الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاد بلا رؤية

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2012 / 4 / 3
السياسة والعلاقات الدولية



ان الدول الحديثة في القرن الحادي والعشرون تديرها عقول سياسية وفق استراتيجية ورؤية واضحة بمختلف القضايا السياسية ، حيت تنظم السياسة العامة للبلاد وفق اليات واساليب جديدة ومعاصرة، او بالشكل التي تستجيب لمجمل المدخلات الى النظام السياسي، وكذلك انتاج مخرجات وفق الصورة التي تخدم العامة وتحافظ على استقرار النظام السياسي، اي ان الدول عادة تمتلك رؤية استراتيجية لادارة المجالات الحيوية كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هنا اريد الربط بين الرؤية السياسية ومدى تعامل القادة العراقيين مع الملفات الساخنة في الداخل والخارح وهل هناك رؤية واضحة للقادة العراقيين في ادارة عملية الانتقال الديمقراطي في العراق اما ان الدولة تديرها عصابات ومجموعات مصلحية لا تعي ادبيات السياسة ولا الاساليب المعاصرة في ادارة الدول الحديثة في ظل التعقيدات والتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه النظام السياسي بصورة عامة.
ان العراق في الوقت الراهن تعاني من ازمة انعدام الرؤية ففي الوقت التي تواجه العراق قوى اقليمية منظمة وذات طموحات دولية مثل تركيا وايران ترى النخبة العراقية منشغلة بالقشور والصراعات الداخلية ومحاولة الاطراف السياسية من التخلص من بعضها البعض، ان الازمة العراقية تعد ازمة جوهرية تتعلق بعقلية التعامل مع الازمات المحورية ويمكننا الاشارة الى نوعين من الازمات:
الازمة المحلية:
تمر العراق بازمة سياسية في الداخل ترتبط بانعدام عنصر الثقة بين الاطراف السياسية مما يصعب عملية الشراكة السياسية وتساهم في صنع اللااستقرار السياسي والامني في الداخل فضلا عن زيادة التدخلات الخارجية في الشؤون العراقية، ان التعايش السلمي من الناحية السياسية وقراءة الاخر المختلف تعد من ضرورات الحالة العراقية، الا ان ذلك لا تاتي من خلال مؤتمر وطني قائم على اساس المجاملات السياسية ولا عن طريق توزيع المصالح بين القوى السياسية المتعددة في العراق، فالضرورة تتطلب ايجاد رؤية واضحة للتعامل مع الملفات الداخلية بعقلية مرنة مع استخدام فن ادارة الازمات.

ألازمة الخارجية
لا تمتلك العراق لرؤية واضحة في ادارة سياستها الخارجية لكون الاحزاب السياسية في العراق تتعامل مع الدول المجاورة بصورة منفردة مما يؤثر سلبا على الخطاب الرسمي العراقي،فانعدام الثقة بين الاطراف العراقية في الداخل دفعتها للتقارب من دول الجوار وتبني خيارات واجندة دولية لاستخدامها كورقة ضغط ضد بعضها البعض، والغريب في الامر ما تزال القيادة العراقية لا تعي مرحلة ما بعد الثورات العربية وما تزال تتعامل مع الحلفاء التقليديين مثل سوريا وايران بل و تصنع عار تاريخي على العراق من خلال دعم الدكتاتور السوري بشار الاسد بصورة غير مباشرة، ان العراق لا بد له من الاختيار بين رغبات شعوب المنطقة او الدكتاتوريات التي لم تعد لها مكان في الخريطة السياسية الجديدة.
ان الموقف العراقي من الملف السوري تحمل الكثير من الانتقادات على المستوى الداخلي والخارجي وان خطابات القادة العراقيين في القمة العربية الاخيرة في بغداد عبرت عن مدى الضبابية في الموقف العراقي، وزاد الطين بله عندما امتنعت العراق من المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد في استطنبول مؤخرا.
اننا امام مسؤولية ومرحلة تاريخية حساسة فالمشهد السياسي بدات تتغير في الشرق الاوسط وان الشركاء الحقيقين في هذا المشهد هم الذين يعون متطلبات المرحلة، وان الدول التي لا تمتلك رؤية واضحة للمرحلة سوف يتعرضون لحالة العزلة الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تريد روسيا حقاً من هجومها على خاركيف؟ • فرانس 24


.. إدرة بايدن وحكومة نتنياهو إلى مزيد من التباعد | #غرفة_الأخبا




.. إدارة بايدن تدرس سبل حماية منظومات الذكاء الاصطناعي الأميركي


.. إسرائيل ترفع جاهزية قواتها في جبهة الشمال مع زيادة التوتر مع




.. جامعة برشلونة تستجيب لطلابها وتقطع علاقتها مع إسرائيل