الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة

محمد سليم سواري

2012 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لم يخطر ببالي أن أكتب عن المؤسسة العسكرية سواء في العراق ( الديمقراطي ) أو أي مكان آخر لأسباب عدة ويأتي في مقدمتها أنني عندما أديتُ ( 35 ) خمسة و ثلاثين شهراً الخدمة العسكرية في الجيش العراق من الخدمة الإلزامية أو ما كانت تعرف بخدمة العلم وخدمة الإحتياط ، كنت وما زلت أعتبرها من أقسى وأتعب أيام عمري وكنت أقول للمقربين مني: نحن لم نعايش ونتذوق الموت ولكنني متأكد بأن الموت أطيب وأحلى من هذه الحال أي العسكرية السابقة.. وبالرغم من ذلك لم أسمح لنفسي أن أكتب أو أتحدث سلباَ أو إيجاباً عن المؤسسة العسكرية كما سَمَحت في حينه سنة 2003 إحدى عضوات مجلس الحكم المنحل لنفسها بالتفكير في تولي حقيبة وزارة الدفاع وعندما سألها الصحفي عن مؤهلاتها قالت بكل ثقة وبدون إستحاء بأن والدها كان ( نائب ضابط ) في الجيش العراقي السابق .
ولكن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الخطير والمهم في المؤسسة العسكرية والتي أعتبرها بحق مقدسة لأنه على عاتقها تقع حماية الوطن والمواطن أولاً وإنها في كل دول العالم إلا عندنا غير قابلة للتعليب والذوبان والحل كما حدث في عصر ( يريمر ) .. نعم كنت مع أحد الأصدقاء نتابع نشاطاً على إحدى القنوات الفضائية وكان راعي الحفل شخصاً بكامل زيه وقيافته العسكرية ووقعت عيناي على كتفه حيث يحمل رتبة لواء لم أُصدق عيني ولكني سمعت المذيع وهو يؤكد على هذه الرتبة لهذا الشخص ( والأُذن تعشق قبل العين أحياناً ) لقد إستغربت لأن يحمل هذا الشخص وفي هذا السن هذه الرتبة لأنه بالكثير وفي سنه لا يستحق رتبة رائد ، فكيف وهو يحمل رتبة لواء وعرفت من صديقي بأن السيد اللواء لم يدخل الكلية العسكرية لا في العراق ولا خارجه ولا يمكن أن يؤدي التحية العسكرية بصورة صحيحة وفق السياقات العسكرية بأن يكون أصبع الإبهام لليد اليمنى ( وليس اليسرى ) بمستوى الحاجب ..عندئذ قرأت الفاتحة على المؤسسة العسكرية في العراق الديمقراطي أو كل ما له صلة بالضوابط والسياقات العسكرية والإستحقاق المهني .. أهذه هي المهنية أن يحمل شخص ما رتبة لواء وهو في المقاييس العسكرية لا يستحق رتبة عريف مع تقديري لرتبة العريف التي كان يقلدها الفوهرر هتلر ويعتز بها .. وعندما وقف سيادة اللواء ليلقي كلمته بالمناسبة وكانت كلمته إرتجالية ولكنه أساء إلى اللغة بكل مفرداتها كما أساء إلى العسكرية بكل سياقاتها ورتبها وعندما قلت لصديقي أما كان الأجدر بسيادة اللواء أن يكتب كلمته ليلقيها على الورقة بصورة جيدة ويتجنب هذا الإحراج ، وقد صعقت من كلام صديقي حيث قال : ( أما تدري إن سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة ) .
مع تقديري لكل الذين يحملون رتباً عسكرية وهم غير مؤهلين لذلك حسب السياقات المهنية والقواميس العسكرية وقد يحملون تلك الرتب لإستحقاقهم النضالي في صفوف المعارضة ومقارعة الدكتاتورية حيث قدموا الغالي والنفيس لإستلام السلطة أما كان الأحرى بهم أن يحتفظوا برتبة المجاهد والمناضل حيث تساوي كل المراسيم التي تصدر لمنح الرتب الأُخرى ولكان مكانتهم في قلوب وعيون الناس أرفع وأعلى .
إن منح الرتب العسكرية وبدون الإستحقاقات المهنية هي عملية إنتحار للمؤسسة العسكرية وإساءة لها يوازي عملية أن يمارس أحدهم مهنة الطب وهو لا يعرف كتابة الوصفة الطبية ( الراشيتة ) أو أن يكلف شخصاً آخر بقيادة طائرة حربية وهو فلاح لا يجيد إلا إستعمال المسحاة .. وعليه يجب إعادة النظر في منح الرتب العسكرية والوظائف المهنية وحتى الوزارية إلا لمستحقيها وليس كما يحدث في العراق الديمقراطي حيث نرى أحدهم وقد كان البارحة وزيراً للإعمار واليوم هو وزير للمالية وليس ببعيد أن يكون غداً وزيراً للثقافة أو الدفاع أو الداخلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيادة اللواء
علي بابلي ( 2012 / 4 / 4 - 15:20 )
يبدو ان سيادة اللواء فقط يعرف التوقيع على الراتب
لكن بالنتيجة النهائية ان هذا الضابط فاشل حتما في ادارة شؤون معيته ودائرته

اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل