الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتذارات مجردة...للأقحوان- قيامتين بعد الطوفان

فتحي المسكيني

2012 / 4 / 3
الادب والفن


-1-
لا أحد يدري
لماذا فاض الله في دمي
وأرسلت كلّ عواصفي إليكم
من دون علمي
أنا أحبّ نجمة الشمال
وأظلّ أنتظر غمزاتها في آخر الليل
ولا أنام
إلاّ متوسّدا أشعّتها الكسولة تحت أناملي
غير أنّني حين عدت آخر مرة إلى ضفافي
وأخذت أتفقّد الزنابق كلّها
فاجأني الأقحوان ضاحكا
وقال: لماذا أفسدت كلّ أعراسي بمياهك الفارغة من سمك الروح
وحكمت على الله في قلبي
ببطالة الحواس ؟
أيّها النهر أنت أصغر ممّا كنت
حين كنّا ننتظرك
وصرت أكبر ممّا ستصير من دون علمك
حين فقدناك
أنا أشفق على إله
يعاني من البطالة
وكل زنابق الحقل حزينة
لأنّك حكمت على عطرها
بمصاحبة الضفادع
إلى نهار عاجز عن الصداقة
مع الأزهار

-2-
قال النهر، وهو ملتفت إلى قلبه:
حين يبكي النهر
أين يضع دموعه ؟
ومن يستطيع أن يتفطّن إلى نافورة الماء
إذا بكت ؟
لقد بكيت أمامكم منذ ألف عام
وغسلت الله بدموعكم ولم تروا شيئا
غير ظلالكم على عتبة المساء
لا تعاتبوا آلامكم
فأنا مجرد باقة من آلامكم تسيل في عروقكم
وأنتم تسمونها "النهار"
وأنا أسميها "النهر"
كيف أفصل في أعينكم بين نهر الدموع
وضوء النهار ؟
لا تتركوا سماءكم للخفافيش
فمن تعوّد أن ينظر إلى العالم مقلوبا
لن يرى غير الظلال
بل تجرّؤوا وأطِلّوا
إنّ نجمة الشمال ترقد في قلبي
وحين أغنّي
أنا أقبّل سماءين في شفتيّ
من يستطيع أن ينافسني
في الرقص على ضوء القمر في بكاء الليل ؟
وأنا أحمل شعاع حبيبتي
في عروقي
كإله من الحلوى
-3-
أيّها الأقحوان
اجلس بين أنامل حبيبتي
وضع قطرات صباح
في سراج الروح
سترى
أنّ الأنهار تحبّ هي أيضا
سكوت الصخر وحيدا
وتشتاق هي أيضا
مثل بلابل القرية إلى الريح
وتعشق عسل الوقت المرّ أحيانا
تحت وخزات النحل المهاجر على عجل
دونما حاجة إلى عشاق
إنّ عطر حبيبتي
يحمل جبال الروح واحدا واحدا
إلى الأبد في كل لحظة
ولا يشتكي
لم تمت الزنابق من وحشة النهر
بل من انتظار حبيبتي
على حافة الروح
مثلي
تعلّموا الحب على عجل
لأنّ الانتظار يفسد العطر
ويجعل الله يتأخّر عن القيامة
بلا سبب

-4-
عذراً
يا زنابق الحقل
ليس في دماء أوراقك
غير ريق حبيبتي
قبل الطوفان
لأنّ نجمة الشمال لا تزرع نورها في الطين
وتظلّ تنتظر صفحة القلب تصفو
حتى يأتي المساء بالمرآة
ونحتفل
بكلّ أعياد المستقبل
في كل لحظة
كلّ حب
هو دوما على عجل
ويحب دوما أن يعانق سماءين في نفس الوقت
واحدة تحمل الغيم نحو الله
وأخرى ترقد في قلب النهر
وترسم تحت جلده
أغنية جديدة لحبيبتي
فمن يحبّ نجمة
عليه ألاّ يبحث عنها تحت الأقدام المتعبة بالظلام
بل عليه أن يتعلق الرقص
مع الذئاب
إنّ حبيبتي
لا تخاف من عواء الذئب على حافة الروح
فهي تسرق منه سواد العين
وتوصيه دوما بالسهر
من أجلها
حتى يجمع لها قطرات الفجر على حاجبيه الباسقين
ويستطيع أخيرا
أن يغني لها
كأول مرة
..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي