الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتناق النسيان

ضرار خويرة

2012 / 4 / 1
الادب والفن


نصف أملٍ يبقى في الأرض
ونصف تشربه الشمس
وجع الحكايات ، فرح الحكايات
يستويان
سرد الماضي فن الحوار في أقاصيص حاضرنا
ومابين دفتي الكتاب
طالعٌ وأيائلُ عطشى
الكتاب ...
بحيرة مسممة بالنقيق وبالخيبات
وأنا وأنت رصيفان على دكةٍ
يرقبان المسير ، نتذكر لا أكثر
أنا كنّا وكنّا وكنّا ...
وحين يكون ما يكون
نتسع .. نضيق
ننعطف ونفترق
كيفما شاء المسير نكون !!
ولا حيلة لنا سوى الذكرى
إذن .. لننسَ يا صديقي
أنّا كانت لنا أيادٍ بيضاءُ
علت فوق هامة النخل
وأمطرت لحجور الصبايا تمر الهوى
وأنّ لنا في عيني كل امرأة طيفاً
وفي قلبها طيفاً
أنّا كنا التوأم المشتهى لامرأة حبلى
..
لننسَ أغاني النهر للدفلى
تلك أناشيدنا المدرسية ياصديقي
ليس إلا !!
ولا زلت تذكّرني ؟؟
بطاقة البيت العتيق وأعشاش الزاجل
والرسالة التي لم تعد لك باليقين
من شرفة العصافير
ألا زلت تذكِّرني ؟؟!!
قد قلت لك : هذا الحمام ليبرالي النشأة
إن حطّ لا يطير .. وضحكنا
...
وأنتَ ، أتذكر الطوفان ؟؟
حين وقفنا حارسين على إرث القبائل !!
كان المدُّ يعلو ويعلو
ونحن في الوادي ، لم نصنع سفينتنا
للنجاة ...
يا لسذاجة الحلم
حين ظننا أنّ السيف يقطع هامة الماء
شربنا كثيرا وكثيرا ..
وكنّا آخر فارسين تصديا لقوى الشيطان
تلك أساطير جدتنا ياصديق
وصدقناها!!
فعزّت علينا الحياة كما عزّ الموت
صرخنا في وجه ماردنا :
أن ثنِ ... ثنِ بنصلك على عنقينا
لا تتركنا على الحياد
وعدنا منكسرين .. لا منكسرين عدنا
تختلف بنا الرؤى
...
تلك آخر حروبنا مع الماء
آخر أحزان العذارى بفارسين
ظنّا للوهلة الاولى
أنّ البطولات تُخلّد والهزائم تُخلّد
ياصديقي ..
آخر مايحدث هو المخلّد
ونحن الآن ..
قطعنا نصف الدرب إلى المجهول
هنا دعنا نقف
نكفُّ عن سرد الماضي وقراءة الطالع
غجريان يروضان الفراغ لفكرة المستحيل
لا مضيَ للأمام .. لاعودة
ولا طاقة لنا بالريح الآتية من غرب الديار
...
هاتِ لي قصة أخرى
تبقينا على قيد لحظتنا لننظر ما وراء القتام
هاتِ لي قصة أخرى ..
سوى ما ابتدعنا من كذب في نيسان
تلك حكاياتنا ياصديقي ، لننسها
التراب حكايتنا الوحيدة لتُذكَر
لم نستطع يوما أن نصير الطين
فأخذتنا الرياح خفافا على مهبها
ذرتين تطيران في العدم
إذن ، لننسَ ولتنسني كأنك لم تعرفني
يكفيني وجع امرأة
لأنكر وجودي في سطر قصيدة
أتنكر لك ...
وأنكر حاجتنا للّغة في حرب حتمية مع الغبار
أنا الآن أشتاق حزنَ امرأة
كلما أبكيتها بالغياب ،
تذرعتُ بعطش النرجس الجبلي
وقلت لها :
إن الحب دون حزن غامض الملامح
وظيفة حكومية
...
ألا زلت تذكرين
وترددين كلامي لصديقتك الافتراضية !!
لننسَ ، ولتنسي ياحبيبتي
لم نكن عاشقين ، كنا فقاعة
وكان مابيننا ...
وجه الحقيقة به مسٌ من خيال
وحدي أحتاجني الآن
وكان وهما مارأيت ِ
لا شيءَ فيَّ .. لا شيء
يشبع فضول السوسنة الهاربة من سرها
أحبك ؟ .. نعم ،
وتقفزين من جيب اللغة إلى فمي
كلما استعرت مفردة للحرب
كم يشبهك حرف العين
وأنا المتشردق بالغصات
لذا انسي ...
ودعيني إحدى سنين طفولتك
هذه الحياة ما كان في الماضي
وما نحن فيه
برزخٌ لا نعلم إلى أين يفضي
هذه الحياة
نصف أملٍ تزرعينه للأرض
ونصف تشربه الشمس ؛لأهديك مظلتي
..
يا حبيبتي ..
مابين دفتي الكتاب لا طالع لنا
فأي شيء ستذكرين
نقشٌ على سطح الهلام
هذه الحياة هكذا
فآمني واعتنقي النسيان
.
.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال