الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هيا الى المربع الأول
عبدالناصرجبارالناصري
2012 / 4 / 2مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد المنتفعون من الوضع السياسي المأزوم بأنه جنة الله التي حلت على العراقيين كما يروجون , وانه
لا سبيل للعراق إلا السير في طريقه , وكل من يعارضه يتهمونه بأنه يريد اعادة العراق الى المربع الأول , وكأن العراق يعيش في مرحلة الاستقرار والأمان والوحدة الوطنية والتعددية والديمقراطية الحقيقية . تلك المباديء الأساسية التي تم اسقاط النظام الصدامي على أساسها وبدعواها , والتي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا وأصبحت شعارات ليس لها واقع في العراق الجديد بسبب ما يسمى بالعملية السياسية الطائفية التي اقتصرت على سياسيي الصدفة من الذين عاثوا في الأرض فسادا وتهشيما وقتلا للعراقيين كافة ..
أي عملية سياسية يطالبنا هؤلاء السياسيون بالحفاظ عليها ؟ فهي كما هو معروف للجميع قامت على أسس خاطئة يعترف الجميع بها , كالمحاصصة الطائفية التي صيغت وفق دستور يفرق العراقيين قوميا وطائفيا , لقد كتب بأياد طائفية بغيضة , وضعت فيه بنود قانونية مطاطة قابلة للتفسير على أهواء من احتكر السلطة في غفلة من الزمن . كما نشاهد يوميا الالتفاف الواضح عليه , وأن مباديء الديمقراطية وصناديق الاقتراع تم الغائها منذ أول اختبار له , تمثل في التفسير الأخير للقائمة الأكبر , فضلا عن جميع الأزمات والمعاناة التي يعاني منها العراق , تلك التي لم يتم حلها حتى الآن . ولم نشهد أي أنجاز من هذه العملية السياسية , فجميع القرارات الواجب اتخاذها يتم ترحليها الى مستقبل مجهول , بينما ظلت القرارات المتخذة ذات نهايات سائبة . فملف اجتثاث البعث مثلا لم يحسم الى الآن, بينما نسمع يوميا عن اجتثاث بعثي وترقية آخر لوضعه في أعلى المناصب .. وهكذا ملف المناطق المتنازع ومثله الأبرز كركوك لم يحسم , وهنالك المئات من القضايا لم تحسم الى يومنا هذا , وكل هذا وهم يتحدثون بأن هذه العملية هي التي تبني العراق , في حين أن العملية السياسية يشوبها الكثير من الأخطاء , ولابد من معالجتها . ونراهم بين فترة وأخرى يعقدون المؤتمرات ويشكلون وزارات من أجل المصالحة وجميع هذه التصرفات يكون مصيرها الفشل لأنها لا تعالج أصل الأزمة ومصدر الخلل .. كما أنهم لم يتعظوا من فشل المؤتمرات السابقة , وفي هذه الأيام يتم الحديث عن ضرورة عقد المؤتمر الوطني من أجل الهاء المواطن واسكاته من خلال الماكنة الاعلامية الطائفية التي تمول بأموال العراق
هذا المؤتمر المزمع عقده في بغداد سوف يكون مصيره الفشل كالمؤتمرات السابقة , لأنه مؤتمر لالتقاط الصور , كما أن جميع المشاركين فيه هم أصل الأزمات ومفتعلوها لكي يعتاشوا عليها , ولا يمكن أن تكون هنالك مصالحة بين مفسدين سلبوا العراق خيراته وقتلوا أبناءه من خلال النزاعات والصراعات المتلفزة والتي تنعكس على المواطنين بصورة مباشرة , حتى أصبحت العملية السياسية تقرأ وفق معادلة "شيعستان وسنستان وكرد ستان " وعلى المواطنين أن يتصارعوا ويتقاتلوا من أجل نصرة أي طرف ينتمون اليه في المعادلة
كما أن أي عملية سياسية تقاس بمدى رضى الشعب عنها , والكل يعرف بأن هذه العملية ودستورها قد مرر على العراقيين بالحيلة الشرعية والتزوير , كما كاد الدستور أن يسقطه الشعب لولا التزوير والفتاوى الدينية التي أيدته ودعت الناس الى الموافقة عليه
فاليوم أمام السياسيين الحاليين فرصة كبيرة اذا كانوا يحرصون على بناء العراق فعلا , من خلال الدعوة الى عودة العراق الى المربع الأول وصياغة دستور جديد قائم على أسس ديمقراطية مدنية ويعمل فعلا على المساواة بين جميع العراقيين , عن طريق دعوة الأحزاب والشخصيات السياسية كافة - ماعدا تلك التي تورطت بقتل العراقيين - الى المشاركة في صناعة عملية سياسية عراقية حقيقية مدنية .. وهذه الخطوة هي الوحيدة التي ستساهم في انقاذ العراق من ما هو عليه الآن , وان مقومات هذه الخطوة متوفرة في العراق ,فالمتحججون بالمحتل فان المحتل قد ذهب , ومن يتحجج بالطائفية فعليه ان يشارك في صياغة دستور غير طائفي . عندما يقوم السياسيون بتنفيذ هذه الخطوة - وأنا أشك طبعا في ذلك - فسوف يكون لها صدى واسع من اهتمام الشعب والعالم بها , وسوف يكون الانجاز العراقي التأريخي ويصبح العراق البلد النموذجي كما كنا نطمح أن نشاهده
فالمربع الأول لا يعني أن نحل كل القرارات القائمة , ولا نحل الجيش ومؤسسات الدولة الحالية , انما نعمل على تقويتها وتصحيح مسارها من خلال دستور قابل للتنفيذ , والعمل على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب . فهذه الخطوة سوف تنتج لنا شخصيات سياسية وطنية , لأن الكثير منها ما زالت مهمشة وتدفع ثمن مواقفها من هذه العملية السياسية المشوهة , بينما اشراكها في عملية سياسية مدنية جديدة سوف ينعكس ايجابا على العراقيين .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر