الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوري المالكي أحد مفاجآت سوريا

زياد حميدان

2012 / 4 / 3
السياسة والعلاقات الدولية



من محاسن الأزمة السورية التي تتدحرج الان مربكة كل خصوم سوريا، أنها أكدت على بديهيات من قبيل أصالة وصلابة معدن الشعب السوري الذي كشف بصموده عن وعيه الوطني والقومي الرفيع حين وقف لجانب القيادة السياسية والجيش العربي السوري وملئ الساحات بالملايين، وبالمقابل أكدت الدولة والقيادة السورية وجيشها أن الحديث يدور عن نظام عربي وطني وقومي يجيد السياسة ولعبة النفس الطويل وأن له يد قوية وطولى في المنطقة لا يجب اللعب معها بالنار.
غير أن آخر ما كشفت عنه الأزمة في سوريا.. مفاجأة بديهية أخرى.. هي العراق ورئيس وزرائه نوري المالكي، الذي بدأ في إعادة رسم الخط السياسي الوطني والقومي للعراق..، كيف لا وفن الخط العربي اختراع عراقي صّرف، ولهذا قلنا أنها بديهية من حيث كون منطق العراق لا يقبل أن يكون في معادلات المنطقة إلا وطنياً وعربياً بغض النظر عن ماهية قيادته.
نوري المالكي الان يموضع العراق في مكانه الذي أريد له أن ينحرف عنه عبر الحرب التي استمرت أكثر من عشرين عاماً تخللها حصار وتجويع واحتلال وحل لأحد أشهر الجيوش في المنطقة وتدمير للانسان العراقي وريث أقدم حضارات البشر، أريد للعراق أن ينضم لمعسكر الرجعية التابع لذيل الاستعمار في المنطقة، لكنه ينهض الان أمام استحقاق فرضته دمشق عليه، فما كان منه إلا أن لبى.. كيف لا والعراق لا يدير ظهره ابداً مهما استبدت به الجراح..
لقد قال العراق كلمته منذ اللحظة الاولى لانسحاب الاحتلال الامريكي التي راهن كثيرون على عدم مبدئيتها وعدم صدقها، غير أن نوري المالكي شدد على موقف العراق ووضع هذا الموقف في كفة والقمة العربية في كفة رغم ما يعنيه انعقادها في بغداد للعراق، وهو الان يعلن صراحة رفض العراق للمؤامرة على سوريا، بل وينتقد سياسات السعودية وقطر.. ويرفض إسقاط النظام في سوريا بالقوة، هكذا كان الرد على مؤتمر "أعداء سوريا" في اسطنبول.
قد يحاجج البعض أن هذا من باب التكتيك لا أكثر لرجل سياسة براغماتي، غير أن الصحيح هو أن الرجل يناور ضمن حقل ألغام، ومع هذا لم يمنعه من أن يقف وسط تلك الالغام ويقول كلمة العراق، لعلنا لو تتبعنا سياسات المالكي لوجدنا أنها تسير بانسجام كبير مع مصالح العراق الوطنية والقومية، بل أجزم أنها لا تنحرف عن سيرة من سبقوه من حكام العراق في الكثير منها، فمع الانسحاب الامريكي بدأ المالكي يطارد أدوات السعودية وقطر والاسلام السياسي التابع لهما في العراق، ومنها كمثال تشدد المالكي في ملف قضية طارق الهاشمي، فيما نذكر احتفال العراق بذكري تأسيس الجيش العراقي الواحدة والتسعين وهو الامر الذي يحمل رمزية هائلة ورسالة مهمة يرسلها المالكي، كما نرى كيف يتعامل بحذق مع ملف العلاقة مع الكويت التي طالما مثلت شوكة في خاصرة العراق نتيجة انجرار الاسرة الحاكمة الكويتية في كثير من الاحيان وراء سياسيات السعودية والقوى الاستعمارية الغربية.
عليه؛ نرى كيف يسير المالكي على خطى من سبقوه وان اختلف تكتيكه وشعاراته ومبادئه، لنتذكر كيف حاول عبد الكريم قاسم إعادة الكويت للعراق، وكيف قام صدام حسين بضم الكويت بالقوة للعراق متكبداً خسائر فادحة نتيجة ذلك، أما المالكي وبرغم كل اختلافه مع هذين الرجلين فقد وقف أمام بناء الحكومة الكويتية لميناء مبارك بحساسية عالية وبعين الريبة، فيما يرى الرجل أن تشدد ومبالغة الحكومة الكويتية في ملف التعويضات ما هو إلا ابتزاز للعراق .
ما نريد قوله أن العراق بدأ بإنتاج وقولبة قيادته السياسية بالطريقة التي تلبي فيها تلك القيادة متطلبات واستحقاقات مكانة العراق في المنطقة وليس العكس، وهذا بفعل توسطه لايران وسوريا بدرجة ما، كعاملين يسرعان استنهاض العراق الحتمي، ووجود قيادة عراقية من أمثال نوري المالكي تؤمن بمصير العراق ودوره وتعمل جاهدة على استعادة الدور والمكانة والفعل، ناهيك عن المخيال الهائل للشعب العراقي الذي لن يرضى بعراق إلا ذلك الرابض على قوة حضارة آلاف السنين.
نوري المالكي .. مفاجأة سارة نراهن على استمرارها بفعل قوة ومنعة معسكر المقاومة في المنطقة الذي مد يده لانتشال العراق من وحل الضياع، كما وننتظر من سوريا مفاجآت أخرى على درب الانتصار على المؤامرة وتغيير المنطقة عبر ثورات حقيقية... تقوم على التغيير عبر الاصلاح الديمقراطي والتنموي الجاد والنابع من داخل الشعوب نفسها والذي بدأته سوريا وسوف تستمر فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الافلاس
نزار الحافي ( 2012 / 4 / 4 - 09:52 )
ازف احر التهاني لثوار سوريا وابارك لهم مسبقا بنجاح ثورتهم وتضحياتهم في ظل تحليلاتك الركيكه سيدي الكاتب بربك في مجنون في الدنيا يعتمد على المالكي من اتى مربوطا مجرورا بدبابة امريكا يا رجل المالكي ليس لديه سلطه كامله على المنطقه الخظراء الرجل دميه تحرك من قبل الباسيج الرجل لا يحل ولا يربط الم يصدر امر القاء قبض على الهاشمي واين الهاشمي اليوم العراق اكبر من ان يحكم من قبل وطواط ايراني واذا اعتمد النظام السوري على دعم من هيك شاكله فذلك يعني الغرقان يتعلق بقشه

اخر الافلام

.. رغم التهديدات بتعليقها.. أمريكا ترسل شحنة أسلحة جديدة لإسرائ


.. القسام تعلن استدراج قوة هندسة إسرائيلية شرق رفح وتوقعها بين




.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار