الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في معسكر سكوتشير للاجئين

سعاد خيري

2012 / 4 / 2
سيرة ذاتية


في معسكر سكوتشير للاجئين
لاحظت ادارة معسكر اللاجئين في رنكبي تعبنا وعدم تحملنا ظروف المعسكر فقررت نقلنا الى مكان اخر. فقد مرضنا ولم نستطع الذهاب الى المطعم وتولى الرفيق ارام مساعدتنا, وهو نفس الرفيق الذي ساعدنا في كردستان اثناء المؤتمر الرابع للحزب عندما مرض ابو يحيى . رفضت نقلنا الى مكان اخر وطالبت بالاسراع بقبول لجوئنا وهددت باعلان الاضراب عن الطعام. وباسلوبهم الانساني مؤكدين تعاطفهم معنا اقنعونا بقبول الانتقال الى المكان الجديد الذي سيكون مريحا وهناك يمكن انتظار الاقامة.
وسفرنا الى القرية سكوتشير التي تقع الى شمال ستوكهولم وتبعد عنها بثلاث ساعات بالسيارة في نهاية عام 1992. وانزلونا في بناية ضخمة كانت مصحا وفي شقة مريحة فعلا لا تفتقر الا للحمام وكان هناك في الممر حمام مشترك . وفي هذا المصح وجد زكي خيري الراحة واستعاد قابلياته على الكتابة وعاد الى مراسلة الاستاذ هادي العلوي . ومن ثم مناقشة بحث الكاتب السوري عطية مسوح الذي نشر في الثقافة الجديدة بعنوان , نظرية ماركسية ام نهج مادي جدلي تاريخي, . وكنا كعادتنا نقضي الوقت في المناقشات السياسية والمطالعة وعندما نقدم على كتابة اي موضوع, نشبعه نقاشا ونضع الخطة ونطلع بعضنا على ما ننجزه ونناقشه ونقدم الملاحظات, فنغني الموضوع ومع كل تقدم في البحث تتبلور رؤى جديدة ويتطور الموضوع ويغتني. وكان له دائما التفوق النظري والابداع الفكري وكنت دائما التقط جواهر افكاره التي ينثرها امامي في احاديثه وكتاباته وانظمها لتبرز كل تاثيرها على القارئ . لم نكن نشعر يوما بطول الوقت ولا باي فراغ في حياتنا . فمن مشروع كتابة الى اخر, ومن موضوع مناقشة الى اخر . فقضايا الوطن والشعب العراقي فضلا عن القضايا العالمية هي قضية حياتنا الاولى والاخيرة. لاسيما وان تلك الفترة كانت تعج بالكوارث التي مني بها شعبنا جراء استشراء النظام الدكتاتوري وانطلاق الهيمنة الامريكية, ومنيت بها البشرية جراء انهيار المنظومة الاشتراكية.
وفي سكوتشير كانت وداد تزورنا دائما رغم تكاليف السفر ونتمتع بمرحها . وزارنا فخري كريم والتقى بزكي خيري على انفراد كما كان يزورنا مرارا الدكتور عقيل الناصري ويجلب لنا الصحف العربية وبعض الهدايا فقد كان يسكن في يفلا القريبة من قريتنا.
ومضت بسرعة الاربعة اشهر من اقامتنا في هذه القرية التي احبها زكي خيري وتمنى البقاء فيها ليستمر في الكتابة متمتعا بهدوئها في حين كنت اتوق الى الحياة في ستوكهولم والتمتع بالعمل المنظم بين الجالية العراقية . فقد انجز زكي خيري في سكوتشير مؤلفه وحدة النظرية والمنهج, وانا اناقش واعيد كتابة ما يكتبه عدة مرات ونبحث في قضية نشره. واستطعنا نشره بمساعدة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في شمال السويد ليكن من مواد المؤتمر الخامس للحزب الفكرية لا سيما وان انهيار المنظومة الاشتراكية ادى الى تخلي ان لم نقل تهجم الكثير من الاحزاب الشيوعية على الماركسية بل وتخلي الكثير منها عن اسمها وعن الاسترشاد بالماركسية, او بادانة النظرية وتمجيد النهج المادي الديالكتيكي.
وفي مطلع نيسان 1993 حصلنا على الاقامة في السويد وعلينا اختيار مكان اقامتنا مع اعلامنا بتفضيل الحكومة السويدية عدم اختيار العاصمة لصعوبة الحصول على سكن فيها. فسافرت الى ستوكهولم واستقبلني ابو فهد في بيته وبحثنا عن بيت دون جدوى ومرة ثانية حيث استقبلني ابو منير في بيته وكانت زوجته بولونية تجيد اللغة الروسية التي اجيدها وطفله الرائع سرمد. وبحثنا معا عن مسكن لنا دون جدوى وازاء اصرارنا على اختيار ستوكهولم انزلونا في دار خشبية رائعة كانت ملحقة بمستشفى بيكن بري, وسط غابة جميلة في ضواحي ستوكهولم كسكن مؤقت حتى يجدوا لنا المسكن الدائم.
وهناك اتصل بنا يحيى من براغ طالبا ان نمضي معه اسبوعا في براغ لحضور زواجه لاسيما وانه سينتقل الى بريطانيا لاكمال دراسته في جامعة برايتون.
وبدأنا نلح على طلب الجواز السويدي لنتمكن من حضور المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي وشغلنا ذلك عن الاحتجاج على قبولنا كلاجئين انسانيا وليس سياسيا . لانه كان من شأن ذلك ان يعرقل سفرنا. فضلا عن اعتبارنا مجهولي الهوية رغم تقديمنا شهادات الجنسية العراقية لهم. يبدو انه كان لهويتنا السياسية تأثير في اتخاذ الحكومة السويدية هذا القرار. في حين منحوا حق اللجوء السياسي للكثيرين ممن ادعوا تعرضهم للارهاب بسبب قرابتهم من زكي خيري!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استدعاء الهيئة الناخبة في الجزائر للانتخابات الرئاسية


.. الانتخابات الأوروبية: أي تداعيات لفوز اليمين الفرنسي المتطرف




.. الانتخابات الأوروبية: كيف استهدفتها حملات التضليل الروسية؟


.. مجلس الأمن يقر مشروع قرار أميركي بشأن التهدئة في قطاع غزة بـ




.. القيادي بحماس محمود مرداوي لسكاي نيوز عربية: نرفض أي حل يجتز