الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض كتاب: تاريخ الأحزاب الإسلاميّة في العراق التحول في حزب الدعوة (1957-2009)

زينة الميالي

2012 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عرض كتاب: تاريخ الأحزاب الإسلاميّة في العراق التحول في حزب الدعوة (1957-2009)
تأليف الدكتور داي ياماهو جامعة كيوشو- اليابان
ترجمة: أ.د. محمود عبدالواحد القيسي و د. فلاح الأسدي
عرض: زينة الميالي
يطل علينا الدكتور محمود عبد الواحد القيسي بحلة جديدة وبترجمة اخرى لكتاب جديد بالتعاون مع الدكتور فلاح الاسدي من تاليف الدكتور داي ياماهو من جامعة كيوشو في اليابان يحمل عنوان (تاريخ الاحزاب الاسلامية في العراق: التحول في حزب الدعوة (1957-2009) وهو من اصدارات بيت الحكمة ببغداد 2012.
يتألف الكتاب من مقدمتين، وخمسة فصول، وخاتمة، قام بوضع المقدمة الاولى الدكتور شمران العجيلي رئيس مجلس امناء بيت الحكمة، والذي ساهم بمراجعة الكتاب ووضع المقدمة الاولى له، في حين قام المترجمان بوضع المقدمة الثانية للكتاب اذ قام الدكتور فلاح الاسدي بترجمة الفصول الاول والثاني والرابع في حين قام الدكتور محمود بترجمة الفصلين الثالث والخامس.
يمثل الكتاب الحالي رؤية لباحث ياباني متخصص بشؤون الشرق الاوسط، ومتمعق بدراسة تاريخ الاحزاب الاسلامية في المنطقة، والعراق خاصة، وانه قضى اكثر من عقد في حياته بالتجوال في البلاد العربية، وبلدان اوربية أخرى، محاولاً جمع المصادر والوثائق وإقتفاء أثر الحقائق، خاصة وأن عددا من الشخصيات الاسلامية المساهمة في هذه الحركات الاسلامية لاتزال على قيد الحياة، مما يُضفي وثائق حية تضاف الى الكتاب وتُسهم في وضع إرهاصات جديدة، اذ قام الكاتب بدراستها برؤية مغايرة للباحث الاكاديمي، وحتى الغربي، اذ قام بدراسة الموضوع بصورة مجرد وبموشور ياباني بعيدة كل البعد عن ما كتب سابقا عن الحركات والاحزاب الاسلامية، سواء كانت متحيزة قبل عام 2003 أو متعاطفة معها، كما قام بدراسة تطورها التاريخي الذي اسهم في تحول افكارها الايديولوجية وبنيتها التنظيمية، مما انعكس على التطورات الحاصلة في العراق، بدءاً من المنافى وصولاً إلى تبنيها السلطة في العراق عام 2003.
وتتمثل الحركات الشيعية في العراق وفقا لمنظور الدكتور داي ياماهو في حركتبن كبيرتين، هما حزب الدعوة الاسلامية، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ( حاليا المجلس الاعلى الاسلامي العراقي) اللذين يمثلان تطور الحركة الاسلامية في العراق على مدى تجاوز ستة عقود، إذ تأسس الاول عام 1957 في حين تأسس الثاني عام 1982 لمجموعة من الاحزاب الاسلامية ثم أصبح حزباً مستقلا في النصف الثاني من القرن الماضي.
حاول ياماهو من خلال هذا الكتاب تتبع التحول الايديولوجي لهذين التنظيمين وكيفية انعكاس الفكر الايديولوجي على ممارساتهما السياسية، وكيفية ربط هذا الفكر بما ينسجم مع تطور المشهد السياسي العراقي، خاصة وانهما غديا عُنصرين مُهمين في تشكيلة مجلس الحكم 2003، وإلى ذلك أشار المؤلف أيضا الى بقية الحركات والاحزاب الاسلامية الاخرى مع بعض الاشارات لبعض الحركات السنية الإسلامية المعارضة. الاّ اننا نرى ان المؤلف ركز على الحركات الشيعية دون السنية، ذلك ان الحركات السنية العراقية كانت محدودة التاثير في العقود الستة الاخيرة، ليس هذا فحسب، بل من خلال قراءة الكتاب نجد ان المؤلف قد استخدم مفاهيم جديدة مثل: "الهوية" و"الدولة" و"النزعة الاسلامية" و"العراقوية"، وهي لا زالت جديدة على الباحث العراقي محاولاً من خلالها ربط تلك المفاهيم مع تطور رؤى الاحزاب والحركات الاسلامية، بما ينسجم مع الواقع العراقي. وبالتالي أوجد المؤلف خطاً جديداً مغايراً نوعاً ما لبعض الدراسات السابقة، التي شددت وركزت نوعاً ما على الطبقة الاجتماعية، مثل: كتابات المؤلف حنا بطاطو، أو الكتابات الغربية التي تبنت البعد الطائفي والعرقي، اذ تبنى المؤلف البعد السوسيولوجي والايديولوجي لهذه الحركات، وكيف تحولت من حركات اجتماعية وفكرية، الى حركات سياسية، واخرى ثورية.
وبالرغم من ان بعضنا قد لا يقتنع ولا يفهم رؤية الكاتب وفق هذا المنظور، الا اننا نجد ان هذا الكتاب يمثل إضافة أخرى لكتب تناولت تلك الحركات والاحزاب الاسلامية وفق مفاهيم متعددة على مدى عقود من الزمن، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، نرى وبعد الانفتاح على ثقافات جديدة لبلدان اخرى خارج المركزية الغربية، نجد اهتمام المؤسسات اليابانية بتلك الدراسات، اذ تحاول اليابان فهم الشرق الاوسط والعالم العربي دون التدخل وفرض أفكار وتعميمات ذات ابعاد سياسية، وعليه فإننا نرى ان هذ الانجاز الكبير وهذ الاهتمام الذي شهدته كلية الاداب في جامعة بغداد منذ عام 2005 فيما يخص الدراسات اليابانية إنما يُمثل طفرة نوعية وخطى جديدة في مجال الدراسات العليا والذي يعود الفضل الكبير في ذلك الى رئيس قسم التاريخ الدكتور محمود القيسي، الذي دائما ما يطل علينا بافكار جديدة بعيدا عن الروتينية والمبالغة. واتمنى أن نخرج عن سياق الكتابات التقليدية ونسعى إلى الانفتاح على كتابات ومعالم العالم كله، ليس اليابان فحسب، بل بلدان اخرى كفرنسا والصين وأمريكا وبريطانيا وعموم أوربا، وغيرها، والذي أعتقد أنه سيفتح باباً أمام الباحثين لدراسات مستقبلية أخرى.....
مع التقدير..


زينـــــة الميـــــالي
باحثة في التاريخ العراقي المعاصر
جامعة بغداد - كلية الآداب
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جمال نزال: وجود السلطة في غزة رهن بحل شامل يتضمن انسحاب إسرا


.. نهضة بركان يستقبل الزمالك في مهمة رد الاعتبار | #هجمة_مرتدة




.. جامعة سيول تضم صوتها للحراك الطلابي العالمي المتضامن مع فلسط


.. استشهاد رضيع وأمه جراء قصف إسرائيلي على منزل بمدينة غزة




.. مراسل الجزيرة: مستوطنون إسرائيليون يحرقون منزلا لعائلة الدوا