الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط كوفي عنان التعجيزية تمهد لتدخل عسكري ضد سوريا

خليل خوري

2012 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عقب الغزوة الجهادية التي نفذها احد مجاهدي تنظيم القاعدة الاشاوس ضد كنيس يهودي في مدينة تولوز وادت الى مقتل عدد من رجال الدين اليهودي اضافة الى " استشهاد المجاهد" وسط زغاريد الحور العين كثفت الاجهزة الامنية الفرنسية حملتها ضد الجماعات الاسلامية المتطرفة وخاصة ضد الجماعات التي ترفع شعار اعلاء دين الحق في بلاد الكفار وتستهدف في عملياتها الجهادية قتل اليهود " احفاد القردة والخنازير" او غيرهم من " المغضوب عليهم والضالين " . وتمكنت الاجهزة الامنية من القاء القبض على عدد كبير من اعضاء هذه الجماعات الخطرين بعد ان زجت الاجهزة في حملة مطاردة المطلوبين والمشبوهين والتفتيش في اوكارهم اعداد كبير من الضباط والشرطة والجنود ورجال المباحث الفرنسيين ومع ان الشرطة الفرنسية تبادلت اطلاق النار مع عدد منهم واستخدمت بعض اشكال العنف في سبيل القاء القبض عليهم قبل ان يبادر احد المجاهدين بتفجير نفسه وسط الشرطة كسبا لمرضاة الله وتسريعا لوصوله الى جنات النعيم الا اننا لم نسمع من وسائل الاعلام المحلية والالمية أي تعليق لمسئول فرنسي او اوروبي او اميركي او ناطق باسم منظمات تدافع عن حقوق الانسان يستنكر اساليب القمع التى استخدمت ضد المجاهدين اويعتبرها انتهاكا لحقوق الانسان او يصف الشرطة الفرنسية بالشبيحة والرئيس الفرنسي بالمجرم والدكتاتور الذي يقتل شعبة ، ورغم ان الجماعات الاسلامية التي استهدفتها هذه الحملة ينتمون لنفس الجماعات الاسلامية الارهابية التي تخوض غزوات جهادية على الساحة السورية تحت اسم " الجيش السوري الحر" ولا يختلفون عنه في ممارسة العنف والارهاب ضد المدنيين الابرياء غير اننا لم نسمع ان حاكم مشيخة قطر قد اقسم يمين مغلظة ولا بشرف زوجته موزة بتزويدهم بالمال والسلاح حتى ينجزوا اهدافهم على ساحة الكفار كما لم نر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ينتفض غضبا ويزداد ارتعاش يدية وتتلوى رقبته كما يتلوى الثعبان حزنا على المجاهدين الذين تعرضوا لقمع الشرطة الفرنسية او يطالب بتسليحهم حتى يتسنى لهم الدفاع عن انفسهم ضد هجمات الشرطة الفرنسية كما رايناه في المؤتمر الذي عقده مع وزيرة خارجية الماما اميركا هيلاري كلنتون يطالب بتسليح الجيش الاخواني السوري الحر " الثوار السوريين حسب تعبيره
اتطرق لهذه الحملة الامنية الفرنسية ضد الارهابيين الاسلاميين لانها تاتي متزامنة مع تحذيرات وجهها المتحدث باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان الى الرئيس السوري وحيث دعاه الى تطبيق خطة عنان " فورا والان" ثم سمعناه يقول : نتوقع منه تنفيذ الخطة على الفور . وبوضوح لم نلاحظ وقف الاعمال الحربية ميدانيا . هذا يثير قلقنا الشديد . من الضروري ان تتوقف عمليات القتل وان تتوقف اعمال العنف .. بالتدقيق في مضمون هذه الدعوة التي ترقى في لهجتها الحدية الى مستوى الانذار ان مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان ينظر الى ساحة الاحتراب على السلطة في سوريا من زاوية واحدة ولا يرى من ابعادها الا ما يراه حاكم مشيخة قطر وخادم الحرمين الشريفين والخليفة العثماني اردوجان وسعد الحريري الذين لم يعد خافيا على احد انهم يشكلون الحاضنة لما يسمى بالجيش السوري الحر وللجماعات الاسلامية المسلحة مثل جماعة الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة والسلفيين وحزب التحرير الاسلامي وذلك تنفيذا لاوامر الادارة الاميركية التي اوعزت لهذه الاطراف التدخل في الشان السوري وتغذية الارهاب في سوريا بتقديم الدعم لهذه الجماعات الارهابية بالمال والسلاح وبتجنيد المرتزقة تحت غطاء الدفاع عن ثورة الجماهير السلمية وحيث لا ترى الادارة الاميركية وسيلة لهيمنتها على منطقة الشرق الاوسط ونهب ثرواتها وضمان امن اسرائيل وادخالها عضوا في جامعة الدول العربية وابرام صلح بينها وبين سوريا ولبنان وتحجيم النفوذ الايراني والروسي في هذا الجزء من العالم وتعظيم دور السعودية ومشيخة قطر في مراكز صنع القرار في الدول العربية وترسيخ منظومة قيمها الرعوية المتخلفة فيها الا بالتخلص من النظام القائم في سوريا واستبداله بنظام اسلامي يقوده الاخوان الملتحون كونهم اكثر اهلية من اية تنظيمات دينية ملتحية في تخدير الجماهير واشغالها بالخزعبلات والاساطير الغيبية بعيدا عن مصالحها الطبقية وفي تكريس التخلف الحضاري وهيمنة الامبريالية والانظمة الرجعية العربية فيها , فلو كانت خطة كوفي عنان متوازنة وكان موضوعيا في معالجة الازمة السورية وعلى نحو يضع نهاية للعنف ويؤدي الى تحقيق الاصلاحات الديمقراطية التي ينشدها الشعب السوري فقد كان حريا به ان يتوجه الى عواصم الاطراف العربية والدولية التي تقدم الدعم الى الجماعات الاسلامية المسلحة ولا تخفي تدخله في الشان السوري بل تدعو علنا الى تسليح " المعارضة السورية" لكي يلتقي بقادتها ويحصل منها على تعهد منهم بوقف تقديم الدعم للارهابيين فورا لقد اغمض كوفي عنان عينيه عن الدور السعودي القطري التركي في دعم الارهاب ووجه انذاره للنظام السوري تمشيا مع تعليمات امين عام الجامعة العربية نبيل العربي وامين عام الامم المتحدة بان كي مون الذين عيّناه مبعوثا لهما لحل الازمة وحيث لايرى الاثنان نهاية لدوامة العنف في سوريا الا برحيل النظام السوري فهل يعقل ان يجازف كوفي عنان بوظيفته ويفرط بالراتب والامتيازات المادية الاخرى المخصصة لهذه الوظيفة لكي يمرّر خطة تضمن بقاء النظام السوري وفي نفس الوقت اخلاء الساحة السورية من العصابات المسلحة التي يدعمها حمد بن خليفة وخادم الحرمين الشريفين وهل سيبقى عندئذ نبيل العربي في منصبه اذا ثارت ثائرة حاكم مشيخة قطر عليى واستشاط مثله غضبا طويل العمر ابو متعب ثم هددا بقطع دعمها المالي للجامعة العربية التي باتوا يهيمنون عليها في ظل افلاس دول عربية ذات ثقل بشري وحضاري مثل مصر والعراق والجزائر ، ام هل سيبقى بان كي مون في منصبه لو ثارت الادارة الاميركية والجماعة الاوروبية لنفس الاسباب . في واقع الامر كوفي عنان وكأي موظف لن يتفذ الا ما يمليه عليه رئيساه نبيل العربي وبان كيمون او بالاصح ما تمليه الادارة الاميركية وحاكم مشيخة قطر وخادم الحرمين الشريفين ولو بشكل غير مباشر ومن وراء الستار ولهذا سيواصل توجيه انذارته فقط للنظام السوري وسيكثف ضغوطه عليه من اجل سحب قواته العسكرية المدن والارياف السورية وهو خيار لو قبل به النظام السوري على سبيل المناورة والانحناء للعاصفة فسوف يفتح الطريق بذلك للجماعات المسلحة لاعادة سيطرتها على معظم المدن والارياف التي تم طردهم منها عندما القى الجيش السوري بثقله ضد هذه الجماعات والمرجح ان النظام لن يمتثل لاملاءات كوفي عنان والا باتت نهايته وشيكة لا بايدي الشعب السوري الذي عبر عن موقفه في هذه المسالة برفض التدخل الخارجي وبحل الازمة عبر اجراء حوار بين النظام واطياف المعارضة الوطنية بل بايدي العصابات الاجرامية التي يقودها حمد وابو متعب والخليفة اردوجان ولعل هذا ما يريده كوفي عنان حتى يعلن عن فشل مهمته ولكي يوفر بذلك ذريعة وحجة قوية لممثلي الولايات المتحدة والدول الاوروبية ولممثلي الدول العربية التي تخضع للهيمنة الاميركية لطرح مشروع قرار يقضي بتشكيل قوة دولية من اجل فتح ممرات امنة للاجئين السوريين الهاربين من بطش النظام ولضمان وصول المساعدات الانسانية لهم أي تنفيذ خطة كوفي عنان التي رفضها النظام السوري ولا احسب عندئذ ان ممثلي روسيا والصين سينقضان القرار بالفيتو المزدوج او الاحادي بعد ان تورطا في تاييد خطة الدجال كوفي عنان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابو متعم ما تعبّنا , قَرَفنا
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 4 - 23:51 )
ابو متعب بدو يصير زلمه الو نُفوذ وعم بيفرق مصاري شمال يمين وبجرب طبخات كثيره بس مش نافعة معه ضد اسود الزغير وعامل زي الساحر الهاوي:اخرتها رح ينقلب السحر عليه
انا مقرعز بستنى هديك السيعة

اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف