الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهم يخفون معالم جريمتهم ، أليس كذلك ؟

يونس الخشاب

2005 / 1 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لماذا ترفع انقاض منازل معينة بالذات ، باكملها ، دون غيرها ، ويجرف التراب من تحتها ويحمل في شاحنات كبيرة وينقل الى مكان مجهول ، بينما بقية البيوت المجاورة ، والتي دمرها القصف هي ايضاً تبقى على حالها دون ان تشملها هذه الاجراءات ؟ لماذا تغسل بعض البيوت وما جاورها بمياه مضغوطة تطلق من خراطيم موصولة بخزانات مياه هائلة ؟
ان وراء الأكمة ما ما ورائها. اذ يبدو ان احداثاُ غريبة تجري هذه الايام في الفلوجة ، حيث يقوم الجنود الامريكان ، طبقا لما يقوله شاهد عيان كان في زيارة لبيته المدمر هناك بعد عودته الى بغداد:
" في مركز حي الجولان يجري نقل انقاض منازل معينة بكاملها بعد ان دمرتها القنابل ، في نفس الوقت فان معظم البيوت التي دمرها القصف تترك على حالها كما هي . لماذا يفعلون ذلك ؟ ويتابع " انهم يفعلون الشئ نفسه في حي نزال ، المعلمين ، وحي جبيل ومنطقة الشهداء . وكانت القوات الامريكية قد بدأت بهذه الاجراءات بعد عيد الفطر مباشرة ، اي بعد 20 من تشرين الثاني الماضي .
" لقد شاهدنا الجنود الامريكان يستخدمون البلدوزرات في تجريف ودفع التربة في اكوام ومن ثم تحميل هذه التربة في سيارات لتطرح في اماكن مجهولة . كما جرى ذلك ايضاً في حيي الجولان والجمهورية " ، وكما هو معلوم شهدت هذه الاحياء اعنف المعارك اثناء الحصار ، وكانت المقاومة هنا على اشدها " يواصل شاهد العيان حديثه . "هناك كيلومتران من التربة ، على اقل تقدير قد أزيلت ، وهي بالضبط نفس الاجراءات التي اتخذها الامريكان بعد معارك مطار بغداد عشية الغزو ، حيث استخدم الامريكان سلاحهم الخاص " ويتابع :
"في مناطق معينة حيث استخدم الجيش الامريكي ( الذخائر الخاصة ) أزيلت مساحة 200 ( مائتي متر مربع ) من الاتربةمن مكان الانفجار " . ويؤكد العديد من اصدقاء هذا الشاهد ان القوات الامريكية جلبت معها شاحنات تحمل خزانات مياه ضخمة وقامت بعد ذلك بشطف وغسل الشوارع بالماء المضغوط. " لقد اطلقوا خراطيم مياههم حول كل بيت في تلك المنطقة ، كما لو انهم يحاولون اخفاء شواهد ودلائل على استخدام اسلحة كيميائية بتلك المياه ".
وهذه القصة يؤكدها شاهد عيان آخر كان قد تلقى العلاج في مستشفى عامرية الفلوجة ، حيث قال انه شاهد سيارات عسكرية امريكية تحمل خزانات ضخمة للمياه وهي تطلق ماءً مضغوطاً من خراطيمها في شوارع الفلوجة .ويتسائل احدهم : لماذا يفعلون ذلك ؟ هل لتجميل الفلوجة ؟ كلا ، انهم يغطون آثار اسلحتهم الرهيبة التي استخدموها في الفلوجة .
وتقول احدى العاملات في الهلال الاحمر العراقي والتي لا ترغب في الافصاح عن هويتها :
"انني متأكدة ان الامريكان ارتكبوا افعالاً شنيعة هناك ، ولكن من الذي يستطيع اكتشاف ذلك و قوله"
حيث تحدثت عن مشاهداتها عما عايشته في المدينة المنكوبة ، " لم يسمحوا لنا بالذهاب الى حي الجولان أو اي من الاحياء جرت فيه معارك طاحنة ، وانا متأكدة ان الاشياء الفظيعة انما ارتكبت هناك "
في 30 من تشرين الثاني منعت القوات الامريكية بعثة مساعدات انسانية مرسلة من قبل وزارة الصحة العراقية من الدخول الى الفلوجة ، فقد طلب الجنود الامريكان من الوفد الرجوع واعادة الزيارة بعد 8ـ 9 أيام . من ذلك التاريخ .
لقد أخبر الدكتور ابراهيم الكبيسي الذي رافق البعثة الصحفيين في حينها "هناك جريمة قد ارتكبت في الفلوجة والامريكان لا يريدون لاحد ان يعرفها " .
لقد خلد " بيكاسو " مدينة " جورنيكا " الاسبانية في تلك الجدارية الرائعة علي جدران الامم المتحدة .
في العراق ، سينهض "جواد سليم " آ خر بهذه المهمة ، فالعراق الذي انجبه قادر على انجاب امثاله.
وما يحز في النفس ان هناك اصوات لا تزال تنادي بتطبيق نموذج التدمير على مدن أخرى ، يا للعار.

يونس الخشاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب