الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشر النياسين

السيد حميد الموسوي

2012 / 4 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عاشر النياسين
السيد حميد الموسوي
نياسين العراق الزاهية.. الباهية، وقبل ان تسطو عليها يد المتطفلين وتسرق بهاءها.. وفرحها لتقرنها، مرغمة.. مغصوبة، بمناسبات مختلفة فجة ممجوجة فتؤرخ لانتصارات مزعومة موهومة. وقبل ان يتحول قدومها الى هم وضجيج يولد الضجر ويثير القرف، حتى لكأنها تأتي مرهقة تجر ساعاتها ودقائقها على استحياء وتدفع لحظاتها لتعجل بشمس الغروب كي تغادر على عجل بانتظار عام آخر ربما تكون فيه ساعة الخلاص، لتعود، كسابق عهدها، نظرة رائعة معطرة بطيب أهلها وعبق أرضهم المعطاء، وكترقبنا لأعياد الله المسنونة.. كترقبنا لأهلة مواسم الفرح، كنا نترقب اطلالة نيسان وأعياده بشغف.. ونعانق نسائمه بحبور وسرور، نحتضنه لا كمناسبة للسفر والترويح والاستجمام فقط، ولا كفرصة للتسامح والتصالح ولقاء الأهل والأحبة فحسب، بل لما يحمله بين حناياه من معان سامية، وما ارتبط به من أصالة أحداث لامست مشاعر العراقيين قبل غيرهم كونه رأس سنة أسلافهم بناة أول أمبراطورية متحضرة شعت من ثناياها علوم الحياة وقوانينها لتغمر الكون وتعمر الأرض مطوقة كل بني البشر بأفضالها، ليصبح بعد ذلك تقليدا أصيلا موقرا، وشعيرة مقدسة يتمسك بهما محافظا، ويتنسك بهما مواضبا ورثة تلك الحضارة المترامية الأطراف.. أحفاد الأمة الآشورية من شعبنا الكلدوآشوري السرياني، وما يصاحب تلك التقاليد والشعائر من طقوس ومسيرات وكرنفالات لها ميزتها وخصوصيتها مثلما لها طعمها وأثرها في النفوس.
وليس من قبيل المصادفة.. ولا هو بالتطفل.. بل من موجبات الانتساب، ومقومات الانتماء، وحقوق الامتداد ان يكون الثاني عشر من نيسان يوما مشهودا يؤرخ بفخر واعتزاز قيام الحركة الديمقراطية الآشورية، كأجرأ ردة فعل رائدة تلملم شتات تلك الأمة العريقة نافضة غبار سني الإقصاء والتهميش ناهضة بهموم وآلام وآمال شعبها المضطهد مع ما في تحمل أعباء هذه الرسالة من مسؤولية كبرى تنوء بها اغلب الرجال، لتبدأ من جديد، وعلى غرار مسيرة الأجداد الرواد، مسيرة الأحفاد الأوفياء.
وتعاقبت النياسين.. وتوالت ليكون نيسان مع القدر مرة اخرى شاهدا على أضخم وأصعب مرحلة تغيير يسجلها تاريخ العراق المعاصر مدونا للحركة الديمقراطية الآشورية شرف المساهمة في هذا الإنجاز الرائع شأنها شأن نظيراتها الغُرْ من الحركات الوطنية العراقية كذراع عراقي أصيل تلاحم مع أذرع شعبه في بناء عراق ديمقراطي حر.
كان المتوقع لنياسين مرحلة ما بعد التغيير لونا آخر.. وطعما آخر.. وكان المرجو فيها مواسم خصب.. ونماء.. وفرح غير معهودة.. وكان المطلوب منها التعويض المجزي.. والثواب الأعظم.. والهدية الأسنى والبشارة الكبرى.. حسب رأي القاعدة الفقهية: الأجر على قدر المشقة.
ولكن الأمور سارت حسب القاعدة العرفية: "ربك خلق.. وربك فرق.. أعطِ المتخوم.. واترك المحروم!". ولا حول ولا قوة الا بالله الحي القيوم!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم