعبنا في أشد أزماتهم .. وأعني بذلك إحتلال بلادهم من أرذل وجه للرأسمال العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية .. وما تلاه من عمليات نهب وسلب للمال العام قامت به قوى تدعي إنها كانت تعارض النظام المقبور وجاءت بأزلامها من وراء الحدود .. لم يجد أبناء شعبنا تسمية أجمل وأحلى من .. أصحاب الأيادي البيضاء لهم .. لأن أحدا من الشرفاء منهم واللذين تربوا على أخلاق قادتهم العظام رموز البطولة والإستشهاد العنيد دفاعا ً عن المبادئ والأخلاق الوطنية الحميدة .. فهد وصارم وحازم .. سلام وجمال والعبلي , لم يشارك بهذه العمليات القذرة .
في الحادي والثلاثين من آذار من العام ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين صدر البيان التأسيسي للحزب الشيوعي العراقي عن الإجتماع الأول للعديد من المنظمات والخلايا المنفردة الماركسية تحت قيادة الرفيق الرمز ( يوسف سلمان يوسف – فهد ) لتبدأ مسيرة نضالية من نوع جديد ضد عملاء الإستعمار وأركان البرجوازية المرتبطة بهؤلاء الأذناب وضد الإستعمار البريطاني البغيض .
تعرض الحزب وهو يقود هذا النضال للعديد من حملات التشويه الظالمة والتي تعددت وتنوعت مصادرها .. فمن جهاز الإعلام البريطاني إلى شعبة التحقيقات الجنائية إلى رجال دين باعوا ذممهم وضمائرهم وصاروا أبواقا ً للمحتل وأذنابه , وأخذوا يبتعدون شيئا ً فشيئا ً عن واجباتهم الدينية عبر تسييس خطب الجمعة وتوظيفها لسرد ما تتقيأ به وسائل الإعلام المذكورة ضد الشيوعيين ( إنتهاء ً بالفتوى النجسة التي أصدرها أحدهم لتكفير الشيوعيين والتي أستغلت بشكل بائس من قبل إنقلابيي الثامن من شباط الأسود عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين لأجراء المذابح بحقهم ) وقد تزامنت هذه الحملات التشويهية مع حملات التصفية الجسدية للعديد من قادته و كوادره مع تلك الحملات الدعائية الظالمة .
ففي الرابع عشر من شباط من العام ألف وتسعمائة وتسع وأربعين أعتلى صهوة المجد الرفيق الخالد فهد مرددا بصوته الهادر في ساحة المتحف بأن ( الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق ) .. بعد أن سبقه أول الشهداء الشيوعيين ( شاؤول طاووق ) برصاص القمع الوحشي للتظاهرات المنطلقة ضد المعاهدة الجائرة ( معاهدة بورتسموث ) , وفي الخامس عشر منه إلتحق بالركب الرفيقين ( صارم وحازم ) وفي إنتفاضة الحي الباسلة كان هناك سجل حافل بالمجد للرفاق الشيوعيين , فكانت لوقفة الشهيدين الباسلين عطا مهدي الدباس وعلي الشيخ حمود , صدى خالد في ضمائر الناس , يوم لم يكن هناك من يعرف كيفية تشكيل حزب سياسي ليناضل بإسم الدين والقومية ضد الإستعمار .
لم تغب بعد عن مخيلة الملايين من أبناء شعبنا لأنها مكتوبة بمداد الفخر والعز نضالات وبطولات الشيوعيين دفاعا ً عن ثورة تموز المجيدة رغم ما عانوه على يد قائدها وأجهزتها الأمنية , وعلى الرغم من الحملات التشويهية المتواصلة منذ عام ثلاثة وستين والتي يقودها بكل خباثة فلول ما يسمى بالقوميين العرب وبعثيين أبوا إلا أن يكونوا من الحاقدين على كل ما يرتبط بالوطن والناس وفي الطليعة طبعا ً كان الشيوعيين هدفا ً رئيسيا ً لكل هذه الحملات القذرة التي حضت بمباركة بعض رجال الدين من أصحاب الدنيا .. على الرغم من الإستفاقة التي أصابت الكثير من قيادات هذه التيارات للحد الذي جعلت البعض منهم يدرج الحقائق حول كل ما فعلوه بحق الحزب الشيوعي في مذكراتهم التي نشروها .
وسوف لن تغيب أبدا ً تلك المواقف المشهودة للشيوعيين عن بال الذاكرة الجمعية للشعب العراقي مهما تكالبت وأستعملت قوى التخلف والظلام من أسلحة خبيثة في محاولة لتهميش دورهم وإقصائهم كشيوعيين وليس كتنظيم وقيادات .. فما يجب أن تعرفه هذه القوى مجتمعة ( قوميين وبعث وإسلاميين ) إن الحزب قد حفر تاريخه بأحرف من نور في تلك الذاكرة التي لا يمكن أبدا ً أن تلويها وتمحيها كل وسائل السلطة القمعية و سيبقى الحزب ... وتتلقى مهاوي الردى و مزابل التاريخ كل من حاول وما يزال يحاول أن يقوم بإكمال ما حاول الطاغية الأرعن المقبور أن ينجزه خدمة لمخططات أسياده الذين باعوه عندما أصبح ورقة محروقة .. كما يقول العراقيون .. بقشر بصل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز عامر الدلوي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 2 - 06:56 )
تحيه وتقدير وتهنئه بهذا اليوم العظيم الذي ولد فيه من حرك الراكد وكسر الجامد في الحياة وفتح الجديد امام الاجيال
واقول لك وللحزب
روح انت مني وانه منك روح
يلفرحتني من الزغر و داويت بيه جروح
انت عطرت الوطن وريحتك لسه تفوح
تقبل تحياتي والى امام

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة