الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة فى أحداث الثورة المصرية- 7

محمود حافظ

2012 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مازال المسرح المصرى ممتلئ بالمشاهد المتلاحقة وأصبح الشعب المصرى أسيرا لعدد من المجالس أبرز هذه المجالس هو المجلس العسكرى بصفته القائم على حكم البلاد ثم يليه مجلسى البرلمان المصرى اللذان يناصبان مجلس الوزراء ( المؤقت ) الإنتقالى العداء وكأنه مجلسا أصيلا وتمتلئ الساحة زعيقا حول ضرورة سحب الثقة من حكومة تسيير أعمال كل ما تقوم به تسيير أعمال الدولة حتى يتم إنتخاب رئيس ليشكل حكومة أصيلة تستطيع تقديم رؤيتها وتقديمها للبرلمان لنيل الثقة ولكن هذا الصراع الدائر بين الحكومة أو من أوجدها والواجد هنا المجلس العسكرى وبين البرلمان الذى يسيطرعليه أغلبية من فصيل الإسلام السياسى بفريقيه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفى بجبهته السلفية وأيضا يمثل الذراع السياسى للجماعة السلفية ذات الجذور الوهابية هذا الصراع على المسرح السياسى قد أوجدلنا مجلسين حاكمين يسيران الحراك السياسى والإجتماعى للشعب المصرى وأصبح هذان المجلسان يسيطران على كافة المشاهد السياسية حتى باتت بجوارهما المجالس الشرعية آنفة الذكر لاقيمة لها فى حراك المشهد السياسى .
المجلسان هما مجلس شورى الجماعة السلفية والمنبثق منه أحزاب النور والأصالة والبناء والفضيلة ورواد هذا المجلس العديد من القيادات السلفية كالشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان والشيخ الحوينى والشيخ محمد يعقوب وهؤلاء على سبيل المثال وقد إجتمع هذا المجلس ليقدم الشيخ حازم أبو إسماعيل كمرشح لرياسة الجمهورية ونود التنويه أن المرشح السلفى قد أجمع عليه مجلس شورى الجماعة السلفية وبمعنى أن الشعب المصرى إنبثق منه فصيل يقوم بالتقرير نيابة عنه وهذا الفصيل يستطيع التأثير فى الحياة السياسية المصرية خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 م وبالقطع يستمد هذا الفصيل سيطرته من قوى أكبر مهيمنة وبكل بساطة كما أوضحنا كثيرا فى مقالات سابقة أن القوى المهيمنة على هذا الفصيل هى القوى الوهابية الخليجية والتى هى أيضا خاضعة وتابعة لقوى مهيمنة عليها أكبر وهى قوى الإمبريالية العالمية وبالضرورة سوف تفتح خزائن البترودولار لمجلس شورى الجماعة الإسلامية الوهابى حتى يتبوأمركزا قياديا داخل البنيان الشعبى طالما يستطيع بما لديه من مال التأثير على جموع الشعب التى تلهث لتدبير معيشتها وذلك بتقديم الإحسان لشعب يعيش أكثر من 40 % منه تحت خط الفقر .
أما المجلس الآخر وهو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمون وهذا المجلس هو الأكثر تمثيلا فى الحياة النيابة المصرية بذاعه السياسى وهو حزب الحرية والعدالة وهذا المجلس الذى ولد له حزبا سياسيا على أساس أنه مجلس دعوى يهتم بشئون الدعوى الإسلامية قد خرج علينا هو الآخر بتقديم مرشحا للرئاسة وهو المهندس خيرت الشاطر والذى خرج ترشحه من مجلس شورى الجماعة الدعوى دون الإهتمام بهذه الذراع السياسية العرجاء والتى تمثلها الحزب السياسى وهنا كان التأير للمجلس وليس الحزب وإذا إعتبرنا أن هذين المجلسين للشورى تمثلهما أحزاب شرعية على المسرح السياسى وأن هذين المجلسين لاشرعية لهما على هذا المسرح فتكون النتيجة أن اللاشرعى يقود الشرعى ليتصدر مشهدا سياسيا وإذا أوضحنا هنا أن مجلس شورى الإخوان المسلمون والذى فرض سيطرته لابد له أن يكون لديه قوى مهيمنة داعمة وأن هذه القوى لن تقبل بوجود سيطرته إلا إذا كان هناك تنسيقا وطالما شرع هذا المجلس فى تقديم مرشحا لرئيس الجمهورية معنى هذا أنه قد نسق وأخذ الضوء الأخضر من القوى المهيمنة وهى هنا قوى الهيمنة الأصيلة وهى قوى الإمبريالية العالمية وهذا ماوضح من تصريح السيدة كلينتون حيث قالت إننا سوف نحكم على الأفعال والأفعال هنا ما يتماشى ويتماهى مع السياسة الإمبريالية العالمية أو الرأسمالية العالمية بتوجهها النيوليبرالى بمعنى كافة الحرية لحركة رأسالمال فى السوق العالمى وكان بالضرورة أن يكون المرشح لرئاسة الجمهورية متماهيا مع هذه السياسة بمعنى أن يكون رجلا للأعمال ومعروفا فى السوق العالمية وعلى تواصل بالعناصر المؤثرة فى هذا السوق وتواصل مع العناصر الفاعلة لدى الطرف المهيمن فكان بالضرورةأن يكون هو المهندس خيرت الشاطر الذى تم تهيئة كافة الظروف الضرورية لطرحه على الساحة بدءا من خروجه بعد الثورة من السجن وإصدار عفوا عاما عنه وقد ساهم فى هذا المجلس العسكرى صاحب السلطة الفعلية فى البلاد حتى تتلاشى كافة المؤثرات التى تحول قانونا عن ترشحه وأن يتم التواصل معه ومع العناصر الفاعلة من الشخصيات العالمية وعلى سبيل المثال إجتماعه مع شخصية بقيمة ووزن جون ماكين وعلى إظهار هذا التلاقى فى الصحف العالمية كالنيويورك تايمز والجارديان حيث يتم الحشد له عالميا من خلال هذه الآلة العملاقة للإعلام العالمى وبينما يتم تجهيز هذا العرس الإحتفالى يتم عرض الأمر على حزب الحرية والعدالة فيرفض الترشيح ثم تسحب السجادة من تحت أقدامه ليتم عرض الأمر على مجلس شورى الجماعة الغير ذى صفة رسمية فى بناء الدولة وبعد جهد مع أعضاء المجلس يخرج على المسرح السياسى المرشد العام ليعلن فى مساء اليوم الأخير من شهر مارس ما تم التوصل إليه من إجماع مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمون على ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية ويبزغ لنا طرفا آخر فى الجماعة ليقول لنا أن هذا الترشيح قد جاء نتيجة تعنت المجلس العسكرى فى إقالة حكومة الجنزورى التى لم تقم بالسيطرة الكافية على الإنفلات الأمنى وأزمات البنزين والبوتاجاز هذه الحكومة الإنتقالية المؤقته التى بقى لها ما يقرب من ثلاثة أشهر حتى يتم إنتخاب رئيس وتشكيل حكومة أصيلة وكأن هذه المبررات قد تخدع جماهير الشعب المصرى والذى وجد نفسه خاضعا لإرادة مجلسين للشورى لفصيل بعينه قد إستحوذ على كافة السلطات وأصبح يتصرف فى البلاد وللأسف يعلن ليل نهار أنه يتصرف طبقا للتفويض العام الذى ناله من الشعب المصرى فى الإنتخابات البرلمانية .
هل هناك قيمة للعودة للخلف وإعلان جماعة الإخوان المسلمين العديد من المرات إنها لن تتقدم بمرشح لرئاسة الجمهورية ولن تدعم مرشحا ذو خلفية إسلامية وقد قامت بالتعنت مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى أعلن أنه من ضمن الذين سوف يتقدمون بالترشح لرئاسة الجمهورية فناصبته الجماعة العداء بحجة أن المسرح العالمى غير معد ومجهز الآن لإستقبال مرشح ذو خلفية إسلامية فى نفس الوقت الذى أخذ تيار الإسلام السياسى وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين تبوء السلطة فى تونس والمغرب وبدأت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا تبرم التحالفات مع الغرب الإمبريالى لسقوط حكومة الأسد ولكن هل شخصية وطنية مشهود لها فى جماعة الإخوان المسلمين مثل شخصية الدكتور أبو الفتوح من الممكن أن تنال ثقة الغرب إن بات عليها إجماعا شعبيا لرئاسة الجمهورية ؟ طبعا الإجابة قد أورناها سلفا فى كيفية وجود الشخصية التى يتم عليها إجماعا من القوى المهيمنة والتى تعللت بها الجماعة قبلا .
إن هذا اللغو وهذه السفسطة التى تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين الآن لتبرير ترشيح المهندس الشاطر لن يقنعا الشعب المصرى الذى فضح أكاذيب جماعة تدعو إلى الفضيلة والسلوك القويم وقد إكتشفت الشعوب العربية والشعب المصرى زيف هذه الفضيلة والتى تخفى خلفها إستبدادا وإستحواذا وإستكبارا على الشعوب المغلوبة على أمرها وعلى قلوب وعواطف هذه الشعوب حيث يتم بفعل هذه الجماعات والتى أعطت لنفسها الحق الإلاهى فى تصنيف الشعوب ومحاسبتها على قناعاتها الدينية وأصبحت هذه الجماعات على دراية بما فى قلوب الشعوب حتى أصبحت تكفر البعض وتعصى البعض لقد إنكشف هذا الزيف وأن ماوراء هذا الزيف هو الإستحواذ على السلطة ومن بعد الإستحواذ الإستبداد بالسلطة وإقصاء كافة الخصوم وسوف يتم كل هذا الإستكبار والإستبداد والسيطرة بفضل التحالفات التى تؤبد وضع هذه الجماعات بأن تكون تابعة للطرف المهيمن والذى يضمن فى النهاية تدفق النفط وسلامة ممراته وضمان أمن إسرائيل العصا ومن واقع الخيار الشعبى والإرادة الشعبية الحقة هل سوف يتم وجود رئيس إخوانى أو سلفى فى سدة الحكم فى مصر حتى تنتهى القضية التحررية للشعوب العربية وعلى رأسها قضية التحرر الوطنى الفلسطينية وقضية تحرر الشعوب العربية من ربقة التبعية والعمالة ونهب ثرواتها إنها هى الإرادةو الشعبية التى سوف تحسم الأمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟